تعتزم الصحافية الباكستانية أنيلا الأنصاري إطلاق برنامج إذاعي للتنديد بظاهرة "المعاكسة" التي تتعرض لها السيدات في شوارع البلد المحافظ. وقررت الأنصاري إطلاق البرنامج عند عودتها إلى باكستان مطلع العام الحالي، إذ لاحظت تفشي هذه الظاهرة في الشوارع بشكل كبير من دون أي احترام للخصوصية. وتقول الأنصاري "أينما ذهبت، إلى المكاتب أو المطاعم، كانت العيون تلاحقني، وكان الرجال يسترقون النظر إلي من دون توقف". وأضافت أنها عندما سألت صديقتها إن كانت الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة أجابتها بأن المعاكسة باتت "جزءاً من الثقافة الاجتماعية". وبينت أن الرجال لا يواجهون أي مشاكل أو متاعب اثر معاكساتهم، بل يحملون النساء المسؤولية على اللباس والتبرج. وأطلق المسؤولون في محطة "راديو 99" الإذاعية بالتعاون مع الأنصاري حملة مطلع العام الحالي، تخاطب الجمهور مباشرة، وتبث رسائل عدة في اليوم مثل "كفوا عن مراقبتنا" و"هل تحب أن يفعل أحد ذلك مع أختك؟". ويقول مدير المحطة نجيب أحمد إنه ينظر بعين التقدير إلى المشروع الذي يتناول موضوعاً تم تهميشه لسنوات عدة على الرغم من انعكاساته السلبية على النساء. وأضاف أنه "بسبب المضايقات لم تعد السيدات يخرجن من المنازل أو يتصرفن بحرية". وتلقى هذه المبادرة ترحيباً كبيراً من النساء، مثل سناء جفري التي تعاني من نظرات الرجال لها على الرغم من أنها تضع الحجاب. وتقول "هؤلاء الرجال الذين يحبسون أخواتهم في المنزل، لماذا يعاكسن النساء؟". أما الشاب إيان علي فيخالفها الرأي، إذ قال "النساء هن شرف عائلاتهن، إن لم يرتدين البرقع أو الملابس التي تغطيهن بالكامل، فلا يحق لهن الشكوى من المضايقات"، وهو ما يردده معظم الشباب في باكستان. وتحتل باكستان المرتبة قبل الأخيرة في قائمة المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2015 عن الفروقات بين الجنسين، وتعاني النساء من تمييز كبير يلقي بثقله على حياتهن اليومية. وتأمل الأنصاري أن تساهم حملتها بتسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها المجتمع الباكستاني مثل جرائم الشرف والزيجات القسرية، وزواج الأطفال وغيرها من الظواهر الشائعة في البلد البالغ عدد سكانه 180 مليوناً.
مشاركة :