تكفون الصوت...! - مقالات

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في شهر أكتوبر من العام 2016 وبعد أكثر من 50 عاماً من العمل بالدستور الكويتي، ما زلنا متشبثين ببعض العادات والتقاليد... وبعضها طرأ عليه تحسين من حيث طريقة اختيار أعضاء مجلس الأمة. الذي يميز انتخابات المجلس القادم، إنه لم يمنح الفرصة الكافية للمرشحين للوصول إلى معظم أبناء الدائرة. والالتقاء بالناخبين ليس بالضروري لـ «شحذ» الأصوات، بل هو على أقل تقدير للتعرف عليهم وعرض المرشح لإمكاناته وقدراته، وهذا له تأثير في تغيير ثقافة الاختيار... المفاضلة تبقى مهمة عندما يحين موعد الاختيار. الذي لم يعجبني وأشعر بأن فيه إساءة للعلاقات الاجتماعية تلك التي تصور عبارة «تكفون الصوت...» التي ينادي بها بعض المرشحين. «تكفون الصوت»، جزء من ثقافة بعض مكونات المجتمع الكويتي، وهي لا تقلل من وطنيتهم أو طريقة شحذهم للأصوات. هم هكذا وهذا ما جبلوا عليه؟ ووفق هذا النهج تشكلت ثقافتهم، وإن كنت أرى أن طريقة كسب الأصوات تتسنى للمرشح عبر قدرته على إقناع الناخبين. فكثير من أحبتنا وبعد مرور أكثر من 50 عاماً على الممارسة الديموقراطية الكويتية، قد استوعب ضرورة الأخذ بيد الكفاءة، وإن كان الصوت الواحد يصعب الاختيار من بين المرشحين خصوصاً في وقت لا يتجاوز الشهر. الواحد منا لو تمعن بالظروف والتحديات وطبيعة تركيبة قاعدة الناخبين، لوجد أن فئة الشباب تشكل الغالبية. والشباب بطبيعتهم يميلون إلى الشخصية المؤثرة خطابياً وتمتلك قدرا من المعرفة والخبرة ومستوى ثقافيا مرتفعا نوعاً ما ويقدم الخدمات، متى ما طرقوا بابه عند الحاجة. المرشح غير «المفوه» أعتقد أنه يجد عزوفا من فئة الشباب، ولهذا السبب طالبت بترتيب مناظرة للمرشحين نظراً لضيق الوقت لضمان وصول الأكفأ، لكن قدر الله ما شاء فعل. نعود لــ «تكفون الصوت»، وأظن أنها عادة طيبة، فالفرد سواء المرشح أو «صاحب حاجة معينة» لا غنى له عن طلب أحبابه الصوت. و«تكفون الصوت» إن خرجت من كفاءة فإنها تزيد من حظوظه في محيط يفهم ما تعني «تكفون الصوت» ومن لا يستحق لو ردد العبارة أمام مسمع الجميع أو حتى المقربين به وهو غير مؤهل فإنها ستكون «تحصيل حاصل» لا فائدة مرجوة منها. لذلك٬ فعندما أكرر على الدوام مطالبتي برجال تصنع التاريخ، أقصد من وراء ذلك الحاجة لمتطلبات الحقبة الزمنية التي نعيش تداعياتها وشبكتها الملتوية رقمياً وإنشائياً عبر وسائلها المرئية والمسموعة. أما ما يميز وقتنا الحاضر فهو ظهور تأثير الـ «سوشل ميديا» على جموع الشباب. فكثير من الوسائل الإعلامية بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، صارت تميل إلى عرض خدماتها كتسويق للمرشح وكوسيلة للربح. هنا تصبح قاعدة الناخبين أمام اختبار لما ينقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من حيث المصداقية في طريقة تقديم المرشح وهو ما يؤكد الحاجة لعمل مناظرة بين المرشحين ليكون الاختيار أسهل... فالناخب أمام عرض حي يساعد في تشكيل انطباعه عن إمكانات وقدرات المرشح وهو أمر لا تحققه الوسائل الآخرى... والله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :