منذ سنوات ونحن نسمع كلمة المغرّر بهم، نمر عليها مرور الكرام، لم نحرك تجاهها ساكناً، نسمعها ونقرأها في أغلب أخبار الإرهاب والإرهابيين، لم نكلف أنفسنا أن نقف عليها، رغم أنها الجزء الأكثر خطورة في جميع أخبار الإرهاب، منذ أول حادثة إرهاب قام بارتكابها إرهابيون صبية وسذج، كان بإمكاننا قطع رأس الحية مبكراً لو انتبهنا لتكرار أسماء المحرضين على السنّة المغرر بهم أثناء اعترافاتهم، إنها أسماء تولت مهمة التحريض والتغرير عندما تقاسم الإرهابيون مهامهم الخسيسة، أسماء محرضة تتكرر وترد خلف اعترافات كل عملية إرهابية أو في أغلبها، أخطأنا وعلينا أن نعترف بخطئنا، ذهبنا لقتل الثعبان من ذيله وتركنا رأسه كل يوم يخلق ذيلاً جديداً ويعود ليغرس أنيابه في أفئدتنا وأوردتنا الاجتماعية، تعاملنا بحسن نية، ولم نكن نتصور ضرر كم كلمة تحريضية تصدر من محرض ضد المجتمع أو الدولة، بينما في الجهة الأخرى كنا دقيقين وحريصين أشد الحرص من أي كلمة صدرت من (أبو سن)، وبقية أصحابة من المراهقين بحجة التحريض ضد الأخلاق، نعم إنني مع كل القرارات التي تم اتخاذها ضد هؤلاء الصبية المحرضين على المراهقة واللهو، ولكن كنت أتمنى أن نستخدم نفس الدقة والشدة والمراقبة ضد المحرضين على سفك دمائنا ومحاربتنا، ضحكوا على المجتمع وهربوا من جريمتهم في التحريض ودفع أبنائنا على الموت عبثاً في حرب عبثية في أفغانستان، ووصفوا الإعلاميين بالعلمانيين لأنهم كانوا يحذّرون منهم ويقفون ضد تحريضهم، وهاهم اليوم يكررون نفس السيناريو لأنهم يعرفون أن مجتمعنا بلا ذاكرة، الإعلاميون الذين حذّروا من انخراط شبابنا في الجهاد الأفغاني لازال يطلق عليهم علمانيون والمحرضون الأشرار لازال يطلق عليهم أخيار، الذين حرّضوا ضد الدولة والمجتمع لأنهم يستخدمون الصور وكاميرا الجوال يسابقون الآن المراهقين والصبية في التفنن في تصوير أنفسهم في الأماكن الفارهة، عودوا إلى جميع الأحداث التي تخص المجتمع منذ ربع قرن، وقارنوا بين ما كتبه الإعلاميون وما كتبه الذين يصفونهم بالعلمانيين أعداء الدين والوطن لتعرفوا من هو العدو الحقيقي، إن نواة القضاء على الإرهاب هي القضاء على التحريض، وهذا ما اكتشفه بعض أهالي المغرر بهم الذين رفعوا دعاوى قضائية ضد من حرضوا فلذات أكبادهم على الانخراط في الأعمال الإرهابية، بنفس الحجج والأسباب التي عاقبتم بها (أبو سن وأصحابه) عاقبوا غيرهم من المحرضين على الرهاب، إذا كان قصدكم حماية المجتمع!
مشاركة :