* كما كانت ردة فعل الصحافة والإعلام العربيين حادة إزاء «البريكست « البريطاني، كانت ردة الفعل إزاء فوز المرشح الجمهوري»ترمب» حادة وبدرجة أقوى حتى أن إحدى الصحف العربية الدولية وصفت الحدث بـ «الزلزال الانتخابي». ويبدو أن عدم وجود مراكز أو مؤسسات بحثية تهتم بالشأن الغربي سياسياً واقتصادياً وعالمياً وراء مثل ردات الفعل هذه. * ففي بريطانيا والتي صوتت أغلبية محدودة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي كانت أنظار الشخصيات القيادية تتجه نحو هذا الخروج سواء في الحزب القومي البريطاني بزعامة نايجل فراج Nigel Farage واليمين المتشدد في حزب المحافظين والذي خشي من اختطاف فراج للطروحات القومية البريطانية من أمثال بوريس جونسون وديفيد دافيس Dafis ، بل ويمكن القول إن رئيسة الوزراء والحزب الحالية تيريزا ماي Theresa May كانت داعمة للخروج بطريقة ذكية حتى لا تفقد ثقة رئيس الوزراء آنذاك «ديفيد كميرون» والذي كان يعدها منافسة قوية له، ويبدو ذلك من سياستها كوزيرة للداخلية إزاء الهجرة ،وهو الموضوع الذي يشكل منطلقاً هاماً من منطلقات الداعين للخروج من المنظومة الأوروبية ،إضافة إلى خلفيتها العائلية الدينية ،بل إن دعاة بريكست Brexit البريطاني يشكلون امتداداً لسياسة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة والتي كان وراء استقالتها من رئاسة الوزارة وزعامة المحافظين خلافُها مع وزير ماليتها نايجل لاوسون Lawson ووزير خارجيتها جيفري هاو Geoffrey Howe حيث رفعت صوتها في مجلس العموم بكلمة «لا» ثلاث مرات في موضوع عدم التنازل للاتحاد الأوروبي وهو مما يمكن أن يُعد من خصوصياتها وسياساتها المالية المستقلة. *وكانت تاتشر تشكل ظاهرة مزعجة داخل الاتحاد، كما أن ترمب يشكل امتداداً إلى اليمين المتشدد في الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً داخل الحزب الجمهوري، رغم أنه لا يملك الخبرة السياسية التي كانت تحظى بها شخصيات سياسية من أمثال ريغان Regan وجورج بوش الأب وهو أقرب ما يكون في شعبويته الى الرئيس الروسي بوريس يلتسين Yeltsin الذي تفككت على يديه الإمبراطورية السوفيتية، ولكن الفارق هو أن أمريكا بلد مؤسسات بينما كان الاتحاد السوفيتي يميل إلى الفردية، ومازالت الفردية تطغى عليه خلال سياسة بوتين المتهورة. *والسؤال ،هل يمكن أن يلتقي ترمب مع سياسة تيريزا ماي وبوتين ونايجل فراج في وقت واحد؟ وهل سنعمل نحن العرب على تقوية الحس الاستشرافي لدينا حتى لا نصدم بما يجري في الغرب.؟!.
مشاركة :