النجاح لا يحتاج إلى أقدام بل إقدام

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعرفت على صديقي سنوي شراحيلي في عام 2002 في أمريكا. درست معه مرحلة الماجستير. أدهشني حرصه واهتمامه وطموحه. كان يمشي بعكازين إثر إصابته بشلل الأطفال صغيرا. لكن لم يكن يسير بل يطير. يعمل في مختبر الجامعة ويسهم في فعاليات ثقافية، ويدير عائلة، ويتفوق. كان مصدرا لإلهامي، وعديد من زملائنا ورفاقنا. حصلت على الماجستير وعدت إلى أرض الوطن وبقي سنوي في بلاد الغربة سعيا للحصول على الدكتوراه. بدأ مشواره الجديد بنجاح منقطع النظير. كان أداؤه لافتا. اجتاز الاختبار الشامل ولم يتبق له سوى سنة ليحصل على الشهادة الكبيرة. عاد إلى الوطن ليعانق والديه ويلتقط أنفاسه ويرجع. المفاجأة لم يعد. حينما وصل إلى أمريكا تم إلغاء تأشيرته دون إعطائه أي تفاصيل. سأله الموظف المسؤول أن يستقل أقرب طائرة تعيده إلى المملكة، وهناك يسأل السفارة الأمريكية عن سبب إلغاء التأشيرة. زارهم أكثر من مرة ولم يحصل على أي إجابة. ظل عاما كاملا يحاول الحصول على إجابة أو نيل تأشيرة جديدة ليكمل عامه الأخير بلا جدوى. قرر أن يحزم ألمه مع حقائبه ويغادر إلى بريطانيا لبداية مشوار الدكتوراه من جديد. بدأ مشواره هناك وتبدد حزنه وضيقه شيئا فشيئا. لحقته إلى هناك لمتابعة الدكتوراه أنا الآخر مبتعثا من جهة عملي. في مطلع عامه الثالث في الدكتوراه غادر مشرفه الدراسي إلى جامعة أخرى واختلف مع المشرف الجديد. وصلت علاقتهما إلى طريق مسدود. توقعت أن يتوقف سنوي عن مشوار الدكتوراه بعد هذه الصدمات المتلاحقة. لكنه أصر على أن يكمل. يقول لي: (حطيتها في رأسي). حصلت على الدكتوراه وعدت إلى وطني ولم أخبره حتى لا يشعر بمرارة الفشل. عرفت أنه بدأ في جامعة جديدة رحلة الدكتوراه من جديد. قبل أيام هاتفني سنوي وصوته مزدحم بالفرح. قال لي قبل حتى أن يسلم علي: "عبدالله، حصلت على الدكتوراه أخيرا". سنوي مثال عظيم للكفاح. إذا وضع في رأسه شيئا لاحقه حتى لحق وظفر به حتى لو لم يملك تحريك القدمين. كتبت عنه عبارة أعتبرها أهم عبارة كتبتها في حياتي. قلت فيها: النجاح لا يحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام. نجاح سنوي يؤكد لي أن ما كتبته لا يصدأ. متى ما امتلكنا الإرادة سنحقق كل شيء رغم كل شيء.

مشاركة :