بغداد – قال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الأحد، إن قواته تستعد للتوغل في الموصل (شمال) من الجهة الجنوبية بعد استعادة كل المناطق الواقعة في الجبهة وصولا لأطراف المدينة. وقال الفريق رائد شاكر جودت في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن "وحدات الشرطة الاتحادية حررت كامل مساحة المحور الجنوبي في محافظة نينوى (مركزها مدينة الموصل) والبالغة 1846 كيلومترا مربعا". وأضاف جودت أن "هذه الوحدات استعادت السيطرة على 94 قرية من قبضة الجهاديين وقتلت 935 إرهابيا منذ انطلاق عملية قادمون يا نينوى". وأشار إلى أن قواته "تستعد للشروع بمرحلة اقتحام مدينة الموصل". ومن شأن فتح جبهة جديدة داخل مدينة الموصل تخفيف حدة الضغط الكبير الذي تتعرض له قوات مكافحة الإرهاب التي توغلت منذ نحو أسبوعين داخل المدينة من جهة الشرق. ورغم أن قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي حققت تقدما في ستة أحياء على الأقل من جهة الشرق، إلا أنها تواجه هجمات متلاحقة وخاطفة لمسلحي التنظيم في تلك الأحياء عبر الانتحاريين والقناصة الذين يستخدمون أنفاقا سرية وهو ما يؤدي إلى إنهاك قوى الجنود. وقال العقيد أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى (تابعة للجيش) إن قوات التدخل السريع التابعة للشرطة صدت هجوما للدولة الاسلامية باتجاه منطقة "كوكجلي" شرقي الموصل. وأضاف "داعش (الدولة الاسلامية) حاول فتح الساتر الترابي الذي يفصل كوكجلي عن حي القدس والذي لازال تحت سيطرة التنظيم، إلا أن الشرطة ردت على التنظيم بإطلاق نار واشتبكت معه". وأوضح أن التنظيم المتطرف حاول أن يدخل عناصره ومركباته عبر رفع هذا الساتر لكنه لم يفلح بذلك. وتمكنت القوات العراقية متمثلة بجهاز مكافحة الإرهاب من استعادة منطقة كوكجلي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني وسلمت المنطقة لعناصر الشرطة المحلية. وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. واستعادت القوات العراقية والمتحالفين معها خلال الأيام الماضية عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة الدولة الإسلامية. كما تمكنت من دخول الموصل من الناحية الشرقية. وقال ضابط في الجيش العراقي الأحد، إن قوات بلاده أسقطت طائرة بدون طيار للتنظيم المتطرف شرقي المدينة. وأوضح عايد زهير أحد الكوادر الهندسية في قوات جهاز مكافحة الإرهاب أن "فرق المتابعة الجوية رصدت حركة لطائرة استطلاعية في سماء حي الانتصار شرقي الموصل وبعد التأكد من هويتها تبين أنها تابعة لداعش". وأضاف "جرى تزويد القوات القتالية بإحداثيات حركتها وتم إطلاق النار عليها وإسقاطها على الفور". وبيّن المصدر أن "القرص الصلب الذي تحمله الطائرة المسيرة سليم ويضم معلومات استخباراتية سوف يجري التعامل معها ضد التنظيم، خلال المعركة الجارية". وأفاد ضابط في جهاز مكافحة الإرهاب يدعى خضر عبدالله المكصوصي بأن القوات المسلحة "تمكنت من دخول حي القادسية الثانية شرقي الموصل وهي الآن تخوض حرب شوارع شرسة للغاية ضد المسلحين". وأكد "مقتل أحد الجنود وإصابة اثنين آخرين بتفجير سيارة مفخخة خلال المعارك الدائرة الآن في الأحياء الشرقية للمدينة".