قد يقول البعض أن وراء هذه الفوضى التي تعم عالمنا العربي هي إيران ؟! وأنا أتفق مع من يقول ذلك ولكني أعتقد أن هذه الفوضى العارمة لا تقوم بها إيران لوحدها لسبب بسيط جداً أن قدراتها المادية والعسكرية لا تستطيع أن تصمد في العراق وسوريا ولبنان واليمن لسنوات ؟! فأمريكا كأكبر دولة عظمى انهار اقتصادها بسبب احتلال أفغانستان والعراق! ،إيران ما هي في الواقع إلا أداة تنفذ وهي فقط في الواجهة. الحقيقة أن المهندس لهذه الفوضى هي إسرائيل ،والممول أعضاء مجلس الأمن الخمسة ،وأداة التنفيذ هي إيران ،كونها دولة فارسية ،والخميني كان عميلاً للغرب يعيش في منفاه في فرنسا وأتى على طائرة فرنسية لكي ينفذ عمالته على مجتمعاتنا العربية بمقولة «تصدير الثورات». هذه هي الحقيقة الغائبة عن البعض. إيران لديها سلاح جو قديم جداً ، ولديها أسطول بحري وغواصات من مخلفات الحرب العالمية الثانية، ولديها منظومة صواريخ روسية سكود قديمة. أما ما تصرح به روسيا من أن منظومة صواريخ 300 إس قد اكتملت في إيران فإنها إذا كانت بالفعل موجودة فإن المشغلين لها هم «روس» وليسوا إيرانيين..لأن إسرائيل مهندسة هذه الفوضى في عالمنا العربي لا يمكن أن تسمح بهذه المنظومة المتطورة أن تقع بأيدي متخلفين عقلياً! . الحوثي لا يمكن أن يطلق صواريخ على مكة دون دعم ومباركة من إيران ومن يرسم لها ويدعمها، فالصواريخ المطلقة هي صواريخ سكود روسية كنا نشاهدها في حرب الخليج الثانية. ولا وجود لداعش إلا بعد أن جلبها لنا أعضاء مجلس الأمن الخمسة ؟! ،وهذا مسؤول عسكري روسي رفيع يقول: إن أسلحتنا تمت تجربتها بنجاح في سوريا ؟! بمعنى ليس الهدف فحسب إبادة الأطفال والنساء والشيوخ والعزل من المدنيين بل أنها كانت ذات فاعلية عالية فاقت كل التوقعات في إبادة البشر ؟! وكأننا نحن العرب لسنا بشراً بل فئران تجارب لتلك الأسلحة ؟! . إن قوة أية دولة في العالم هي القوة الاقتصادية وليست العسكرية لأن الاقتصاد هو الذي يحرك المصالح ،والمصالح هي القوة العظمى التي تحرك السياسات هكذا علمنا التاريخ سابقاً ولاحقا. فالذي يتحكم بعلاقات الدول هو المال وليس البندقية أو المدفع أو الطائرة؟! ومن المتعارف عليه أن الحروب هي استنزاف لاقتصاديات أي بلد في العالم صغر أم كبر، ولكن يظل السؤال مطروحا وهو من أوجد هذه الفوضى ؟ الإجابة عند إسرائيل التي تتفرج بل تضحك على الجميع ؟!