تونس تطوي «صفحة الانتهاكات» في تاريخها الحديث

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قالت صحيفة نيويورك تايمز اﻷمريكية إن المجتمع التونسي يحاول التعافي من اﻷهوال التي تعرض لها خلال حكم الديكتاتوريات السابقة مثل زين العابدين بن علي، والحبيب بورقيبة، عن طريق منح ضحايا التعذيب وأسر الشهداء فرصة للحديث عما حدث لهم، ولذويهم، ومطالبهم في جلسات علنية على الهواء في التلفزيون الرسمي. طالبت أمهات شهداء ثورة الياسمين في تونس بالقصاص ﻷبنائهن الذين ارتقوا خلال المظاهرات التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، بجانب مطالبة السجناء السابقين أيضا بالقصاص جراء التعذيب الذي تعرضوا له خلال فترة سجنهم في ظل حكم بن علي. وقال سامي إبراهيم، الذي اعتقل عندما كان طالبا عام 1990: التعذيب في السجن كان ممنهجا .. فكل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في أبو غريب العراقي، كانت تحدث في سجون تونس، في إشارة إلى الانتهاكات التي كانت ترتكبها القوات الأمريكية في السجن سيء السمعة بالعراق. جاء ذلك في اليوم اﻷول من جلسات الاستماع العلنية التي طال انتظارها و عقدتها لجنة الحقيقة والكرامة في تونس، وهو جهد فريد من نوعه في العالم العربي في محاولة للملمة جروح ما يقرب من 60 عاما من الديكتاتورية ومنحهم قدر من الاحترام للضحايا و عائلاتهم. وأذيعت شهادة سبعة أشخاص على الهواء في التلفزيون والإذاعة الوطنية مساء الخميس، والجزء الثاني مساء الجمعة. وهذه هي المرة الأولى التي يعطى للتونسيين الفرصة للتعبير بشكل رسمي عن اﻷهوال التي وقعت خلال عقود من الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان خلال عهد الرئيس زين العابدين بن علي، الذي أطيح به خلال الربيع العربي، وسلفه الحبيب بورقيبة. وقالت سهام بن سدرين رئيس لجنة الحقيقة والكرامة في كلمتها الافتتاحية: هذا يوم مشهود للدستور، وسيادة القانون .. حيث منح لضحايا الاستبداد الحق في الإنصاف والعدالة، وهذه رسالة نحاول إيصالها للعالم. على مدى العامين الماضيين، اللجنة تلقت 65 ألف شكوى من الضحايا، وتحقق في حوالي 10 اﻵف منهم حاليا، وسط اتهامات للجنة بإهدار المال العام. مع بدء الجلسات بشكل عام، بن سدرين تأمل أن تحصل على مزيدا من الدعم العام، لمواجهة حجج الحكومة التي تقول أن الاستقرار، والمصالحة أكثر أهمية من إعادة فتح الجروح القديمة. وحضر جلسة الخميس العديد من السياسيين والناشطين الذين عانوا من السجن، والتعذيب، والنفي في ظل الديكتاتوريات، وكانت هناك أيضا ممثلين عن لجان حقوقية من أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، والدبلوماسيين الأجانب، في حين غاب كبار المسؤولين في الحكومة التونسية. وقالت سدرين، الجلسات وسيلتنا لكي نقول إن المجتمع في النهاية سوف يتعافى، وللتأكيد على مبدأ سيادة القانون. البريكي، الذي كان ابنها صلاح واحدا من 300 شخص لقوا حتفهم في تونس خلال احتجاجات الربيع العربي عام 2011، رفعت صورة ابنها. وقالت خلال الجلسة: اللجنة ستعيد حقوقنا .. نريد الحقيقة .. وأرغب في أن يعاقب أولئك الخونة قتلة أطفالنا. شهادات الأمهات إشارة إلى أهمية الثورة ﻷنها تسمح للتغيير الديمقراطي في تونس. كانت الشهادات أمثلة لبعض أسوأ الانتهاكات التي وقعت على مر التاريخ التونسي الحديث، الموت من التعذيب والاختفاء القسري، والاعتقال السياسي، والتعذيب الجنسي والنفسي، واضطهاد السجناء وأسرهم لسنوات بعد الإفراج عنهم. ووصفت لطيفة وفاطمة ماتماتي زوجة وأم ماتماتي كيف اعتقل وقتل تحت التعذيب في غضون ساعات من اعتقاله عام 1991 في مدينة قابس. ووصف إبراهيم، أحد المعتقلين سابقا، التعذيب الذي كان يتعرض لها في السجن مع المعتقلين قائلا : التعذيب كان يتم تحت إشراف طبيب نفساني، وهذا الرجل الذي كان مسؤولا عن اﻹصلاحنا، في الواقع هو مسؤول عن الانهيار المعنوي للمعتقلين. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :