تبذل الدكتورة (ليلى خلف السبعان) وكافة العاملين في مجلة (العربي) جهوداً عظيمة من أجل الدخول بها إلى العهد الجديد الذي سوف يحظى بتحولات وإضافات لم تكن موجودة من قبل. الدكتورة (ليلى) الأستاذة في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب في جامعة الكويت، عضو رابطة الأدباء، الناشطة في كثير من المؤسسات والجمعيات الثقافية والمجتمعية في الكويت هي الرئيس الخامس لتحرير مجلة العربي بعد د. أحمد زكي، أ. أحمد بهاء الدين، د. محمد الرميحي، أ. سليمان العسكري. وهي أول امرأة عربية كويتية تتولى رياسة تحربر هذه المجلة. (العربي) التي احتفلت بطريق الحرير ثقافياً في ملتقاها الثالث عشر ما بين الثالث والسادس من مارس الحالي أسهمت بشكل مثير ولذيذ في النسيج الثقافي لجيل الستينات والسبعينات وما بعدهما من القرن الماضي، وبخاصة في زمن رياسة الأستاذ د. (أحمد زكي)، وأنا هنا لا أنال ولا أقلل من جهود من أتوا بعده فلهم الشكر والامتنان على ما بذلوه وقاموا به من أجل مستوى الأداء وتقنية العمل الصحافي والتغيير والتنويع في المضامين ومواكبة التحولات في التحرير والتبويب وأساليب وصيغ الإعلان، غير أني لا أستطيع أن أخون وجداني وعقلي وذهني إزاء ذلك التوهج والألق والعمق والجاذبية في أعداد الستينات وأوائل السبعينات !، فمن المستحيل أن أقارن بين (حديث الشهر) للأستاذ الدكتور (أحمد زكي) وبين أيّ ممن جاء بعده وبخاصة الأستاذ (أحمد بهاء الدين)، فقد كان البون شاسعاً والمقارنة ظالمة في المضامين واللغة والأسلوب وطريقة الأداء، وفي كل الأحوال وفي كل الاحتمالات وأمام جميع الأذواق لكل أسلوبه وطريقته حسب قدرته وموهبته.. لا شك في هذا، كما لا شك أبداً في اختلاف الرؤى والتصورات لدى المتلقي. وفي احتفالية العربي الثالثة عشرة، كان هناك كثير مما لا يخفى من العزم والتصميم والإصرار على الإضافة والتحول باتجاه الأجمل وفي هذا السياق، يدرك جميعنا أن المهمة صعبة وأن المقدرة لابد أن تكون في حجم المهمة، وبخاصة عندما نستحضر أن السوق الإعلامية الآن متعبة ومقلقة، وتحتاج بشدة إلى استراتيجيات تحتوي غير قليل من المكر والذكاء إضافة إلى الدراسة والاقتراب دائماً من المناخ الصحي للعمل، وكل ذلك لا يعوز أحبتنا في(العربي) بخاصة، وفي وزارة الإعلام الكويتية بعامة وهم أساتذة في ذلك. ولما تقدم، ومن قبله ومن بعده، تظل مجلتنا الرائدة (العربي) واحدة من أكثر مجلاتنا العربية أهمية وإسهاماً في تطوير العقل العربي خلال العقود الخمسة الأخيرة من القرن الماضي، ولا تعني احتفاليتنا مع (العربي) إلغاء أدوار المجلات العربية الأخرى في بلدان النهضة العربية فلكل قدره ومقداره وتقديره وله الاعتراف بفضله دون شك. (العربي) منذ صدورها وصلت بشكل يبعث على الإعجاب إلى القارئ العربي في مكان يوجد فيه بريد ومكتبة، وتلك ميزة منحت المجلة كل هذا الحضور والمتابعة، وكل هذا الحب والإقبال. في إحدى أمسيات الملتقى الثالث عشر، أبدى الدكتور سلطان القحطاني إعجابه باستطلاعات العربي، ونوه بفارس الاستطلاعات الأول الأستاذ (سليم زبال)، وتساءل عن وجوده ففوجئ بالأستاذ سليم يحيي الحضور، ويرسم وجوده غبطة واحتفاء على كل الوجوه. ونحن هنا، نغتبط ونحتفي بمجلة العربي، برئيسة التحرير وبكتابها ومحرريها وفنييها، وبكل من يعمل فيها، وكل عام هي بألف تفوق.
مشاركة :