في وقت ضيقت القوات العراقية الخناق على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل الموصل في شمال العراق امس، ما ينذر بمعارك شرسة غداة قطع آخر خطوط إمداد الارهابيين ووسط مخاوف حيال مصير المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل المدينة، أكدت مصادر من الشرطة ومصادر طبية ان انتحاريا فجر شاحنة مفخخة قرب محطة لتعبئة الوقود ومحطة استراحة في منطقة الشوملي شرق مدينة الحلة جنوب شرقي بغداد، ما أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل غالبيتهم من الزوار الإيرانيين،وتبنى «داعش» التفجير . وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل فلاح الراضي إن «هناك على الاقل 100 قتيل، أقل من عشرة منهم هم عراقيون، والباقون إيرانيون». وحققت قوات مكافحة الإرهاب (وكالات) تقدما جديدا في الأحياء الشرقية داخل الموصل، بحثا عن زخم جديد بعدما واجهت مقاومة شرسة غير متوقعة من الارهابيين، هددت بتعثر العملية العسكرية المستمرة منذ خمسة أسابيع. وأفاد القيادي في قوات مكافحة الإرهاب العميد الركن معن السعدي المتواجد على خط الجبهة في الموصل، بأن قواته تقاتل «داعش» في حي شقق الخضراء. أضاف أن «الارهابيين لا يستطيعون الهروب. لديهم خياران، الاستسلام أو الموت». وتمكنت القوات العراقية على مدار الأيام الماضية، من قطع خط الإمداد الرئيسي الممتد من الموصل غربا باتجاه سورية حيث معقل «داعش» في مدينة الرقة. وقصف الجيش العراقي رتل صهاريج مكون من 40 صهريجاً تابعة لمخازن وقود تنظيم «داعش»، ودمّر نفقين للتنظيم غرب قرية العذبة جنوب الموصل. وقال الناطق باسم قوات التحالف الكولونيل جون دوريان إن «التقدم في الجنوب والجنوب الشرقي من المدينة يتسارع، ونعتقد أنه تطور كبير فعلا». أضاف أنه سيكون على الارهابيين «الرد على هذا التقدم. فهذا يضعف دفاعاتهم (...) انه قتال شرس جدا، وحشي، لكنه حتمي، العراقيون سيهزمونهم». وصرّح مسؤولون أميركيون وعراقيون،امس، ان المقاتلين الأكراد والشيعة اتفقوا على تنسيق تحركاتهم بعد عزل الموصل عن بقية المنطقة التي يسيطر عليها «داعش» في غرب العراق وسورية بهدف دعم الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة المدينة. وجرى التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع أول من امس بين قادة قوات البيشمركة الكردية المنتشرة في سنجار غرب الموصل وهادي العامري، قائد «منظمة بدر» المدعومة من إيران والتي تمثل المكون الأكبر من التحالف شبه العسكري المعروف باسم قوات «الحشد الشعبي» وغالبيته من الشيعة. ووصل،أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى مطار تلعفر غرب الموصل. وكانت قوات «الحشد الشعبي» تمكنت من تحرير مطار تلعفر وقطع كل خطوط المواصلات لتنظيم «داعش». واعلن رئيس الوزراء بان «الحشد الشعبي لن يدخل مركز قضاء تلعفر وان قوات الجيش والشرطة وحشد من الشيعة والسنة من اهالي تلعفر ستتولى مهام استعادة تلعفر». واكد «اكتمال الطوق بعزل مركز مدينة الموصل والاستعدادات العسكرية جارية لدخول مركز مدينة تلعفر والساحل الايمن»، اخر معاقل محصنة لـ «داعش» في الموصل. وأعلن ضابط رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية لـ«لراي» ان «القائد العام للقوات المسلحة أمر بإرسال وحدات مقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية إلى مشارف مدينة تلعفر لإسناد مهمة اقتحام المدينة». وقال مدير رئاسة صحة نينوى ليث حبابه لـ «الراي» ان «اخلاء جرحى العمليات العسكرية من المدنيين يتم عن طريق القوات العسكرية الى مستشفيات اربيل في اقليم كردستان» مبينا ان «هناك شحة في العلاجات والادوية في انقاذ المصابين ونواجه شحة في ادوية الامراض المزمنة». على صعيد آخر، نفى السياسي ورجل الاعمال العراقي خميس الخنجر اي علاقة له برغد صدام حسين أو اي شخص من عائلته ووصف هذه الاشاعات بـ«التسقيط السياسي» ومحاولات من قبل «الطائفيين» لتشويه سمعته.
مشاركة :