في كل جحر ترامب صغير! | شريف قنديل

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

لأن كل شيء وارد في الانتخابات الأمريكية، وقبل أن يصبح الحديث عن دونالد ترامب من الممنوعات إذا أصبح رئيسًا لأمريكا أريد أن أقول أن في كل شارع وحارة.. بيت ودارة.. صحيفة وقناة.. مؤسسة عربية ووزارة ترامب صغير! والحاصل أن الظاهرة الترامبية العربية آخذة في الصعود مستترة أو متسترة أو متمترسة بداعش، ومستغرقة في الهجوم على تراث الأمة وتاريخها وحضارتها باعتبارها مفرخة للإرهاب! لاحظ معي أن المتمترسين بفزاعة داعش الإرهابي حقًا وصدقًا من التيارات العربية الليبرالية والعلمانية يبالغون في الفُجر دون أن يوقفهم أو يتصدى لهم أحد.. فمناهج العرب مولدة للإرهاب ومساجد العرب حاضنة للارهاب، وكتب السيرة مؤصلة للإرهاب، ولأن ذلك كذلك لابد من محو المناهج، وإغلاق المساجد، وحرق الكتب وإلا كانت التهمة الجاهزة بدعم الإرهاب! فى زحمة الخلط الواضح والمباشر بين الحق والباطل، والحق الذي يراد به باطل وفي غمرة انشغال الأمة في كيفية الخروج من مستنقع داعش، فضلاً عن التبرؤ منه، ينشط هؤلاء بصلف وعنجهية غير مسبوقة للسب والتجريح والسخرية والتشويه، دون أن يُلجمهم أحد مثل هؤلاء وغيرهم يتمنون من صميم قلوبهم فوز ترامب ليس لأنه واضح وسافر في وضوحه، ولا لأنه سيعرفنا عدونا من صديقنا، ومن ثم مكاننا في قلب أو عقل أمريكا وإنما للمساهمة في إحكام الحصار على الإسلام والمسلمين بدعوى التجديد والتنوير. مثل هؤلاء وغيرهم يتمنون فوز ترامب لأسباب أيدلوجية خاصة بهم على أمل أن ينتقل الرجل من الهجوم على المتدينين المسلمين في بلاده للهجوم على المتدينين المتمسكين بدينهم في بلاد المسلمين باعتبار أن كل المتدينين إرهابيون حتى يثبت العكس! لاحظ معي هذه الأيام والشهور أن مقولات التنويريين الجدد من العرب فاقت في فُجرها وفجاجتها مقولات ترامب نفسه! لاحظ معي انتشار مقولات كانت قد اندثرت منذ فترة من قبيل أنه «لا سلطان على العقل وحده» والإلحاح على أنه لكي يتحرر العقل العربي ويتطور ويتقدم لابد أن يتحرر أو يتخلص أو يُنحَّى الدين جانبًا! لقد عاد هؤلاء استغلالاً لجرائم داعش للاقتراب من ماركس وهو يقول إن الدين أفيون الشعوب.. لقد اقتربوا بل استخدموا عبارات صمويل هنتجتون من قبيل «الإرهاب الأصولي الإسلامي». لقد شطحت إحداهن وهي تدعو لتحرير المرأة فراحت تهاجم سُنة الأضحية! مثل هذا الخلط العجيب تراه عند آخرين غيرها من أولئك الذين يدعون لما يسمونه التخلص من «العقد القديمة» من قبيل التمسك بالمسجد الأقصى وعودة القدس! إنهم يريدون مجيء ترامب كي يسمح أو يفسح أو يفتح الأبواب العربية لرياح التنوير.. لا ليتنسم الناس قيم الحرية والتقدم والنهضة وانما لاقتلاع كل شيء من جذوره! سيجيء ترامب ويمضي أو هيلاري وتمضي أو داعش ويمضي.. ويبقى الإسلام نقيًا صافيًا وهاديًا.. ولو كره التنويريون الجدد. sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :