واجهت القوات العراقية أمس الجمعة (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مقاومة شرسة من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، ما أجبرها على القيام بتراجع جزئي بعيد تقدمها داخل شوارع الموصل للمرة الأولى منذ انطلاق عملية استعادة المدينة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقال المقدم منتظر سالم من قوات مكافحة الإرهاب لوكالة «فرانس برس» إن قوات مكافحة الإرهاب تقدمت إلى حي الكرامة في شرق المدينة، مشيراً إلى إنها واجهت إطلاق نار كثيفاً من أسلحة رشاشة وقنابل من مقاتلي تنظيم «داعش». وشاهد فريق لـ «فرانس برس» موجود مع قوات مكافحة الإرهاب على المدخل الشرقي للموصل، جرافات ومدرعات تدخل حي الكرامة. وأفادت مراسلة «فرانس برس» عن سماع إطلاق نار شبه متواصل، فيما وردت تقارير من الجبهة الأمامية على أجهزة القوات اللاسلكية تفيد بأن تنظيم «داعش» أقام عوائق وزرع عبوات على طول الشوارع لعرقلة التقدم. وأرغم ذلك القوات العراقية على القيام بإعادة انتشار جزئي. وقال أحد ضباط فرقة مكافحة الإرهاب طالباً عدم كشف هويته: «لم نكن نتوقع هذه المقاومة القوية. في كل طريق يوجد ساتر عليه دواعش وعبوات». وأضاف «كان من الأفضل أن نخرج من مكان الاشتباكات، ونضع خطة جديدة». ولاحظت مراسلة «فرانس برس» أن 5 أفواج على الأقل كانت مشاركة في هجوم الجمعة، وأن بعض القوات بقي في الداخل، فيما تراجعت سرايا عدة. ومنذ انطلاق عملية الموصل، شهد المحور الشرقي للمدينة التقدم الأكبر بين جبهات ثلاث. وشهدت الأيام الماضية نزوحا لعدد كبير من المدنيين الفارين من المعارك، لكن أكثر من مليون مدني مازالوا محاصرين داخل الموصل. وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة كثف منذ يومين غاراته على المدينة تحضيراً لعملية الاقتحام، على رغم أعمدة الدخان المتصاعدة والناتجة عن إشعال المتشددين إطارات في المناطق التي يسيطرون عليها لحجب الرؤية عن الطائرات. في جنوب الموصل، تسلل متشددون أمس إلى خلف خط الجبهة في قضاء الشرقاط، واشتبكوا مع عناصر أمنيين ما تسبب بمقتل 7 من هؤلاء، بحسب مسئولين. في بلدة قوقجلي التي سيطرت عليها القوات الحكومية العراقية أخيراً، لم تستطع أم علي كبح دموعها خلال حديثها عن خوفها المتواصل من إقدام المتشددين على خطف أبنائها الصغار. وقالت لوكالة «فرانس برس»: «ظلوا يترددون إلى منزلنا، أحيانا يطرقون الباب عند العاشرة مساء». وأضافت «سرقوا سيارتنا وقالوا: هذه أرض الخلافة، وهي ملك لنا». واشارت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن 3 آلاف نازح يتحدر عدد كبير منهم من قوقجلي، وصلوا إلى مخيم حسن شام الذي افتتح اخيرا. وروى مدنيون اتجهوا إلى مخيمات في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد شرقا، الكثير عن وحشية تنظيم «داعش». وقال رائد علي (40 عاما) الذي ترك منزله في بلدة بزوايا القريبة من الموصل إنه عاد «من الموت إلى عالم الأحياء»، لأن «الدمار في كل مكان». وفي رسالة صوتية نادرة بثت فجر الخميس، حض زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي مقاتليه على الثبات والدفاع عن المدينة. ولم يظهر البغدادي او «الخليفة إبراهيم» بالنسبة إلى انصاره، من قبل سوى في تسجيل فيديو واحد صور في مسجد في الموصل وتم بثه في يوليو/ تموز 2014. في المقابل، أفاد بيان عسكري عراقي بأن قوات «الحشد الشعبي» تمكنت أمس من تحرير عدد من القرى والسيطرة على مناطق وقتل اعداد كبيرة من عناصر «داعش» وتدمير آلياتهم غربي الموصل، فيما قتل وأًصيب 10 أشخاص جنوبي بغداد. واوضح البيان الصادر من إعلام «الحشد الشعبي» أن فصائل الحشد حررت «2000 كيلومتر مربع من قرى: عطاسة - غزيل السفلى - غزيل العليا - الركي الجنوبية - مناطق مشيرفة وحبارة الواصلة إلى جنوب الموصل والسيطرة بالكامل على خط اللاين غربي الموصل والسيطرة على تقاطع عداية الاستراتيجي».
مشاركة :