الأمومة بين الأنانية والتضحية في "الضوء بين المحيطات"

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - يحكي الفيلم التراجيدي "الضوء بين المحيطات" قصة حارس منارة وزوجته يعيشان بساحل غرب أستراليا وذات يوم يعثران على طفلة في زورق نجاة في الماء ويقوم الزوجان بإنقاذها وتبنيها. وبعد مرور فترة من الزمن تكبر الطفلة، ويعلم الزوجان بوقوع حادثة غرق لمركب في نفس وقت عثورهما على الطفلة، يلتقي الزوجان بسيدة تخبرهما بفقدانها زوجها وطفلتها ذلك اليوم. والفيلم مقتبس عن رواية عن رواية بنفس العنوان للكاتبة الاسترالية أم إل ستيدمان، والتي احتلت قائمة نيويورك تايمز لأعلى الكتب مبيعًا في عام صدورها 2012. ويشارك في بطولة الفيلم الذي يخرجه ديريك كيانفرانس، مايكل فاسبندر الذي ترشح لأوسكار أفضل ممثل العام الماضي عن دوره في فيلم "جوبز"، وأليشا فيكاندر التي نالت بالفعل جائزة أوسكار افضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "الفتاة الدنماركية. ويشارك إلى جانب مايكل فاسبندر وأليسيا فيكاندير كل من: راشيل وايز وكارين بيستوريوس وإميلي باركلي وأنطوني هايز وليون فورد. ويعد "الضوء بين المحيطات" تعاونا مشتركا بين الولايات المتحدة واستراليا ونيوزلندا وبريطانيا. تبدأ أحداث الفيلم في العشرينيات من القرن الماضي حيث يرى المشاهد توم شيربون حارس المنارة الجديد، الذي يتوجه لاستلام عمله، ويحصل على منزل في منطقة نائية تطل على البحر غرب أستراليا. جميع تعبيرات وجه توم تدل على اليأس من الحياة، هذه التعبيرات مصاحبة لحوار يدور بين توم والقائد المسؤول عن إنهاء أوراق العمل الجديد، تعلم من خلاله أن توم شارك في الحرب العالمية الأولى، وواجه الكثير من الأهوال التي جعلته يميل إلى العزلة والهدوء. يلتقي توم أثناء تواجده بالمدينة بإيزابيل، الفتاة البشوشة المقبلة على الحياة، التي تشجعه على الزواج منها والسفر معه للإقامة في منزل المنارة النائي، حيث لا توجد خدمات طبية أو مدارس أو جيران، فقط هما الاثنان والبحر. "أنتي مفعمة بالحياة إلى درجة تخيفني"، هكذا يقول توم لإيزابيل، تبدو حياتهما في البداية سعيدة، لكن تتبدل الأحوال ويقتحم الحزن بيتهما شيئًا فشيئا. سيطرت أجواء الحزن على البيت وتلاشت البهجة، عندما أجهضت إيزابيل مرتين في شهور حملها الأخيرة، فبدأت تذبل وتميل إلى الهدوء والصمت. ولكن ذات يوم يرى توم وزوجته رجلا ميتا وطفلة رضيعة في زورق نجاة في الماء، يقوم الزوجان بإنقاذ الطفلة، وهنا تتغير حالة إيزابيل النفسية وتعود لها ابتسامتها، وتضغط على توم كي لا يبلغ عن الواقعة، يعد هذا المشهد واحدا من أفضل مشاهد الفيلم، إذ يختلف الزوجان، ويبدأ الصدام بينهما حتى يخضع توم لرغبتها ويدفن الرجل ويحتفظا بالطفلة. تمر السنوات ويلتقي توم بالأم الحقيقية لطفلتهما، فيشعر بتأنيب الضمير ويقرر أن يرسل لها جوابا يخبرها فيه أن ابنتها بخير وأن زوجها توفي، فتتعقب الأم الرسائل غير المباشرة وتتوالي الأحداث. تدور أحداث الفيلم بقالب مأساوي وذلك مع توالي المواقف الصعبة والقرارات المصيرية التي يضطر الأبطال أن يتخذوها، تتداخل حالات الحزن والسعادة، لتعكس طبيعة الحياة المليئة بالتناقضات. ويذكر أن الفيلم تم ترشيحه لجائزة الأسد الذهبي في الدورة السابقة من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التي عقدت في سبتمبر/أيلول الماضي ونال استحسانا كبيرا وعرض في صالات السينما الأميركية في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتستعد صالات السينما البريطانية لعرضه في 17 يناير/كانون الثاني 2017.

مشاركة :