يختتم مهرجان كتارا السادس للمحامل التقليدية أنشطته المتنوعة يوم غد السبت، بحفل القفال، وكان المهرجان قد شهد في يومه الثالث الدشة الخاصة بمسابقة الغوص على اللؤلؤ على شاطئ كتارا. وقد جذب المهرجان جمهورا غفيرا جاء ليشهد أجواء تراثية جميلة، حيث تضمن العديد من الأركان والأقسام علاوة على العروض الشعبية وألعاب الأطفال، ومختلف المسابقات ذات الطابع التراثي. كما استقبل موقع المهرجان العديد من الرحلات الطلابية من مدارس حكومية وأجنبية متنوعة، وذلك بهدف تعريفهم بالتراث البحري والموروث الشعبي القطري والخليجي. كما وفرت إدارة المهرجان رحلات على المحامل الشراعية لعدد من الطلاب مكنتهم من معايشة التجرِبة. هذا بالإضافة إلى رحلات بحرية يومية مجانية من كتارا إلى اللؤلؤة ذهابا وإيابا استمتع بها الجمهور. في هذا السياق، قالت ملكة محمد آل شريم مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال، في المؤسسة العامة للحي الثقافي: «تحرص كتارا في مختلف الفعاليات والمهرجانات التي تنظمها على دعوة مختلف المدارس والمراكز التعليمية، لزيارة المهرجان نظرا لأهمية إطلاع الناشئة والأجيال الجديدة على تاريخ الأجداد ونمط الحياة قديما». وأضافت: «يحظى المهرجان بإقبال وتفاعل كبير من طلبة المدارس، حيث بلغ عدد الطلاب الذين زاروا موقع المهرجان أكثر من 4000 طالب وطالبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة». مؤكدة أن الطلاب استمتعوا بالشروحات المفصلة التي قُدِّمت لهم، التي تتناسب مع أعمارهم حول الحرف التراثية البحرية، أو عن أقسام القرية التراثية أو عن المسابقات. كما فرحوا بالهدايا التي كانت عبارة عن ملابس تقليدية». السوق الشعبية يحفل السوق الشعبية في مهرجان (كتارا) السادس للمحامل التقليدية بالعديد من الصناعات الشعبية التقليدية، والأعمال الحرفية والمهن اليدوية المرتبطة بالتراث البحري القطري والخليجي، حيث يجد الزائر مجموعة من المعارض والورش التي يقوم عليها مجموعة من المهنيين والصناعيين على درجة عالية من المهارة والحرفية والإتقان، وتعكس ذوقا رفيعا وتراثاً ثرياً، حيث تتنوع هذه المنتجات التي تلبي جميع احتياجات النواخذة والبحارة فوق ظهر السفينة، مثل صناعة السفن الخشبية والقوارب الشراعية (القلافة)، التي نالت قسطا وافرا من الاهتمام والشهرة، والغزل (صناعة الحبال وشباك الصيد) والحدادة، وصناعة القراقير (الأقفاص المعدنية) وصناعة (الخصافة) (الودج)، بالإضافة إلى محل (العمارة) الذي يعرض العديد من لوازم الحرف التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالبحر. ضيوف: المهرجان يحيي التراث الخليجي استقبل المهرجان العديد من كبار الضيوف، نذكر منهم الأمير طلال بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، ورئيس المجلس الرياضي العربي، الذي قال إثر جولته في أرجاء المهرجان: « تعرفت على كتارا وأعجبت جدا بما تقدمه من ثقافة وفن وجمال، يساعد على الجذب السياحي وإثراء المشهد الثقافي وإحياء التراث القطري والخليجي». متقدما بالشكر لكل القائمين على المهرجان قائلا: «وجودنا في كتارا إضافة وشرف لنا». كما زار المهرجان سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني السفير فوق العادة، المفوض لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية ، الذي عبَّر عن إعجابه بالمهرجان وما احتواه من فعاليات تراثية متنوعة. قائلا إن المهرجان يتطور عاما بعد عام، مثنيا على الجهود المبذولة. كما زار سعادة السفير الباكستاني شهزاد أحمد المهرجان، وقام بجولة اصطحبه فيها سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام لكتارا، أطلعه فيها على ما يقدمه من أنشطة تراثية أصيلة. هذا بالإضافة إلى زيارة السيد محمد خليفة السويدي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لأسباير زون، الذي أثنى على المهرجان وما احتواه من تنوع إلى جانب المشاركات الواسعة، التي تميز بها من مختلف دول الخليج العربي. وكان سعود بن عبدالله الرومي مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، قد صرح قائلا في أثناء زيارته للمهرجان: «أعتقد أن المهرجان سيتيح الفرصة للأجيال الجديدة للتعلم عن حياة الآباء والأجداد والتعرف على الصعاب التي مروا بها». راجيا أن يخرج هذا المهرجان من الطابع المحلي والإقليمي لتشارك فيه دول أخرى من مختلف أنحاء العالم، كما «أرجو أن يكون هناك يوم عالمي للبحارة تتبناه دولة قطر». الفن في خدمة التراث استقطبت مسابقة الفن التشكيلي، التي يقيمها المهرجان للعام الثالث على التوالي، العديد من الفنانين من مختلف الجنسيات، الذين حفزتهم أجواء المهرجان للإبداع والتميز بريشاتهم فرسموا لوحات تنبض بالأصالة والعراقة، وعن هذه المسابقة قال التشكيلي فهد المعاضيد: «هذه أول دورة أشارك فيها في مسابقة الفن التشكيلي، وكنت أسمع كثيرا عن مهرجان المحامل ولم أزره إلا هذا العام، وأبهرتني أجواؤه التقليدية والتراثية». أما الفنان التشكيلي أحمد نوح فقد عبر عن سروره بهذه المسابقة، التي يشارك فيها للعام الثالث على التوالي، وقال: «أحب كثيرا مهرجان المحامل التقليدية وأجواءه التي تسمح لنا بالالتقاء مع الجمهور والفنانين، وأعتقد أن هذا هو الهدف الرئيسي من هذه المسابقة، وهو تبادل الخبرات ومشاركة الجمهور بالآراء والملاحظات». عن مشاركتها قالت الفنانة التشكيلية إيمان الهيدوس: «أشارك للمرة الأولى في هذه المسابقة علما بأنني كنت أحضر في مهرجان المحامل التقليدية في السنوات الماضية، في ركن المرسم، وكنت أستمتع جدا بالرسم الحي أمام الجمهور». وأضافت: «هذه المسابقة فرصة جميلة للالتقاء بالفنانين الذين لم ألتق بهم من فترة طويلة، ولقد اخترت منظرا لأحد المحامل التي تعود لفترات زمنية قديمة، وأتمنى أن يحظى العمل بالتوفيق والفوز». وحظيت مسابقة التصوير الضوئي أيضا بالعديد من المشاركات، حيث توزع المشاركون في أرجاء المهرجان لالتقاط أكثر الصور جمالا وروعة.;
مشاركة :