الابن: كالعادة، لقد عملت حتى منتصف الليل يا أمي! الأم: حسناً، على الأقل لقد كسبت بعض المال الإضافي. الابن: لم يتم الدفع لي مقابل العمل الإضافي! الأم: حسناً، على الأقل قمت بعمل مهم. الابن: حقيقة، ليس إلى هذه الدرجة، فرئيسي جعلني أغير شرائح العرض التقديمي (الباور بوينت)، لكن التغييرات جعلت العرض أسوأ! الأم: حسناً، على الأقل أنت مستعد لمقابلتك المقبلة. الابن: لقد تم إلغاؤها! لكن لا بأس في ذلك، لأن المشروع لم يتم تمويله على أية حال! الأم: إذن، لقد عملت مجاناً، من أجل عرض تقديمي أسوأ كان مقرراً لمقابلة لن تتم لمناقشة مشروع غير موجود. الابن: صحيح. الأم: «أووه» لا بد أن تعمل لشركة «. . . .»!! هذا الحوار ترجمته من رسم كاريكاتوري كوميدي ساخر من ثماني صور لرسام الكاريكاتير العالمي الشهير «سكوت آدامز» وهنا أنقل شهادة شاهد من أهلهم، أهل تلك الشركات الاستشارية العملاقة حول العالم، والأم في الحوار ذكرت اسم الشركة، ولم أذكره لمعرفتي أن الزميل سكوت آدامز «ولدهم ومن عيالهم» ويستطيع رفع الكلفة معهم، بينما العبد الفقير إلى عفو ربه ربما تصيبه غضبة مضرية من عملاق الاستشارات حول العالم. نهنئ الأم على ذكائها الفطري، وأي أم في العالم ليست ذكية؟ لعلكم مثلي وأنتم تقرأون الحوار أعلاه استحضرتم قصة صاحب البدلة مع صاحب قطيع الخراف في المرعى الأوروبي، وقصة الاستشاريين مع صيادي الأسماك في القرية المكسيكية الساحلية وفي كليهما كانت فطنة «صاحب الشأن» وخبرته ومعرفته بأحوال نفسه تغلب على البريق الشديد للصورة التي يقدمها الاستشاري. أتخيل أن الاستشاري أو المستشار دائماً في خانة آمنة، فأنت إن نجحت أصبح بطلاً، وإن فشلت أخبرك أن المشكلة في تنفيذك وليست في خططه، وهذا الوضع المثالي يذكرني بقصة محلية يتناقلها الناس لأحد الآباء يتوهم بأنه دائماً على صواب. تقول القصة: تعطلت مضخة المياه «الدينامو» في منزل سعودي عصبي جداً في وقت حرج قبل الإمساك في شهر رمضان المبارك، فقام الرجل باصطحاب ابنه إلى الفناء ليحاول إصلاحه، ولأن الإضاءة ضعيفة طلب من ابنه أن يمسك له مصباح إضاءة يسمى في محكيتنا «الكشّاف»، وعبثاً حاول الأب فك «البراغي» لفتح غطاء المضخة فقد كان متوتراً جداً وهو رجل سريع الغضب، وبعد نصف ساعة من المحاولات طلب منه الابن بأدب جم أن يحاول هو. تبادل الطرفان الأدوار، وقام الأب بالإمساك بالمصباح وبدأ الابن العمل، وخلال دقائق، ولأنه كان هادئاً، تمكن من فك «البراغي» وفتح الغطاء للبدء بالإصلاح. هنا استشاط الأب غضباً وصاح في ابنه: «شايف كيف الناس تمسك الكشافات يا غبي!»، والترجمة لغير السعوديين وعلى طريقة المسلسلات المدبلجة هي: «أرأيت كيف يكون الإمساك الصحيح بالمصباح أيها الأحمق». وللحديث صلة
مشاركة :