دفعت تقلبات الطقس والأجواء المناخية، وقرب حلول الشتاء أسعار الأسماك إلى الارتفاع، بعد أن نقص المعروض إثر تراجع أيام الصيد إلى يومين أو ثلاثة في الأسبوع، لتسجل أسعار الأسماك ارتفاعاً بعد نحو عام من التراجع. وأوضح لـ"الاقتصادية" ملاك شركات الإنتاج البحري، أن أسعار سمك الناجل الذي يعد الأكثر طلبا في جدة، ارتفعت من 70 إلی 100 ريال للكيلو، مشيرين إلى أن المطاعم تطلب 700 كيلو في الأسبوع، فيما تبلغ تكفلة شكة الهامور 250 ريالا والشعور 150 ريالا. من جهته، قال أحمد المهدواي شيخ الصيادين أن أسعار الأسماك بدأت بالتعافي والارتفاع بعد فترة تراجع طويلة قاربت العام مدفوعة بارتفاع الطلب ونقص المعروض، بسبب تقلبات الطقس والرياح الرعدية التي تمنع الصيد وتقلب الأجواء المناخيةـ مبينا أنه مع قرب حلول الشتاء تصادف أيام تكون فيها رياح وعواصف رعدية وأيام يحل فيها المطر الذي لا يمنع رحلات الصيد علی عكس العواصف الرعدية التي توقف حركة الصيد. ولفت إلى أن الطقس متقلب خلال هذه الفترة، حيث أثرت العواصف الرعدية على عدد أيام الصيد الأسبوعية وقلصتها وتراجعت معها كميات السمك المنتجة، موضحا أنه كل يومين أو ثلاثة أيام يصطاد القارب الواحد من شكتين إلى ثلاثة. من جانبه، قال سالم الظاهري شيخ البحر، إن ارتفاع أسعار السمك خلال هذه الفترة يرجع إلی الطقس ونقص العمالة التي تؤثر في كميات الأسماك المنتجة أسبوعيا، وكذلك الطلب المتزايد في وقت تراجع كميات الأسماك. وقال إن المطاعم تشتري من أسماك الناجل بمتوسط 700 كيلو بقيمة 70 ألف ريال، بعد أن كانت قيمتها 49 ألفا، لافتا إلى أن أسعار الأسماك تتفاوت وتتأثر بحجم الطلب وكميات المعروض والأسواق التي تباع فيها، فإذا كانت تباع في أسواق السمك تكون كلفتها أقل ونوعيتها تختلف عن الأنواع التي تطلب المطاعم، إذ عادة ما تطلب المطاعم كميات كبيرة من الأسماك ومن أفضل الأنواع، خاصة المطاعم الفاخرة التي في الفنادق. بدوره، أشار الصياد خالد الظاهري، إلى انتعاش الطلب علی الأسماك مع اقتراب نهاية العام ليصادف فترة تتراجع فيها كميات الأسماك التي يتم اصطيادها وهو ما رفع الأسعار. وبين أن الطلب علی الأسماك بدأ يرتفع وينمو خاصة من المطاعم التي كانت المصدر الآمن لمبيعات الأسماك بسبب استمرارية الطلب والكميات الكبيرة التي تطلبها، مشيرا إلى أن الطلب حاليا علی الأسماك ارتفع إلی ذروته منذ بداية العام. ولفت إلى أنه مع انتهاء موسم الشتاء سترتفع الكميات التي يتم اصطيادها، وهو ما سينعكس علی الأسعار وسيدفعها مرة أخری إلى التوازن والاستقرار، وسوف تنخفض عما هي عليه الآن، إلا أنها لن تعود إلی الأسعار التي كانت عليها قبل ارتفاعها. وأوضح أن المنطقتين الغربية والشرقية ويليهما جنوب المملكة الأكثر طلبا للأسماك والكميات التي تستهلك لديهم أكثر من غيرهم، ويستمر الطلب طوال العام إلى أنه يمر بعدة مراحل يتذبذب فيها الطلب.
مشاركة :