مهرجان المحامل يكشف لآلئ وكنوز التراث البحري

  • 11/13/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة ـ قنا: يحظى التراث البحري في قطر باهتمام الدولة ممثلة في المؤسسات الثقافية وفي مقدمتها وزارة الثقافة والرياضة ومتاحف قطر والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وغيرها من المؤسسات المتخصصة مثل مركز قطر للتراث والهوية، والمراكز الأخرى التي تعمل على تدعيم عناصر التراث البحري عبر أنشطة وفعاليات تساعد على المحافظة عليه ونشره وفاء لجهود الآباء والأجداد الذين عملوا على مدار السنين حفاظا على هذا الوطن. وبالتزامن مع انطلاق النسخة السادسة من مهرجان المحامل التقليدية خلال الفترة من 15 وحتى 19 نوفمبر الجاري، والذي يأتي من أهم أهدافه إحياء التراث البحري القطري، تبرز تساؤلات حول علاقة أهل قطر بالبحر ؟ وما سر ارتباطهم به ؟ و ما هو التراث البحري القطري ؟ وما هي الثقافة الناشئة عن ذلك؟ وماهي مفرداتها وكيف يتم التعامل مع هذا التراث الغني؟ وهل الجهود المبذولة من قبل المؤسسات كافية لصيانة هذا التراث أم مازلنا في حاجة إلى المزيد لصون تراثنا؟. فمن جانبه، قال السيد أحمد الهتمي مدير إدارة الشواطئ في كتارا ومدير مهرجان المحامل التقليدية، إن "البحر بالنسبة لأهل قطر كان عبارة عن حياة اقتصادية متكاملة، فكان أهل البادية يركبون البحر باعتباره أهم مصدر للرزق وترتب على ذلك حياة اقتصادية متكاملة، ولها قانون اقتصادي متفق عليه يوضح كيفية تقسيم الحصيلة من الأرباح بين النواخذه والغواصين وكافة الأعمال الأخرى" . وأشار الهتمي إلى أن مهرجان المحامل يسعى إلى تقديم التراث البحري في صورة واضحة للشباب حيث المحامل القديمة، بالإضافة إلى ندوات للتعريف بهذا التراث وكذلك عناصر التراث القطري ككل، لافتا إلى أن المهرجان هذا العام يعمل على إضفاء هذا الجانب، ابتداء من ممارسة الغوص على اللؤلؤ ومسابقات لكافة أنواع الصيد مع مسابقة خاصة هذا العام في النهامة أو غناء الموال وهذه كانت واحدة من الاهتمامات البحرية قديما. وأوضح أن كتارا من خلال الاهتمام بالتراث البحري استطاعت التعريف به وجذب الكثير من الشباب إليه وهو ما نراه منعكسا على مشاركاتهم في المسابقات كما أنها أصبحت موضع اهتمام في وسائل التواصل الاجتماعي، فتم تغيير مفاهيم الشباب، لافتا إلى أنه في البداية لم تكن الثقافة البحرية منتشرة وكان الشباب لا يعرفون أسماءً كثيرة ولكن الآن أصبحت مختلف المصطلحات معروفة بالنسبة لهم وهذا يدل على النجاح في التعريف بالتراث البحري القطري. البحر مصدر الدخل بدوره، يقول السيد سبعان مسمار الجاسم أحد المهتمين بالتراث البحري: إن التراث البحري القطري ثري بمفرداته، نظرا لارتباط أهل قطر قديما بالبحر فكان مصدر الدخل وكان السبب الرئيسي لاستمرار هذه الحياة حيث كانت عاملا مساعدا في الاستقرار في المدن القطرية، وكانت كل عائلة تمتلك مركبا ليكون مصدر رزق لها وكانوا يعرفون أماكن تواجد المحار "الهيرات" حيث تنتشر أمام السواحل القطرية مما جعلها مصدرا اقتصاديا مهما فكانت التجارة إلى مختلف الأقطار خاصة الهند وأوروبا. تقاليد السفينة وأوضح أن هناك تقاليد معينة في السفينة يعرفها الغواصون بداية من تنظيف السفينة وإعدادها للرحلة ونظام العمل والراحات والطعام ومن الذي يعده وأماكن نوم فريق العمل خلال الرحلة التي كانت تستمر أربعة أشهر في معاناة وتعب ليسعوا على أرزاقهم، مشيرا إلى أن الفترة التي شهدت أقصى متاعب للقطريين هي من سنة 1913 مع اكتشاف اللؤلؤ الصناعي، وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، حيث شهدت هذه الفترة كسادا اقتصاديا عالميا وفي نفس الوقت انتشر اللؤلؤ الصناعي أو المستزرع، مما هدد تجارة اللؤلؤ الطبيعي وأصبحت رحلة الغوص لا تؤتي ثمارها. أنواع اللؤلؤ وأضاف السيد سبعان الجاسم أن القطريين اهتموا باللؤلؤ بشكل كبير حيت تم استخراجه وتقسيمه إلى العديد من الأنواع والأشكال التي خرجت عليه من المحار، وكلما كانت حبة اللؤلؤ مستديرة وأكثر صفاء ولمعانا زادت قيمتها المادية، وهناك أصناف للؤلؤ أهمها "جيون" واختلافات في التسمية بسبب الأحجام أو درجة النقاء. وقد ارتبط باستخراج اللؤلؤ الكثير من الصناعات والمهن التقليدية مثل صناعة الخوص والشباك ومن أهمها مهنة "القلاف" وتتعلق بصناعة السفن، وتم الاهتمام بها وتم تسمية المحامل أو السفن بتسميات متعددة حسب كل نوع منها إبغلة، بتيل، بقارة، بوم، جالبوت، سنبوك، كوتية، شوعي، هوري، وقد أطلقت القبائل والصيادون على كل محمل اسما معينا . وحول اهتمام الباحثين بالكتابة عن التراث البحري القطري قال السيد الجاسم: إن المصادر التاريخية تناولت استخراج اللؤلؤ في الخليج ومنها قطر.

مشاركة :