* سيبقى ذكرك خالدًا أيها المعلم على مر الأيام والسنين لن تمحوك ذاكرة السنين. ذهبت لتأدية واجب العزاء في إبراهيم آل زيد -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- في رحاب مكة المكرمة ولأني لا أعرف البيت جيدًا تلفت يمنة ويسرة وإذ بلوحة على باب بيته مكتوب عليها المستشار التعليمي إبراهيم آل زيد، فرحت وأنا بين أهله وأحبته وأسمعهم يتحدثون عن المعلم المربي وأسماء المدارس التي مارس فيها أقدس وأطهر مهنة عرفها البشر كيف لا وهي مهنة الأنبياء والرسل الذين يعلمون الناس الخير. عرفت عنه الكثير من حسن خلق وطهارة نفس وكريم طباع لا يتكلم كثيرًا وإن نطق تحدث بالحكمة، كان زاهدًا في الدنيا وما فيها، هنيئًا له هذه الذكرى العطرة وحب الناس له. اختي وزوجة أخي هديل إن أباك لن يموت بذكراه الطيبة بين الناس، كلنا راحلون ولكن سيبقى منا ذكرانا ولازلت أردد كلمات جدتي رحمها الله «تجملوا فإن العمر قصير» لن يطول مقامنا كثيرًا في هذه الحياة الدنيا ما هي إلا أيام معدودات مهما حملنا من ألقاب ومناصب سنتركها ونرحل. * أيها المعلم لن تبخس حقًا كفله الله لك ومهما قلل المجتمع من قدرك ومكانتك ستظل خالدًا بعلمك وعملك وأثرك وأجيال علمتها وسيسخر الله لك من يدعو لك بعد موتك هذا يقين لن يتزحزح قيد انملة. كم تغمرني السعادة في هذه اللحظة لأَنِّي أحمل مسمى معلمة بعد عشرين عامًا قضيت جلها في العمل الإشرافي القيادي لكني أحن لتلك الأيام الخوالي التي كنت أقف فيها بين طالباتي.. لعل الله يسخر لي بعد موتي من يذكرني بدعوة تنفعني وأن أكون ممن ترك علما ينتفع به. المعلم لا يقدر عمله بكنوز الدنيا وما يتردد هذه الأيام عن كادر المعلمين موجع ومحزن ان ينتقص من عمل من يربي ويعلم وحتى من يقوم بعمل قيادي وإشرافي وتخطيطي لا يقلل من شأن أحد، هناك مجهود بدني وآخر فكري وعقلي وتولي مهام قيادية عليا تستهلك الوقت الأكثر من حيّز حياة المعلمين والمشرفين والإداريين لن يجازهم على هذا العمل المضني إلا الله ويكفي أن هناك بيننا من حُرم من درجات وظيفية مستحقة ويحلم باليوم الذي ينال فيه حقه، فحال من عمل على البند الأليم لا تصفه كلمات، يكفي أنهم قد مضى من العمر ما مضى وحرموا من مستحقاتهم، فهل تجد كلماتي هذه صدى عند من يفكرون في تغيير كادر المعلمين. حافظوا على معلمي الأجيال قبل أن يتسربوا أو تصيبهم الحسرات. Majdolena90@gmail.com
مشاركة :