استشارة زوجتي واجبة بقلم: شيماء رحومة

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قد تكون الإجابة عن هذا التساؤل كامنة في ما تتداوله بعض الدراسات، وتكشف عنه شبكة العلاقات الجديدة داخل العالم الافتراضي. العربشيماء رحومة [نُشرفي2016/11/01، العدد: 10442، ص(21)] “10 قرارات لا ينبغي لك أن تتخذيها دون استشارة شريكك” مقال أثار فضولي خلال تصفحي للإنترنت، سارعت إلى قراءة المقال وفي نفس الوقت أحاول تخمين ماهية هذه الأشياء، لا سيما وأن استئذان الزوجة لزوجها أمر طبيعي وأظنه لا ينحصر في عدد بعينه من الأمور. سأسوق منها ما بدا لي من مستجدات العصر الحالي وما لاح لي لصيقا بعادات الغرب التي انفتح عليها العرب أكثر من ذي قبل. استشارة الزوجة زوجها قبل التخطيط لشراء حيوان أليف، عدم سحب مبالغ ضخمة من الحساب البنكي المشترك بينهما. وعلى الزوجة أخذ إذن زوجها قبل شراء المجوهرات، وعليها أن تحذر من القيام بالجراحة التجميلية دون استشارته والرجوع إليه، لأنها قد تقوم بتغيير في مظهرها كان يفضله ويجذبه إليها. لو كان الأمر يقف عند هذا الحد ما كان ليكون ذا أهمية فالمرأة العربية تلقن منذ نعومة أظافرها آداب التعامل مع زوجها سواء أكانت هذه الآداب راجعة إلى نصوص دينية أم إحدى إفرازات المخيال الشعبي. لكنه تجاوز ذلك إلى قلب في الأدوار أحيانا، أو تغاضي الكثير من الزوجات عن مسألة استئذان الزوج عند القيام بأمر ما أحيانا أخرى. لكن هل للمرأة ضلع بارز في هذا التغيير أم أن الرجل ساهم في ذلك؟ قد تكون الإجابة عن هذا التساؤل كامنة في ما تتداوله بعض الدراسات، وتكشف عنه شبكة العلاقات الجديدة داخل العالم الافتراضي، بأن آية “الرجال قوامون على نساء” تفسر غالبا بطرق تخدم المصالح الذكورية. وبالإضافة إلى أن هناك تغييرا أو تغييبا للصورة النمطية التي تصور الأجداد تصويرا ينم عن الحزم وفرض سيطرتهم على آل بيتهم، ويحظون من نسائهم وأبنائهم بالاحترام والسمع والطاعة. لا ألمح إلى غياب هذه الصورة تماما فهي حاضرة إلى الآن في بعض الأسر العربية، لكنها السنون لنقل هذبت حدتها مع الوقت لتصبح هناك ندية بين الرجل والمرأة، وليميل الزوج إلى اللين في علاقته بعائلته أكثر، قاطعا مع أجداده وآبائه ومع صورة “سي السيد”. في القديم كانت المرأة لا تخطو خطوة دون الرجوع إلى زوجها حتى أنه يحكى في بعض القصص أن امرأة في عهد الرسول محمد (ص) التزمت بأوامر زوجها القاضية بعدم مغادرتها منزلها تحت أي ظرف عند التحاقه بصفوف المجاهدين، فتوفي والدها الذي يسكن بجوارها دون أن تقوم بعيادته حيا ولا بتوديعه ميتا. المرأة في القديم نفخت في صورة سي السيد لتعطيها هالة من القداسة بخضوعها وطاعتها العمياء. وأول ما يلفت الانتباه اليوم في مسائل التعامل بين الأزواج استقلال كليهما عن الآخر بحيث لم تعد المرأة تحتكم لاستئذان زوجها في كل خطواتها، إلا في حالات معينة تكون مجبرة على سؤاله وطبعا هذا الغالب على المشهد الأسري، وتغفل أحيانا عن أن ذلك واجب عليها. ثانيا ظهرت متطلبات جديدة فرضها العصر، فتغيرت نوعية الأشياء التي تستشير فيها المرأة زوجها. لكن المقلق هو تبادل الأدوار وهذا ما أصبحنا نلاحظ سطوته على أغلب المشاهد الدرامية التي تخرج المرأة في صورة رب الأسرة الجديد، وقائد عصابات، إلى جانب خروج المرأة للعمل وانفتاحها على العالم مما أكسبها قوة قادت البعض منهن إلى تشكيل أزواجهن وفق أهوائهن. والغريب أن بعض الرجال يستطيعون التعايش مع ذلك ولا يشعرون بأيّ ضرر، ومتى رفضوا سطوة زوجاتهم كانت قاعات المحاكم ومواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية شاهدة على ذلك. ويظل رجوع أحدهما إلى الآخر قبل قبول صديق على فيسبوك، محل جدل مستمر بينهما. كاتبة من تونس شيماء رحومة :: مقالات أخرى لـ شيماء رحومة استشارة زوجتي واجبة, 2016/11/01 انفتاح المرأة التونسية على المجتمعات الغربية أفرز ارتفاع نسب الطلاق, 2016/10/30 أخاف أن تحرقني كلماتكم, 2016/10/29 البنت ليست سرّ أمها, 2016/10/25 رشيقات كن أم بدينات.. جميلات تونس لم يسلمن من التحرش, 2016/10/23 أرشيف الكاتب

مشاركة :