داعش يفتح جبهة سبها لتخفيف الضغط على ميليشيات طرابلس

  • 5/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عكس الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش على معسكر للجيش الوطني الليبي في مدينة سبها جنوبا وجود تكامل في الأدوار بين التنظيم الإرهابي والميليشيات المتمركزة في العاصمة الليبية، وأن الهدف كان تخفيف الضغط على تلك الميليشيات التي باتت تتعرّض لخسائر كبيرة فيما يحقق الجيش نجاحات ميدانية ودبلوماسية. يأتي هذا فيما يسلط هذا الهجوم الضوء على الدور الذي يلعبه الجيش في مواجهة التنظيمات الإرهابية في الغرب كما في الجنوب وقبلها في الشرق، وهو ما يقوي مشروعيته إقليميا ودوليا كقوة حقيقية قادرة على ضبط الاستقرار ومواجهة الانفلات الأمني سواء أكانت وراءه مجموعات إرهابية أم شبكات للاتجار وتهريب البشر. وقالت إدارة مستشفى سبها إن تسعة جنود قتلوا، السبت، في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه على معسكر تدريب تابع للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. ووقع الهجوم في مدينة سبها الواقعة في منطقة بجنوب ليبيا المنتج للنفط تستهدفها الجماعات المسلحة التي تستغل حالة الفراغ الأمني. وتتركز القوات التابعة لحفتر في الشمال الغربي حيث خاضت خلال الشهر الماضي معارك بهدف انتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس من ميليشيات إسلامية تتخفّى وراء حكومة الوفاق الوطني. وقال سكان إن حدة الاشتباكات زادت خلال الليل في الضواحي الجنوبية لطرابلس حيث تبادلت القوات المتناحرة القصف بالمدفعية. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشره على الإنترنت أن مقاتليه قتلوا أو أصابوا 16 شخصا وأطلقوا سراح سجناء. وقال مصدر عسكري إن سجنا داخل معسكر جبريل بابا تعرض لاقتحام لكنه لم يذكر تفاصيل. وذكر مستشفى سبها على موقعه على الإنترنت أن عدد القتلى تسعة. وقلل متابعون للشأن الليبي من معلومات عن هروب العشرات من المنتمين إلى داعش كانت وكالة الأناضول التركية قد انفردت دون سواها من الوكالات بالإشارة إليها حين تحدثت عن فرار قرابة 200 سجين، معتبرين أن الغرض من تلك المعلومات التضخيم الإعلامي ومحاولة التخويف من مآلات عملية طرابلس والسعي إلى تحويل التعاطف الدولي مع حفتر إلى قلق وتوجس. وأشاروا إلى أن هناك محاولة لخلط الأوراق وتحميل الجيش مسؤولية إحياء أنشطة داعش مثلما ورد في بيان المجلس الرئاسي الليبي بقيادة فايز السراج الذي أصدر بيانا يحمل فيه حفتر مسؤولية “عودة داعش”، لافتين إلى أن هذا الظهور يؤكد مصداقية خطاب قيادة الجيش، وأنها تقاتل فعليا التنظيمات المتشددة سواء التي فرت من سرت أو التي تتسلل من دول الساحل.وقال عميد بلدية سبها حامد الخيالي “تعرض مقر مركز تدريب سبها التابع للقوات المسلحة لهجوم إرهابي فجر اليوم (السبت)، من عناصر تنظيم الدولة (الإسلامية) تساندها عناصر من مجموعات إجرامية ومرتزقة”. وأضاف “تسبب الهجوم في سقوط تسعة قتلى من العسكريين (…)، بعضهم تعرض للذبح وبعضهم أعدم رميا بالرصاص”. وألقى مصدر في الجيش الوطني الليبي باللوم في الهجوم على تنظيم داعش ومقاتلين من المعارضة التشادية. وتقع سبها، مثل أجزاء كثيرة في الجنوب وحقوله النفطية، تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي لكن القوات فوضت جماعات مسلحة محلية وعشائر للسيطرة على المنطقة. ونقل الجيش الوطني الليبي القوات من معسكره الجنوبي إلى جبهة طرابلس كما نقل أسلحة ثقيلة خلال الأسبوع الماضي. لكنه لا يزال يحتفظ بالقدرة على التدخل السريع في مواجهة الميليشيات والجماعات المختلفة التي تحاول أن تنفذ عمليات سريعة ومحدودة لخطف الأضواء. وينشط متشددون من تنظيم داعش في أقصى جنوب ليبيا إذ تقهقروا إلى هناك بعد خسارة معقلهم في مدينة سرت في ديسمبر عام 2016. لكن الجيش الوطني نجح في الحدّ من تحركهم ويطاردهم بتنسيق مع مجموعات محلية. وفي اعتراف مفاجئ، قالت حكومة الوفاق في بيان السبت، إن 710 مقاتلين موالين لها قتلوا منذ بدء المعركة للسيطرة على العاصمة. وقال متابعون إن هذا الرقم المرتفع للخسائر يفسر إلى حد كبير سبب الهجوم في الجنوب، وإن الميليشيات الحليفة لحكومة فايز السراج تسعى لخلق بؤر توتر من شأنها أن تدفع حفتر إلى مراجعة الهجوم، أو التخفيف منه وسحب البعض من قواته إلى مناطق أخرى، وهو ما لم يتحقق. ودخل الهجوم الذي تشنه قوات الجيش الوطني الليبي بهدف استعادة طرابلس أسبوعه الخامس.

مشاركة :