"السلاح المثالي" فيلم يبشر بقيام دولة الأخ الأكبر بقلم: طاهر علوان

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الدولة الشمولية تريد كوندور ذراعا ضاربة لا تقهر، ولا يتردد عن تنفيذ مهام الإيقاع بالخصوم، وهو سيصبح ندا للرئيس (الممثل ستيفن سيغال) الذي لم يكن وجوده في الفيلم ليشكل أي إضافة تذكر، ولربما تم الزج به لأغراض تجارية ولغرض الترويج للفيلم ليس أكثر، فأحداث الفيلم كلها انصبت على المهام التي أداها كوندور فقط. يمتد الزمن الفيلمي متداخلا بين حنين كوندور لحبيبته نينا وكونه أسير تلك الأحلام والخيالات، من جهة خضوعه لغسيل دماغ لأجل محو العاطفة لديه، ومن جهة أخرى تظهر نينا وهي وسط أزمنة متداخلة ما بين ذاكرة ماضوية وبين إحساس بالحاضر، لكن الأمر سوف يتشعب مع اكتشاف كوندور أن حبيبته هي الأخرى متآمرة عليه، وأنها جزء من مؤامرة ضده، وهو ما ستعترف به لاحقا. يعيش كوندور صراعا مريرا بعد انكشاف خديعة حبيبته وكونه في نظر الدولة ليس إلاّ قاتلا مأجورا، ولهذا سيقتص لنفسه بالتخلص من الرئيس ومن ثم حبيبته، وأخيرا استعداده للموت، كل ذلك في شحنة درامية وعاطفية متصاعدة تنتهي إلى العودة إلى السيوف والمبارزة في مقارعة حراس الدولة. وعلى الجهة الأخرى يضيف المخرج وكاتب السيناريو خطا غير متوقع، وهو أن اليساريين يشاهدون عمليات التعذيب التي تعرض لها كوندور من قبل الدولة وأجهزتها القمعية، مما يدفع هؤلاء إلى مناصرة كوندور والتصدي لخصومه بلا هوادة، حيث تقع المواجهة بين الطرفين في لحظة حاسمة تنتهي بانتصار كوندور ومناصريه، وشعور الناس بالارتياح بعد التخلص من سطوة الأخ الأكبر. لم يخترع الفيلم أحداثا ولا شخصيات ملفتة للنظر، فهي أحداث وشخصيات تكررت في العديد من أفلام الخيال العلمي، سواء من ناحية انهيار النظام التعددي والليبرالي إلى نظام شمولي منغلق، أو في ما يتعلق بإجراء العمليات النفسية والعقلية للشخصيات لضمان ولائها وطاعتها المطلقة. وإذا أردنا تصنيف الفيلم كنوع من الأنواع الفيلمية، فإنه ينتمي إلى أفلام الخيال العلمي الممتزجة بالحركة والجريمة والعنف، كل تلك الخلطة الدرامية وظفها المخرج لتقديم فيلم ممتع وجدير بالمتابعة مع أنه خذل جمهوره لضعف أداء ستيفن سيغال وعدم إعطائه دورا أوسع، فيما تم زجه في مشاهد النهاية في حوار مع شخص آخر أضخم منه، ليعلن سيغال ولاءه له والدماء تنزف من جسده. شخص هو نسخة أخرى من ستيفن سيغال دون أن يسهم ذلك المشهد في أي إضافة تذكر للأحداث، بقدر الحيرة في كيفية إنهاء الفيلم ومنحه بعدا تجاريا بالعودة إلى سيغال وجعله مسك الختام، مع أنه شاخ وترهل ولم يكن متوافقا مع دراما العنف والصراع والجريمة ذات الإيقاع السريع. :: اقرأ أيضاً معرض الشارقة يحتفي بالمرأة المبدعة شاعرة وروائية وطاهية بارعة تتويج تونسي في خمسينية أيام قرطاج السينمائية الفن والأدب يعيدان الإنسان إلى رشده العرب لا يقرأون مقولة خاطئة

مشاركة :