واصلت القوات العراقية، أمس، تقدمها في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل حيث خاضت معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، فيما نزح أكثر من 49 ألف شخص من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة. واستأنفت قوات مكافحة الإرهاب، بعد هدوء استمر أياماً عدة، هجومها في الأحياء الشرقية من الموصل. قوات مكافحة الإرهاب العراقية سعت إلى تعزيز مواقعها قبل مواصلة التقدم في شرق الموصل. وقال قائد «فوج الموصل» في قوات مكافحة الإرهاب، منتظر سالم لـ«فرانس برس»، أمس، إن القوات خاضت معارك عنيفة مع تنظيم «داعش» في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل. وأضاف أن «الاشتباكات قوية، ونحن نحاول أن نثبت مواقعنا في حي الأربجية، قبل أن نواصل هجومنا إلى حي البكر». وفي وقت لاحق، أوضح سالم أن الهدف هو تطويق حي البكر وليس اقتحامه. وقال «كانت هناك ثلاث سيارات مفخخة آتية من حي البكر باتجاهنا، حددنا موقعها من خلال طائراتنا الاستطلاعية واستهدفناها بدباباتنا». من جهته، قال المقدم الركن علي فاضل، إن القوات «مازالت تتقدم باتجاه حي البكر لتطويقه بالكامل، وإن شاء الله ندخله في الأيام القليلة المقبلة». وأوضح أن المتطرفين كانوا يستخدمون طائرات استطلاع، مؤكداً إسقاط طائرة من دون طيار في حي الأربجية. وسعت قوات مكافحة الإرهاب العراقية، أمس، إلى تعزيز مواقعها قبل مواصلة التقدم في شرق الموصل. ودخلت معركة استعادة الموصل، آخر أكبر معاقل «داعش» في العراق، أسبوعها الرابع. وفيما تواصل القوات العراقية التوغل في المدينة، من المرجح أن تستمر العملية أسابيع وربما اشهراً. ومع احتدام المعارك في عمق المدينة، خرج مدنيون بعضهم يحمل رايات بيضاء إلى أطراف الموصل، وتجمعوا قرب شاحنة عسكرية عراقية ستقلهم إلى خارج المدينة. ويثير مصير المدنيين في الموصل قلق المنظمات الإنسانية التي تدعو إلى فتح ممرات آمنة لهم. وذكرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أول من أمس، أن تنظيم «داعش» أعدم الأسبوع الماضي 60 مدنياً على الأقل في الموصل وضواحيها، متهماً 40 منهم بـ«الخيانة» و20 آخرين بالتعامل مع القوات العراقية. وأشارت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، إلى أن أكثر من 49 ألف شخص نزحوا من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة. وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 17 أكتوبر، عملية عسكرية ضخمة لاستعادة الموصل تشارك فيها قوات عراقية اتحادية وقوات البشمركة الكردية التي تضيق بدورها الخناق على المتطرفين على جبهات ثلاث. ولاحقاً، بدأت فصائل «الحشد الشعبي» التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران، التقدم من المحور الغربي للموصل باتجاه بلدة تلعفر بهدف قطع طرق إمدادات المتطرفين وعزلهم عن الأراضي التي يسيطرون عليها في سورية. من ناحية أخرى، قال نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، أمس، بعد زيارته وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نهاد المشنوق، إن بلاده تستطيع أن تلعب دوراً فاعلاً على الصعيد الإقليمي بعد القضاء على «داعش». وقال مصدر رسمي لبناني أن علاوي زار المشنوق في وزارة الداخلية في بيروت «حيث عقدا لقاء مطولاً عرضا فيه مستجدات الوضعين اللبناني والعراقي والتطورات على الصعيد الإقليمي». وقال علاوي بعد اللقاء إن بإمكان العراق أن يلعب دوراً داعماً وفاعلاً على الصعيد الإقليمي، خصوصاً في لبنان وسورية، بعد القضاء على داعش عسكرياً وتغيير البيئة السياسية الحاضنة له. وأوضح أن «سورية والعراق ساحة واحدة في الصراع مع داعش ومع التطرف والإرهاب»، مضيفاً «لهذا نتطلع الى أن ننجز مرحلة إنهاء الوجود العسكري لداعش، وأن نغير البيئة لننطلق في أن نكون جزءاً فاعلاً في الوطن العربي وظهيراً لكل أشقائنا العرب، خصوصاً في البلدان التي لا تمتلك الثروات كما يمتلكها العراق ودول أخرى». ورأى أن «المعركة مع داعش ستطول وستنتقل من معركة مواجهات الى وجود خلايا سرية نائمة في العراق وغير العراق، وهذا الموضوع يجب أن نعمل على تغييره»، مشيراً إلى أن التغيير الأساسي يأتي «في إطار تغيير البيئة السياسية التي اذا استمرت في العراق على أسس طائفية سياسية وعلى أسس التهميش والإقصاء ستكون بيئة حاضنة للإرهاب وليست بيئة طاردة له».
مشاركة :