حدود الابتعاد عن الفصحى أو الاقتراب منها بين المشرق والمغرب بقلم: حكيم مرزوقي

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

من الأقرب إلى الفصح، مزايدات لغوية لا طائل من ورائها، والحاجة إلى معجم لتجنب الكلمات المريبة في اللهجات العربية. العربحكيم مرزوقي [نُشرفي2016/11/01، العدد: 10442، ص(12)] لغة الشاد بين المشرق والمغرب لا يدرك حجم المفارقات في الدلالات والمعاني داخل اللهجات العربية إلاّ من عايشها وخبرها، تصادم معها وعانى منها. تبدو -وللوهلة الأولى- فكرة وضع كتيب أو معجم في شرح وتصويب الكثير من المفردات والمصطلحات أمرا سهل الحدوث والطباعة والتداول، طالما أنه لا يمس “المحظورات الكبرى”، لكن.. يا ترى ما الذي ستكون عليه محتويات هذا الكتيب شبه المستحيل؟ فما سيقرأه ويلفظه المغاربي بثقة وحياد، قد يغضب منه المشرقي أو يحمرّ وجهه خجلا أمام أسرته، وكذلك العكس؛ ذلك أنّ العرب قوم بارعون في المواربة والاستعارات اللغوية، خصوصا في ما يتعلّق بالتسميات ذات الدلالات الجنسية، ولو استخدمنا المصطلحات الطبية لصار الأمر مضحكا وساذجا. حشر المفردات التي قد تؤدي معاني نابية في بلد عربي دون آخر والتحذير منها، عمل “ذو ثواب”، يسهّل أمور حياة الأشقاء العرب ويجعلهم أكثر تفاهما وتوادّا وأقل تصادما، إذ كيف يستهان باللغة التي نظن أنها أداة تواصل بين الشعوب والأفراد، في حين أنها تزيد من الهوة وتشعل الكوارث عبر التاريخ.. ألم يوشك حاجب أعجمي على قطع لسان امرأة في مجلس الحجاج حين أمره الأخير بتلبية حاجتها من المال بعبارة “اقطع لسانها” أي اجعلها تكف عن الطلب والتسول. الحاجة تبدو ماسّة لوضع كتيب في الفوارق بين المصطلحات والمفردات على امتداد العالم العربي، ليبين معانيها الأصلية قبل أن “يقع الفأس بالرأس” أي قبل أن تتكلم لغة العضلات بين الأشقاء حين تعجز لغة اللسان عن إيصال المعنى. المفارقات بين اللهجات مسألة قائمة -وبغزارة- داخل البلد الواحد، فما بالك بين محيط وخليج حيث تحاورت الأعراق واللغات وتداخلت الثقافات. شخصيا، وأثناء بداية إقامتي في دمشق منعني الحياء من تلفظ اسم أكلتي التونسية الشهيرة (كسكسي) واستضافة أصدقائي السوريين والسوريات لتناولها، فوجدتني مضطرا إلى القول “سأدعوكم إلى بيتي لتذوق طبخة تشبه طبق المغربية لديكم”، رغم الفارق الواضح بين الأكلتين، لكنّ الحياء جعلني أخلط بين الوصفتين.. إنها اللغة وقد خذلتني. عرب المغرب الكبير يفخرون بأنهم أكثر صونا وحفاظا على اللسان العربي الفصيح، وأنهم ورثة مجد الأندلس وأن ثقافتهم ثقافة عقل لا ثقافة نقل نفس “الحياء اللغوي” جعل صديقي في الكويت مضطرا إلى ارتداء قميصه دون كيّ لأنه لم يجد مرادفا لكلمة “مكوى” ذات المعنى النابي في اللجة المحلية، وآخر موريتاني استشاط غضبا حين قال له دمشقي مهدئا “طوّل بالك يا زلمي”، هذا دون أن أنسى موقف زميلة مغربية أمام عبارة رجل الجمارك على الحدود اللبنانية السورية وهو يأمرها بفتح صندوق السيارة مستخدما عبارة تعتبر فاحشة في اللهجة المغربية. لولا الحياء العام الذي سوف يقف حاجزا أمام نشر هذا المعجم العجيب لتمادينا في ذكر البعض من الأمثلة والحوادث الطريفة التي عشتها شخصيا وكنت أثناءها ضحية مصطلحات لهجات، ففي تونس مثلا تنهر القطة بعبارة نابية لدى أهل المشرق، لكنها عادية في لغتنا العامية المحلية، وزد على ذلك من فوارق طريفها صنعها اختلاف اللهجات كالصديق المشرقي الذي طلبت منه وضع الشاي في البرّاد (الإبريق) فوضعه في الثلاجة. جدير بالذكر أن بعض المفردات الفصيحة و” البريئة” قد انحرفت عن معانيها الأولى بفعل التغيرات الاجتماعية، فاللغة كائن حي على أي حال، وتعدد اللهجات يساهم في إثراء اللغة الأم؛ إذ أن علماء الأنثروبولوجيا يدقون ناقوس الخطر ويعلنون موت ما يقارب العشر لغات كل عام فحمدا لله على أن لغتنا العربية مازالت “شابة” بأدبها كما بشتائمها. تكمن المشكلة في أن اللهجة مازالت تعامل كبنت الجارية من طرف بعض المتخشبين الذين لا يعرفون من العربية غير رفع الفاعل ونصب المفعول. القائمة تطول والأمل مازال قائما في وضع كتيب -لا بل كتابا- يُعتمد كدليل سياحي للأشقاء العرب، يوضع على طاولات الاستقبال وفي غرف الفنادق. ربما غاب عن ذهن أصحاب هذا الجدل في عصرنا الراهن أن البعض من كبار اللغويين من مستوى الأصمعي، لم يكونوا يفهمون حرفا واحدا من كلام بعض العرب، لشدة الاختلاف والغرابة في ما يستعملونه من كلمات وألفاظ، ومن الطبيعي أن تتأثر اللهجات المغاربية، كما المشرقية، بلغات المحتلين الذين تعاقبوا على المنطقتين مثل التركية والإنكليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية، فضلا عن اللغات القديمة العائدة إلى ما قبل الفتح الإسلامي. الاختلاف في المفردات بين المشرق والمغرب لا يتوقف عند اللهجات وما تسببه من مفارقات لا تخلو من الغرابة والطرافة، بل يتعلّق أيضا باللغات الإدارية والإعلامية والقضائية، ولقد كان لغياب التنسيق على مستوى المؤسسات العلمية ومجامع اللغة العربية في مجال الترجمة الأثر السيء، حيث أدى إلى تكرار الجهود وبعثرتها، وإهدار الأموال، كما أدى إلى ظاهرة تعدد المصطلح العربي المقابل للمصطلح الأجنبي؛ إذ بات لكل بلد عربي مصطلحه الخاص. للعامية المصرية جاذبية خاصة في العالم العربي لهجات المشرق.. ريادة تاريخية وإفادة معرفية } “هذه بضاعتنا وقد ردّت إلينا”، عبارة لا تخلو من استعلاء، قالها أحد الولاّة في الدولة العباسيّة حين تصفّح كتاب “العقد الفريد” القادم لتوّه من قرطبة الأندلس. تلخّص تلك الحادثة نظرية “المركز والأطراف”، وتكرّس مقولة مزمنة، مفادها أنّ قدر أهل المغرب هو إعادة صهر وإنتاج كل ما قاله أهل المشرق، وبطرق مشوهة أحيانا كما هو الحال في طريقة تلفظهم واستعمالهم للغة العربية. يرى الكثير من مثقفي بلاد الشام ومصر والعراق أن منطقتهم كانت مهد الحضارات وأصلها، في حين أنّ شمال أفريقيا لم تكن إلاّ مجرّد مسرح لبعض الأحداث ومعبرا لتلك الحضارات، ثمّ إنّ المجتمعات المغاربية، قد أضعفت هويتها لكنات فرنسية وأمازيغيّة وأسبانية وأفريقيّة، ولم تسلم من اللحن في النطق بحكم ابتعادها عن المنابع الأصيلة. وفي هذا الصدد كتب اللبناني رضي السماك، مقالا في صحيفة خليجية يقول فيه “إن أبناء النخبة المتعلمة والمثقفة في المشرق العربي، ولا سيما الشاميين منهم، أكثر قدرة على النطق السليم بالفصحى بصرامة لغوية من أبناء النخبة المتعلمة والمثقفة المغاربية، التي عادة ما يشوب نطقها بالعربية الفصحى، التنطع الشديد الشاذ في نطق مخارج بعض الحروف، وتطغى عندهم بشدة نبرة النطق اللهجوي على نبرة النطق الفصيح السليم الاعتيادي”. وردّ الكاتب الجزائري سعيد جاب الخير بمقالة ناريّة يفنّد فيها صحة ما ذهب إليه الكاتب اللبناني، ويعدّد أسماء أعلام ومطورين مغاربيين في فقه اللغة، مبينا أنّ اللغة العربية “ليست قالبا واحدا لا شريك له، قالبا محنطا لا يعرف أسرار تحنيطه سوى المشارقة”. يبدو أنّ الجدل لم يتوقف، ونيران المعركة “مشرق مغرب” لم تخمد بعد، لكنّ من المغاربيين أنفسهم من يقرّون بابتعاد لهجاتهم عن الفصحى، بدليل أنّ البعض من القنوات الفضائية المشرقية، إذا جاءت بمتحدث مغاربي في تقرير من تقاريرها أرفقت حديثه بترجمة عربية مكتوبة أسفل الشاشة، وكأنه يتحدث الكورية أو السنسكريتية، وفي هذا الصدد يقول حميدو (طالب مغربي في الجامعة اللبنانية) “أنا لا ألوم القنوات، لأن اللهجة المغربية أبعد لهجات العرب عن الفصحى، وإذا كلمت أحد أصدقائي المغاربة بلهجتنا وكان معنا مشرقي ظنّنا نتحدث الفرنسية أو غيرها من لغات العجم، فما السر يا ترى؟”. ويضيف الطالب المغربي “لقد احتُلت بلدان أخرى مُددا أطول مما قد عاشته بلادنا تحت ظل الاستعمار، ولم تتغير لهجاتها هذا التغير الفاحش الذي جعل العربية في بلادنا يتيمة وسط كم هائل من مفردات الأسبان والفرنسيين غير السليمة، حقا إنه لأمر يحتاج إلى بحث ودراسة”. يعود الفضل إلى مثقفي المشرق العربي، والذين كانوا روادا ومؤسسين لمجامع اللغة العربية التي استطاعت أن تكبح جماح نهر المصطلحات الأجنبية الوافدة من خلال ترجمتها أو تعريبها، وصدرت في هذا المجال العشرات من المعاجم المعتنية بمصطلحات الفضاء والفلك والأرصاد الجوية، ومعاجم المصطلحات العلمية والفنية، ومصطلحات الحيوان والنبات، ومصطلحات الاقتصاد، ومصطلحات الطب، ومصطلحات اللغة والآداب والفنون، ومصطلحات الحضارة، ومصطلحات الهندسة وغيرها، وهو جهد جبّار وأمر نادر في بلدان المغرب العربي، حيث يكتفي المثقفون بتداول المصطلح الأجنبي في غربة عن بيئتهم اللغوية. الكثير من مثقفي المغرب يقرّون بالتفوّق المشرقي الذي نهلوا من ينابيعه، ويقول الشاعر عبدالكريم الطبال إن العلاقة بين الشعر المغربي -وبالأخص في تطوان- والشعر المشرقي، كانت علاقة قوية وعميقة، فالشعر المغربي كان متأثرا بالتيار الرومانسي الذي كان طاغيا في العالم العربي كله، وبالأخص في لبنان ومصر. ومن ناحية الموسيقى يرى الموسيقي أحمد طنطاوي أن جذور الطرب الموسيقي الأولى تعود إلى المشرق، فالفاتحون الأوائل حملوا معهم ثقافتهم وخصوصا الغناء المشرقي الذي تكلل بقدوم زرياب إلى الأندلس. وأوضح المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، عبدالعزيز بن عثمان التويجري، أن الإسلام أدخل اللغة العربية إلى المغرب العربي، باعتبارها لغة القرآن ولغة الفاتحين الأوائل، وأن وصول الحضارة الإسلامية إلى المنطقة الواسعة الممتدة التي تعرف اليوم بالغرب الإسلامي هي “بداية للتحول العميق والكبير الذي أخرج شعوب هذه المنطقة من ظلمات الوثنية والفرقة والتخلف، إلى أنوار الإيمان والوحدة والمدنية”. خصوصية تونسية ومغاربية في رحاب جامع الزيتونة لهجات المغرب.. نطق صحيح وانفتاح مريح يفخر عرب المغرب الكبير بأنهم أكثر صونا وحفاظا على اللسان العربي، وأنهم ورثة مجد الأندلس وأنّ ثقافتهم ثقافة عقل لا ثقافة نقل، وأنّهم السبّاقون لمحاورة الفكر الغربي. ويستشهدون في ذلك برموز لامعة في تاريخهم مثل ابن رشد وابن خلدون وغيرهما، في حين أنّ المشرق العربي لم يتحرّر من نزعة اجترار القديم وتأثيرات العقائد الفارسية والروحانيات القديمة المتاخمة لبلاد عرب المشرق، ويقول الباحث والمترجم التونسي، الشريف المبروكي، معلّقا ومنتقدا أصحاب هذه النزعة “لست أدري لماذا تناسى بعض غلاة التعصب للمغرب الكبير “شهرتنا الكاسحة” الآن لدى المشارقة في مجالات السحر والشعوذة وكتابة الحجب بدل الأبحاث والكتب”. اتهام الكثير من أهل المشرق لأهل المغرب بسوء النطق العربي الفصيح بسبب طغيان اللغة الفرنسية على اللسان المغاربي، يجعل ردود الفعل في أقطار المغرب العربي غاضبة، وتصل إلى حد التشنج، والنزوع نحو المفاخرة ولغة المفاضلة استنادا إلى حقائق تاريخية، إذ نجد أنّ ابن مالك، صاحب الألفية الشهيرة في النحو، والتي ظلت تدرس في الأزهر أكثر من ألف سنة ولا تزال إلى اليوم، هو جزائري بل ومن أصل أمازيغي، كما أن صاحب أعظم قصيدتين على الإطلاق في المديح النبوي (البردة والهمزية) هو الإمام البوصيري الجزائري، بالإضافة إلى صاحب قاموس “لسان العرب”، ابن منظور الذي تنسب ولادته إلى طرابلس الغرب، والقائمة تطول بأسماء أعلام اللغة الذين جاؤوا من بلاد المغرب الكبير. أمّا عن أقطاب الصوفية الذين نشروا فكرهم وكان لهم مريدون وزوايا في مختلف مدن المشرق فقدم أغلبهم من بلاد المغرب، ولا يخفى على أحد أصول الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي الذي استقر في دمشق، وكذلك من استقر منهم في مصر كأحمد البدوي، المدفون في طنطا فهو من فاس بالمغرب، وأبوالحسن الشاذلي (من مراكش)، وأبوالعباس. أغلب مثقفي المشرق يفخرون أن منطقتهم كانت مهد الحضارات، في حين بأن شمال أفريقيا لم تكن إلا مجرد مسرح لبعض الأحداث ومعبرا لتلك الحضارات الدراسات الحديثة تشير إلى أنّ اللهجات المغاربية السائدة اليوم في الحواضر الشمالية الكبرى، هي نفسها اللهجات التي كانت سائدة في الأندلس قبل سقوطها وهجرة أهلها -والذين أغلبهم من عرب المشرق- نحو السواحل المغاربية. ويقول الكاتب الجزائري سعيد جاء بالخير “عندما يتحدث بعض المشارقة عن العربية، نشعر كأنهم يجهلون أو يتجاهلون أنه في الأصل لا توجد لغة عربية واحدة، بل لغات عربية متعددة تمثل في مجملها “اللسان العربي”؛ فالعرب في جاهليتهم كانت لهم عدة لغات كانت تعتبر آنذاك بمثابة لهجات تختلف من قبيلة إلى أخرى، وبالتالي لم تكن ثمة فصحى واحدة، بل “فصحيات” على القياس اللغوي، ولذلك نزل القرآن على سبعة أحرف، كما جاء في الأحاديث الصحيحة، وذلك لتسهيل قراءته على جميع القبائل وبجميع اللغات”. أظهرت دراسة في جامعة كولومبيا بنيويورك، أنّ سكّان منطقة شمال أفريقيا يمتلكون وحدهم دون غيرهم، القابلية لتعلم جميع اللغات ونطقها نطقا صحيحا لا يختلف عن نطق أهلها، أما مسألة وجود اللغة الفرنسية أو طغيانها على اللسان المغاربي، فهي عنصر يمكن أن يكون إيجابيا من ناحية الانفتاح وسعة الاطلاع. ويؤكد البعض من المشارقة الذين كانوا يدرسون اللغة العربية في الجزائر أن التلاميذ المفرنسين أو مزدوجي اللغة، متمكنون من العربية في الجانبين النحوي والأدائي أكثر بكثير من التلاميذ المعربين. والفصحى التي تطغى على الفضائيات والإذاعات في المشرق العربي، هي لغة غير معربة أو ما يسمى لغة “سكن تسلم” وهي لا تدل على التمكن من اللغة، أما أساليب النطق العربي فمن الطبيعي أن تختلف من منطقة إلى أخرى، وثمة من الإعلاميين والمتخصصين من يفضل النطق المغاربي بالعربية الفصحى، على النطق المشرقي. المغاربيون يدلّلون على عمق أصالتهم العربية ليس بطريقة نطق الحروف اللثوية وحدها، بل أيضا باستخدامهم الأرقام العربية، وفي هذا الصدد دعا عبدالهادي التازي٬ عميد أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المشرق العربي إلى اعتماد الأرقام العربية كما هي معروفة عالميا عوض الأرقام الهندية المستخدمة في عدد محدود من البلدان في هذه المنطقة ومنها مصر. وفند المجمعي المغربي البعض من الكتابات التي تشير إلى انتشار هذه الأرقام في بلاد المغرب الإسلامي عقب الاستعمار بالخصوص مستدلا بوثيقة للرياضي المغربي ابن ياسمين المراكشي. :: اقرأ أيضاً ترامب وجاستا.. وجهان لعملة واحدة أزمة سياسية في موريتانيا: مجازفة تداعياتها تتجاوز حدود البلاد أبواب الحل السوري لم تغلق بالكامل، فهل يأتي الحسم مع خليفة أوباما طريق السلام في اليمن لا يزال شاقا

مشاركة :