الأبناء اللبنة الأولى للعنف الأسري بقلم: شيماء رحومة

  • 11/29/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الأبناء محل دراسة مستمرة من قبل الباحثين باعتبار أنهم البذرة الأولى للعنف... بالإضافة إلى ما يعانونه من اضطرابات نفسية وسلوكية وتعليمية واجتماعية ترمي بظلالها على كامل مراحل حياتهم. العربشيماء رحومة [نُشرفي2016/11/29، العدد: 10470، ص(21)] اليوم العالمي لكذا جملة ترددت ثلاث مرات على مسامعنا خلال شهر نوفمبر الحالي، لن ألتزم بترتيب التواريخ وسأبدأ بآخرها اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي اقترن بيوم 25 نوفمبر، لأن أغلب التقارير الإخبارية وردت على نحوين اثنين لا غير، أحدهما المرأة المعنفة والأخرى الرجل المعنف، ولكن من الضحية في كلا الحالتين؟ ومن بين التصريحات التي كشفت نسب المعنفات في مختلف أنحاء العالم، ما أعلنته وزيرة المرأة والأسرة والطفولة التونسية، نزيهة العبيدي، بأن نسبة كبيرة للغاية من النساء التونسيات يتعرضن لأشكال متعددة من العنف داخل أسرهن وخارجها، مؤكدة أن “أكثر من نصف نساء تونس يتعرضن للعنف في الوسط الأسري، الذي من المفروض أن يكون مصدر الأمان.. وحوالي 90 بالمئة من النساء يتعرضن للعنف في الحياة العامة”. ووفق هذه الرؤية فإن 10 بالمئة غير معنفات، أو العكس يمارسن العنف ضد الرجال، ولكن ألا يجدر تركيز الانتباه أكثر على نسبة 100 بالمئة من الأبناء المعنفين داخل الفضاء الأسري الذي يمارس فيه العنف بمختلف أشكاله؟ أعتقد من وجهة نظري أن الضحية الأولى تقع في منزلة بين المنزلتين، ويظهر ذلك حتى من خلال الاحتفال بيومه العالمي في 20 نوفمبر، وهو تاريخ وسطي بين الاحتفال بالرجال والنساء. الأبناء محل دراسة مستمرة من قبل الباحثين باعتبار أنهم البذرة الأولى للعنف فمن شبّ على شيء شاب عليه، بالإضافة إلى ما يعانونه من اضطرابات نفسية وسلوكية وتعليمية واجتماعية ترمي بظلالها على كامل مراحل حياتهم. قد يكون من المجدي جمع التواريخ الثلاثة في يوم واحد لأنها تفضي في النهاية إلى الأطفال، ولقد حدد القانون الدولي الإنساني تاريخ 19 نوفمبر من كل سنة للاحتفال باليوم العالمي للرجال في بعض البلدان الغربية دون غيرها، بهدف معالجة قضايا الشباب والكبار، وتسليط الضوء على الدور الإيجابي ومساهمة الرجال في الحياة. وفي الوقت الذي تناقلت فيه الكثير من التقارير الإعلامية نسب المعنفات، لفتت مصادر إخبارية أخرى الانتباه إلى وجود حالات تعنيف تمارس من قبل الزوجة ضد زوجها. على العموم عدد كبير من الناس لا يعلم أن للرجال يوما عالميا بالأساس، خصوصا مع غياب الدول العربية عن قائمة الدول التي تحتفل بهذا اليوم. ولا يمكن الإنكار أن هذه الاحتفالات سلطت الضوء على ما يمارس من اضطهاد داخل الأسر، فحين دعت الأمم المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس، أرادت بذلك كشف النقاب عما تتعرض له النساء حول العالم من عنف داخل الإطار العائلي وخارجه، كالاغتصاب والختان والضرب وغير ذلك. الرجال أيضا يعنفون من قبل زوجاتهم ووفقا لما نشرته صحيفة الغارديان على موقعها الإلكتروني، فإنه من بين 2 و5 من الأفراد الذين تعرضوا للعنف رجال، أي ما يعدل 40 بالمئة من ضحايا العنف الأسري. وقدمت الغارديان تقريرا يظهر أن أكثر من 200 دراسة حول العنف الأسري أكدت أن نسبة الوقائع التي تمثل المرأة فيها الطرف البادئ بالعنف تشكل 25 بالمئة مقارنة بتلك التي يعد الرجل البادئ فيها. وبحسب صحيفة التايمز الأميركية، فإن نسبة النساء اللاتي يبلغن الشرطة عن تعرضهن للاعتداء من قبل أزواجهن تعادل نسبة الرجال. وبين متاهات العنف المتبادل بين أولياء الأمور يفقد الأبناء الأمن العاطفي والاستقرار، وهو أخطر أشكال العنف لأنه اللبنة الأولى لتكوين الأسرة. كاتبة من تونس شيماء رحومة :: مقالات أخرى لـ شيماء رحومة الأبناء اللبنة الأولى للعنف الأسري, 2016/11/29 أطفال خارج السرب, 2016/11/22 أنا أحلم إذن أنا موجود , 2016/11/21 الوشم وخيوط المنسج يرسمان نضال الأمازيغية , 2016/11/20 موتو فتفتو أنا ترامب , 2016/11/17 أرشيف الكاتب

مشاركة :