عزيزي المواطن، هل لإنسان لا تعرفه أن يُقدم لك نصيحة؟ الجواب المنطقي، نعم. فقد ورد في الأمثال أن الحكمة ضالةُ المؤمن أينما وجدها فهو أحقُ بها. عزيزي المواطن، إذا رغبت بالمشاركة في التصويت، فأنتَ تملك صوتاً عزيزاً أو صوتاً رخيصاً. الصوت العزيز مصدره إنسان عزيز، والصوت الرخيص مصدرة تلقائياً إنسان رخيص. حينما تقف وحدك من دون رقيب ولا حسيب من بني البشر لتعطي صوتك لمرشح، فأنت في تلك اللحظة تُقيّم نفسك. لن تفلح كل محاولاتك لاحقاً بأن تُبرر أو تُعلل موقفك. فأنت في تلك الثواني المعدودة كتبت تعريفاً صادقاً لنفسك سيبقى في سجل التاريخ وسوف تجده في كتابك يوم الدين. إن وضعت اسماً لأنه يخدمك أو لأنه فقط من قبيلتك أو من طائفتك أو من أسرتك أو من حزبك، أو كتبت اسماً لأنك تسلمت أموالا أو ربطك المرشح بمصلحةٍ خاصة، فأنت صاحبُ صوتٍ رخيص، ستقف بعدها أمام المرآة وترى ذاتك الحقيقية، مجرد إنسان يُباع ويُشترى وقيمته لن تتغير مهما كنت ناجحاً في التنظير أو الجدل أو خلق التبريرات. أنت إنسان رخيص وصوتك وإن كان يبدو لك مؤثراً إلا أنه صوت رخيص فاسد مضرته كبيرة ونتائج فساده ستحصدها أنت وأبناؤك في المستقبل. أما إذا منحت صوتك لمرشح دَرَستهُ جيداً وعرفتَ أمانتهُ وصدقهُ وشرفهُ من دون أن يؤثر في حُكمك علاقةٌ خاصة، فأنت تملك صوتاً عزيزاً، ولا يملك الصوت العزيز إلا إنسانٌ عزيز. لك بعدها الحق أن تقف أمام المرآة لتفتخر بنفسك، فقد تم تقييمك بالرجل الصالح، سواءٌ أدرك الناس ذلك أم لم يدركوه، وسواء نجح من مَنَحتَه صوتك أم لم ينجح. لقد أديت الأمانة وحُفِظَ مقامك العزيز في صفحاتك الدائمة وسوف تجدها أمامك يوم الحساب. أيها العزيز، أشكرك باسم وطني باسم أولادي وأحفادي، فقد نصحتَ للأمة بصوتك الذي تملكه وأديتَ الأمانة وشاركتَ في بناء الكويت. kalsalehdr@hotmail.com
مشاركة :