أكد أكاديميون متخصصون في علم التاريخ، أن المفهوم الواسع للمؤرخ تغيّر كثيراً في العصر التقني، حيث أصبح لكل قادر على الكتابة والتصوير القدرة على قول كلمة بشأن حادثة معينة وثقها من خلال الصورة، ونشرها في مواقع التواصل، لتكون شهادة حيّة يؤخذ بها، فيما يمكن الأخذ به لتوثيق حوادث حياتية معينة تشكل جزءاً من الواقع الحالي للتاريخ. وفي ندوة ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان «التاريخ.. من يكتبه.. ومن يستلهمه؟»، بحضور ثلاثة من الأكاديميين المتخصصين. رأى الدكتور نجيب بن خيرة، أن «المستعمر في العادة هو الذي كتب التاريخ للشعوب المستعمرة، لكن الدول انتبهت إلى ذلك بعد عهود الاستقلال، فانطلقت لكتابة تاريخها من جديد، وظهرت أسماء بارعة في هذا المجال كالدكتور عبدالعزيز الدوري، ونيقولا زيادة، ونجيب عازوري، كلها كانت رداً على تاريخ المستعمر، لأنه يكتبها للشعوب من وجهة نظره هو». وفي مداخلة له بيّن الدكتور خالد السعدون، أن «انتقادنا للمستعمر على كتابته للتاريخ ينبغي ألا ينسينا دوره في تعليم أسس كتابة التاريخ، فهذا العلم وأدواته نشأت هناك، واستفاد منها المؤرخون المعاصرون كثيراً». وأشار الدكتور نور الدين الصغير، إلى أن «صفات المؤرخ الناجح عند الغربيين، هي من يفهم الماضي ويدرك الحاضر ويستشرف المستقبل».
مشاركة :