14 آذار تؤكد وحدتها وجعجع يريد رئيساً منها السنيورة: الدولة المدنية تقاوم إسرائيل وأطماعها

  • 3/15/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تزامن إحياء الذكرى التاسعة لثورة الأرز في 14 آذار عام 2005 مع مسعى ربع الساعة الأخير لإنقاذ حكومة الرئيس تمام سلام من استقالة الأخير نتيجة خلاف قوى 14 آذار و8 آذار على مفهوم المقاومة ضد اسرائيل والدولة، والذي يعكس تباعداً حول موقع لبنان من الأزمة السورية، والاستحقاقات التي تنتظره ولا سيما انتخابات الرئاسة الأولى ومواصفات الرئيس المقبل. (راجع ص 6 و7) وحمل المهرجان الخطابي الذي أقامته قوى 14 آذار للمناسبة، قبل ساعتين من التئام مجلس الوزراء برئاسة الرئيس ميشال سليمان الثامنة ليلاً، بعد نهار طويل من الاجتماعات المكثفة والاتصالات واللقاءات المتتابعة من أجل انتاج صيغة توافقية للفقرة المتعلقة بالمقاومة في البيان الوزاري، رسائلَ عدة ذات دلالة، أبرزها اقتران مطالبة خطباء المهرجان «حزبَ الله» بالانسحاب من سورية وإدانة تدخله فيها، مع التشديد على دور الدولة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والذي عبّر عنه رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بإعلانه أننا «لن نقبل بغير الدولة المدنية التي تتصدى وتقاوم اسرائيل وأطماعها وعدوانها». ورأت أوساط متابعة ان لكلام السنيورة هذا مفعولَ تسهيل التوافق على البيان الوزاري، خصوصاً أنه ألحقه بالقول: «لن نتخلى عن مواجهتنا وتصدينا للعدو الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة، كما لن نتخلى عن حق دولتنا في السيادة على أرضنا ومواطنيها»، فإن خطباء المهرجان الأربعة: السنيورة، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، منسق اللجنة المركزية لحزب الكتائب النائب سامي الجميل، ومنسق الأمانة العامة لـ «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، شددوا على وحدة قواها، فيما توسع جعجع في تناول استحقاق رئاسة الجمهورية، معتبراً ان الرئيس القوي هو الضمانة الوحيدة للاستقرار الفعلي والمستدام لأنه سيعكف منذ لحظة انتخابه على قيام دولة قوية. واعتبر جعجع أن نجاح أي فرد من 14 آذار بالوصول الى موقع الرئاسة هو انتصار لكل واحد منا، كما أن إخفاق 14 آذار في تحقيق ذلك هو بدوره إخفاق لكل واحد منا». وتناول جعجع الخلاف داخل 14 آذار على المشاركة في الحكومة، معتبراً أن وجهة النظر التي تقول «إن بقاء قوى 14 آذار خارج المراكز الرسمية الشرعية لا يخدم أهدافنا الوطنية منطق سليم»، لكنه أشار الى أن «التباين لا يتعلق بتبوّء المراكز الرسمية إنما بمبدأ الدخول في شراكة سياسية مع «حزب الله» تغطي ارتكاباته فيما عمليات القتل مستمرة». وإذ تحدث جعجع في المهرجان الذي أقيم في مجمع «بيال» وسط بيروت من خلال شاشة انطلاقاً من مقره في معراب، فإن كوادر أحزاب 14 آذار الذي احتشدوا في القاعة الكبرى بدأوا الاحتفال بالوقوف رافعين الأعلام اللبنانية، فيما ظللت جدرانها صور شهداء ثورة الأرز، بدءاً بالرئيس رفيق الحريري وانتهاء بالوزير السابق محمد شطح. وكان السنيورة أول المتكلمين، فقال إن «المجرمين الذين قتلوا وشردوا وفجروا مهما تجبروا فإنهم يعدّون أيامهم ويفقدون قدرتهم على الاستمرار». وأضاف: «نحن في 14 آذار نتناقش ونختلف لكننا لا ننقسم... وعلى رغم كل المآسي والخسائر والاستفزازات لم نحمل السلاح في وجه أهلنا ولن نحمله. ونرفض الغلو والتطرف والتكفير والتشهير والتسفيه عند السنّة والشيعة، والتطرف عدونا والاعتدال خيارنا». وتوجه الى «حزب الله» قائلاً إن «الانسحاب من القتال في سورية اليوم أفضل من غد... عودوا الى مواطنيكم وشركائكم في الوطن حيث إنكم في حاجة اليهم وهم أيضاً في حاجة اليكم اليوم أكثر من السابق... وجمهور المقاومة يجب ألا يقحم في معارك لا علاقة له بها». ورأى النائب الجميل ان مشكلتنا مع «حزب الله» أنه «لم يقبل اللعبة الديموقراطية وخرج عن الدستور والقوانين»، متسائلاً: «هل إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري ونفيه الى الخارج يخفف من التطرف؟ وهل من المعقول أن تحمي الضاحية نفسها بأكياس الرمل؟». وقال: «ممنوع الاستسلام وممنوع الحرب الأهلية. وكل شيء متاح بينهما. علينا أن نخوض كل المعارك تحت سقف المؤسسات». أما سعيد فشدد على دعوة قوى 14 آذار الى الوحدة، مؤكداً أن التباين في الرأي والاجتهاد حتى في احتساب بعض الخصوصيات هو من طبيعة اتحادنا الديموقراطي الحر ولا نحسد أحداً على ولي فقيه أو غير فقيه فلا وجود لولي فقيه في 14 آذار ولا لقائد أوحد يأمر فيطاع...»، وأكد ان قوى 14 آذار محكومة بأن تكون أقوى بكثير من مشاركة أو عدم مشاركة في حكومة». على الصعيد الأمني تراجعت حدة الاشتباكات في مدينة طرابلس أمس، بعد أن ارتفع عدد القتلى ليلاً الى خمسة وبات عدد الجرحى 36، لكنها استمرت متقطعة، فيما عمل الجيش على إسكات مصادر النيران ولاحق بعض المسلحين لتوقيفهم. وقبل زهاء ساعتين من انعقاد مجلس الوزراء للبتّ بالفقرة المتعلقة بالمقاومة ودور الدولة، كان لافتاً حصول توتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عصر أمس، إذ أفيد من الجانب اللبناني من الحدود أن 5 قذائف سقطت في محيط مزرعة حلتا المحررة في الجنوب مصدرها المدفعية الإسرائيلية، ما تسبب باشتعال حريق في البساتين القريبة من بلدة كفرشوبا. إلا ان الجيش الإسرائيلي أعلن مساء أنه قصف المنطقة رداً على انفجار عبوة ناسفة استهدفت جنوداً اسرائيليين لدى مرور دورية على الحدود مع لبنان. (أ ف ب) وأكد بيان الجيش الإسرائيلي أنه قصف موقعاً لـ «حزب الله» إثر تفجير العبوة التي استهدفت جنوده «وأصاب هدفه». ولاحقاً أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية عن سقوط صاروخ من عيار 107 ملم على تلة الرمثا التي يتمركز فيها الجيش الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا. ونقلت وسائل تواصل اجتماعي خبراً عن تبني «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عبر (تويتر) عملية استهداف الدورية الإسرائيلية بعبوة ناسفة. ونقلت وكالة «يونايتد برس» عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 3 جنود اسرائيليين كانوا على متن آلية عندما حصل الانفجار نقلوا الى مركز طبي ليخضعوا لفحوصات. وأفادت معلومات المراسلين الإعلاميين في الجنوب ليلاً، أنه سُجل تحليق كثيف لمروحيات «أباتشي» اسرائيلية في أجواء المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للأراضي اللبنانية من كفرشوبا والوزاني وكفركلا والعديسة ومركبا، وأُطلقت قنابل مضيئة فوق السياج الشائك المحاذي لبلدتي كفركلا والعديسة وفوق مواقعه. وتعرضت أطراف مزرعة شانوح لرشقات نارية مصدرها مواقع القوات الإسرائيلية المقابلة. كما تعرضت تلة العويضة قرب العديسة لرشقات نارية أطلقت من مستوطنة مسكفعام الإسرائيلية. ونفى أهالي المزرعة وجود أي موقع لـ «حزب الله» في المزرعة.

مشاركة :