عام / علماء يحذّرون من تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على سلوك الأفراد ومعتقداتهم / إضافة ثانية

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وقال بن حميد : " إن الواقع بمتغيراته وأحداثه لا يمكن أن ينفكّ عن قواعد الشريعة وضوابطها الحاكمة لتعاملات الناس, للارتقاء بواقعهم وبناء الوعي فيهم, الذي يتحقق منه بناء الشخصية المسلمة التي تدرك الواجب الشرعي في التعامل مع تلك المتغيرات، فتصبح ذات توازن في بناء فكرها وسلوكها، وتعكس أدبيات الشريعة في كل ما تتعامل معه تلك الشخصية الناضجة في تصورها، والسامية في غاياتها، والمتنوعة في وسائلها. وأثنى بن حميد, على جهود القائمين على جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، في تبنّي إقامة مؤتمر "ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام" بالشراكة مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, لتخط بذلك الدور المناط بمثل هذه الكيانات نحو المسؤولية المجتمعية في شأن هذا الموضوع وغيره من الموضوعات, سائلاً المولى القدير أن يوفق الجميع لكل خير، وأن يبارك في الجهود، وأن يرحم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وأن يبارك في بنيه, وأن يوفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين، ويكلّل جهود القائمين على هذا المؤتمر بالتوفيق والسداد . كما بيّن عضو هيئة كبار العلماء, وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء معالي الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ من جانبه, أن مؤتمر شبكات التواصل الاجتماعي تعدّ من أبرز وأهم ما توصل إليه البشر في العصر الحديث, مشيراً إلى أن هذه الشبكات أحدثت نقلة نوعية في عالم الاتصالات, ونقل المعلومات حيث أصبح بمقدور جميع الناس استخدام هذه الشبكات بطريقة سهلة, ومن أي مكان, وفي أي وقت, حتى صار العالم قرية صغيرة تربط البشر بعضهم ببعض . وأضاف معاليه : " أن الإقبال الكبير من قبل الأفراد والمجتمعات على استعمال شبكات التواصل الاجتماعي, أتاح استثمارها بشكل أكبر وأوسع من مجرد تناقل المعلومات والأفكار, فتم استخدامها في مجالات كثيرة مختلفة, ومن ميزاتها إمكانية الدعوة للإسلام على نطاق واسع, وبيان محاسن الشريعة, ونشر السنّة, والوسطية عبر العالم, والتحذير من البدع, ومواجهة فكر التطرّف الذي شوّه الإسلام, ونشر الأخلاق الكريمة, ومبادئ العدالة والإحسان بين الناس, ومحاربة الاعتداء والظلم والتعدّي على الناس . كما عدّد الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ, سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي, مشيراً إلى أنها تعدّ منبراً مفتوحاً للجميع بدون رقيب أو ضوابط, وليس هناك أي معايير للكلام أو الكتابة, فيمكن استهداف أي شريحة من الناس في عقائدهم وقناعاتهم, وعرض المواد الإباحية والصور الفاضحة, ولا يخفى العدد الهائل لهذه الشبكات التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع على اختلاف العمر والجنس والحاجة, وما يستلزم ذلك من انحلال أخلاقي وتشويه للفطرة الإنسانية, وخدش لحياء المرأة وغيرة الرجل, الأمر الذي يترك آثاره السلبية في الأسرة والشباب والفتيات, والتسبّب بمشاكل عائلية وزوجية قد تؤدي إلى تفكّك الأسر وتدميرها, أو العزوف عن الزواج, فضلاً عن إمكانية الدخول في المعاصي الفردية والعامة, والتشهير ونشر الشائعات, واختلاق الأكاذيب, وبثّ الافتراءات للحطّ من أي شخصية أو تناول أي جهة بعينها . وعدّ معاليه "مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام", خطوة مباركة لتحقيق حماية المجتمع المسلم من أضرار شبكات التواصل الاجتماعي, ويظهر ذلك جلياً من خلال المحور الثاني للمؤتمر الذي يناقش سبل توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في خدمة الإسلام. وأشار إلى أن مضامين المؤتمر تسهم في وضع الضوابط الشرعية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي, وبيان دورها في نشر الوسطية ومواجهة فكر التطرّف والإرهاب, والانحراف عن المنهج الشرعي فلا غلو ولا جفاء, إلى جانب تعزيز الانتماء للإسلام والمجتمع من خلال شبكات التواصل الاجتماعي, وغيرها من الموضوعات والضوابط من خلال ضبط وتحقيق الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي وتحديد دور الأنظمة والتشريعات التي تسهم في ردع كل من يستخدم شبكات التواصل استخداماً سيئاً . كما نوّه قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل, باختيار جائزة نايف بن عبدالعزيز ومشاركة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لموضوع المؤتمر, لما يحمله من الأهمية والدقة والخطورة, وبخاصة في أيامنا هذه التي أصبحت فيها شبكات التواصل تفرض نفسها في البيت بين يدي الرجال والنساء والأزواج والزوجات والأبناء والبنات ومع الأطفال والشباب, حتى تجاوزت كل الحدود, واخترقت كل القيود في عالم انتشرت فيه العولمة دون استئذان . وقال في تصريح بمناسبة انعقاد المؤتمر, إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت بمثابة وسائل التلقي والتلقين والثقافة والتوجيه لأبنائنا وشبابنا, رغم ما تحويه من بعض الجوانب المشرقة والمواقع النافعة الموفقة, إلا أن مواطن الشرّ ومواقع السوء والضُرّ, تفتك بالجيل وتهدر طاقات الأمة, فأضحت الأوقات ضائعة, والصحة مهددة, وحدّث ولا حرج عن الأفكار الهدامة المنحرفة, والثقافات الضالة الجارفة التي أخذت تفتك بشبابنا, فترى الواحد منهم يتنكر لأهله, وربما تجرأ على تكفيرهم وقتلهم . وأوضح هليّل أن من أشد المخاطر فتكاً بالأمة تلك الإشاعات والأباطيل التي تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي, فتنشر الكذب والافتراء والصور الملفقة والأخبار الكاذبة, دون أدنى مراعاة لمصالح الأمة وأمن الوطن وخصوصية المواطن, وتنخر في عضد الأمة وتهدّد أمن الوطن, وتخترق حرمات الناس وخصوصيات المواطن, الأمر الذي يستدعي أولي الهمم وأرباب العزائم أن ينهضوا لبيان مخاطر هذه الشبكات وأضرارها والتحذير من عواقبها وآثارها. ونوّه بالجهود التي تبذلها حكومة المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما وإعمارهما والمحافظة عليهما, سائلاً الله أن يجزي القائمين على جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة خير الجزاء على ما يقومون بن من جهود لتنظيم هذا المؤتمر الذي يتناول موضوعاً دقيقاً ومهماً يمسّ جميع المجتمعات وبالأخص أمتنا الإسلامية. وبدوره, قال الأمين العام لجمعية أهل الحديث المركزية بالهند, وعضو الهيئة العليا لجائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة, الدكتور أصغر علي إمام مهدي السلفي, أن من دواعي البهجة والفرحة بأن تقيم جائزة نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة مؤتمراً بعنوان "ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام" انطلاقا من نشاطاتها العملاقة وإكمالا لأهدافها المنشودة, مؤكداً أن هذا المؤتمر جاء في أوانه ومكانه. وأشار الدكتور السلفي أن عنوان المؤتمر يكتسب أهمية بالغة في الأوضاع الراهنة لكون شبكات التواصل الاجتماعي سلاحٌ ذو حدين, تنحصر صحته وسقمه على استخدامه الصحيح والسقيم, مبيناً أن الأمة الإسلامية تواجه عدة مخاطر تقود إليها الاستخدامات الخاطئة لوسائل التواصل الاجتماعي من دون وجود ضوابط تحدد الاستخدام الأمثل لها بما يعود بالخير والصلاح على الفرد والأمة والإنسانية جمعاء, ومؤكداً الحاجة منذ أمدٍ بعيد إلى التعريف بشبكات التواصل الاجتماعي وتوظيفها في خدمة الإسلام, وبيان وتناول علاقتها بقضايا المجتمع, وبيان آثارها الإيجابية والسلبية والبدائل الآمنة لها, إضافة إلى توعية المجتمع عن إيجابياتها وسلبياتها بالتفصيل . // يتبع // 13:22ت م spa.gov.sa/1560332

مشاركة :