الشراهة في الأكل

  • 11/13/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من المتعارف عليه بما يسمى (الشراهة) في الأكل باللهجة الكويتية عندما يرون شخص منغمس في الأكل لا يلتفت لا إلى اليمين ولا إلى الشمال وإنما تركيزه في الأكل الذي أمامه يقولون عنه أن هذا الشخص شره بالأكل يأكل ولا يمل من الأكل والحقيقة أن الإنسان العربي غير الأجنبي ينطبق عليه ما يسمى بشراهة الأكل. وتراه في الحفلات التي فيها غداء أو عشاء ينسى نفسه وينسى أن بعض الأكلات تسبب له الحساسية في الجسم أو ترفع ضغطه وسكره والمهم عنده أن يقضي على الطعام الذي أمامه وتراه في المطاعم خاصة في البوفيهات حيث يختار ما يشاء من الأكل بجميع أنواعه فتراه تارس الصحون التي أمامه من جميع أنواع الأكل ثم يعقبها الحلويات والفواكه والآيس كريم والشاي والقهوة وتراه يترنح يمينا وشمالا من كثرة الأكل الذي أكله وفي هذه الحالة فإنه لم يشبع من الأكل بل يشعر بالعجز والتخمة فيتوقف عن الأكل ومع ذلك باله ونظرته لا تزال نحو طاولة الطعام وهذه قمة الشراهة في الأكل . وهذه النوعية من الناس يقولون عنهم أنهم ما شافوا خير في الأكل . إن صناديق الزبالة في الأحياء وبجانب المنازل تحتوي على الأكل الذي يرمى بها ولا تكاد تلحق إدارة النظافة في بلدية الكويت من جمع صناديق الزبالة التي تحتوي على الأكل الفائض الذي يرميه أصحاب المنازل . وتكون أحيانا فرصة للقطط التي تنتظر وضع الأكل في صناديق الزبالة المكشوفة وليست مغطاه مع أن الأغطية مرمية بجانبها لتنقض القطط على تناولها وهذا هو رزقها في الأكل وتشوفون القطط عندنا يحتاجون للرجيم مثلنا من كثرة الأكل . هذا عندنا نحن العرب ولكن العكس عند الأجانب في مختلف تعريفاتهم فإنهم يأكلون بالتأني وبالقلم والمسطرة ويختارون الأكل الذي يأكلونه ولا يتركون على طاولة الأكل أي شيء وتراهم جالسين على طاولة الأكل في المطاعم ساعات عديدة بعكسنا نحن كأننا ملحوقين في سرعة الأكل وخلال دقائق نطلب فاتورة الطعام ونترك على الطاولة الأكل الفائض الذي لم نأكله . وحتى الأجانب في مشتريات الأكل تراهم يشترون نصف طماطم ونصف تفاحة وكل شيء نصف بنصف على سبيل المثال ونحن نشتري صناديق الطماطم والبرتقال والتفاح والموز وفواكه في مختلف أنواعها وثلاثة أرباعها نأكل جزء منها والباقي إلى صناديق الزبالة وكلكم تعرفون ذلك . ومؤخرا وضعت ثلاجات بالأحياء وبجانب المساجد والبيوت يوضع فيها الفائض من الأكل ونوعية الأكل الذي يوضع بالثلاجات لا تأكله لا القطط ولا الكلاب ولا الفئران والثلاجة موضوعة في الشمس الحارقة في فصل الصيف . يبقى أن نقول أن الطباخين في منازلنا متعجبين من الأكل الذي يطبخونه بدون معنى ويلقى أكثره في صناديق الزبالة . وقال لي الطباخ في منزلي بابا أنا أبقي في المطبخ أكثر من أربع ساعات والعرق يتصبب من جبيني عندما ينطفئ المكيف لأطبخ لكم وبعد خمس دقائق تتصلون معي لأخذ الطعام الذي طبخته لكم . وبلهجة بلده يقول بابا وين أودي الأكل بابا هذا حرام أنا يطبخ كثير وأنتم تأكلون قليل . مثل ما يقول الطباخين في المنازل عندما يجتمعون مع بعضهم البعض في يوم الجمعة والأحد بإجازتهم الأسبوعية أو تجمعهم أمام منازل مستخدميهم يهذرون مع بعضهم البعض وتركت الطباخ يتكلم إلى أن سكت وقال بابا أنا آسف أقول مثل هذا الكلام ولم أرد عليه لأنه فعلا ما قاله على حق . آخر الكلام : المشكلة أننا لا نعطي أهمية للأكل الزائد الذي نأكله ولا نحرك ساكنا بل نزداد شراهة في الأكل وفي نفس الوقت نشتكي من حالتنا الصحية ونسعى لتخفيف الوزن إذن لماذا تأكلون كثيرا إذا كنتم تخافون من السمنة فاقتصدوا في مصروفات الأكل . وتعلمون أن لا ممارسة الرياضة بالمشي تفيدكم ولا التمارين الرياضية في الأندية المشتركين فيها تفيدكم ما دمتم مستمرون في الأكل الذي يعجزكم ولا يشبعكم. والخوف مو عليكم وأنكم أدرى بأنفسكم ولكن الخوف على أبنائكم الأطفال والذين في مراحل المراهقة يأكلون كثيرا خاصة من الوجبات السريعة التي لا تتوقف ليلا ونهارا وعندما يكبرون يعانون من السمنة من كثرة الأكل ويلومونكم على تركهم يأكلون ما يشاءون . وأذكر أن أحد الأصدقاء قال لي عندما ذهب إلى الطبيب المعالج بعد أكلة السحور في شهر رمضان المبارك في منتصف الليل يشتكي من الألم في بطنه بعد أكلة دسمة فقال له الطبيب (أنتم بتهببوا إيه في الأكل وتأتون تشتكون والحل بيدكم بالتخفيف من تناول الأكل) . وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com

مشاركة :