النسخة: الورقية - دولي أثناء منتدى الإعلام العربي غرد «الكوميدي» عمر حسين يقول: «تزايد العقول المهاجرة من السعودية إلى دبي مخيف»، ثم يضيف ما أتمنى أنه استدراك: «كل زيارة أكتشف أناساً جدداً اختاروا دبي لتحقيق أحلامهم». معظم المقيمين في «بلدهم الثاني» الإمارات هم في الغالب أهل الإعلام والفن وأصحاب الأعمال بشكل عام، والأعمال المرتبطة بالإعلام والعلاقات العامة والفن من مستثمرين وملاك ومديرين، وهؤلاء على رغم أنهم عقول بالتأكيد وعقول مميزة وناجحة في غالبها، إلا أن كلمة مهاجرة ليست الوصف الصحيح لها، إنهم الباحثون عن فرصة أفضل، وبعضهم القليل عن حريات شخصية أفضل. الهجرة غالباً تكون لمن يسلب حقه العلمي أو الإنساني أو السياسي في بلاده فيذهب بحثاً عن ذاته، لكن الفرصة حق مشاع لكل جنسيات الأرض، فالأميركي الذي يستثمر في الفيليبين، والتنفيذي البريطاني الذي يدير شركة إماراتية مقرها هونغ كونغ ليسا مهاجرين، كلاهما من بلد غني ومستقطب للهجرة، لكنهما وغيرهما باحثون عن فرص أفضل، أو مستقطبون لأنهم جيدون، وهكذا يجب أن ننظر للسعوديين هناك، الذين يقودون جزءاً كبيراً من الإعلام العربي من هناك، لسبب بسيط أن مدينة دبي استثمرت في إنشاء مدينة إعلامية، كان لا بد أن تستقطب لها مؤسسات إعلامية عالمية، واليوم لدينا مثل هذه المؤسسات مملوكة للسعوديين وتدار مفاصلها الكبرى من جانبهم. يعرف أهل صنعتنا أن بعض أصدقائنا الصحافيين والكتاب افتتحوا مراكز دراسات هناك، أو شركات علاقات عامة، أو شركات إعلام وتسويق إلكتروني واجتماعي، ونجح بعضهم بامتياز، وبعضهم لم يفشل بعد. وكلهم تقريباً ذهبوا إلى هناك هرباً من بيروقراطية التراخيص الإعلامية، ولوجود بنية تحتية في مجالهم يمكن اعتبارها أفضل أو أسرع، والأهم لأن حصولهم على المورد البشري المناسب أكثر سهولة، بخاصة عندما نتحدث عن العنصر النسائي الذي لا بد منه في مجالاتهم. التلميحات والإشارة نحو الإخوة في دبي حول نجاحهم «الاستقطابي» مستحقة، لكن بعضها وكما رأيت في المنتدى أصبحت فجة، وبعض المحسوبين على الإعلام بجلوا على منبر المنتدى دبي أكثر من أهل دبي أنفسهم، وهذه بضاعة كاسدة لم تعد تبيع على من هم أهل التسويق والبيع والترويج الذكي سياحياً واقتصادياً لمدينتهم وأسلوب حياتهم الرأسمالي الواضح الذي اختاروه. قرأت أيضاً «تغريدة» لطبيب سعودي يبتهج بحصوله على رخصة ممارسة تخصصه الطبي في ألمانيا مدى الحياة، تساءلت: هل اعتبره عقلاً ماجراً؟ هل تعتبرونه كذلك؟ وجهات النظر تختلف هنا، فهو ربما وجد فرصة أفضل، أو هو متزوج من ألمانية، أو فقط مجرد إنسان كبقية البشر وجد حلمه. سنرى السعوديين في كل مكان، وفي كل تخصص، وسنقلق أو نصاب بالخوف إذا لم نجدهم أكثر بين ظهرانينا، أما انتشارهم في أرجاء الأرض حتى بمسمى مهاجرين، فهو دليل أننا جزء من العالم، نصدّر له ما هو أثمن من النفط.
مشاركة :