التشخيص المبكر للخرف من خلال لعبة فيديو

  • 11/30/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو وكأنها جلسة لعب عادية، لكن في كل مرة تتم فيها قيادة هذا القارب الصغير حول رأس صخري أو نحو شاطئ رملي، يتم إرسال معلومات هامة للباحثين. معلومات عن دماغ الشخص، الذي يقوم أو قام باللعب. أكثر من مليونين وأربعمائة ألف شخص مارسوا لعبة ابحث عن بطل البحر منذ إطلاقها في مايو-أيار، ويعد فقدان الطريق في هذه اللعبة من بين الأعراض الأولى لمرض الخرف أو الزهايمر. ويعتقد الباحثون في جامعة كلية لندن أن النتائج قد تساعد في إجراء تجربة عن الخرف. وخلال لعبة ابحث عن بطل البحر يخوض الشخص مغامرة بحرية لإنقاذ الذكريات المفقودة لبحار مسن. هوغو سبييرز، المختص في علاج الأعصاب بجامعة لندن قال: الأشخاص الذين يمارسون اللعبة لديهم قارب صغير عليهم النزول إلى أسفل النهر وإلتقاط بندقية الإغاثة المضيئة ووضعها في نقطة الانطلاق. يجب التمتع بحسّ الاتجاه، ومعرفة من أين نأتي وإلى أين نتجه وقياس الدقة. لذلك فالشخص الجيد هو ذلك الذي يتمكن من الإجابة على الأسئلة الثمانية التي نطرحها. والذي يجد أنّ الأمر صعبا، لن يتمكن من اعطاء إجابات صحيحة، وسيرتكب أخطاء ثمّ نكتشف ماذا يمكن أن يحصل في فترة حياة إنسان ما، وعمره من خلال وظائف استعداداته وهل ستتغير مع تقدمه في السن أم لا. لقد اكتشفنا أنّ الأشخاص الأكثر دقة هم الأشخاص الأصغر سنا. ويبحر اللاعب عبر شاشة الهاتف الذكي بقارب حول جزر صحراوية ومحيطات جليدية. وتسجل اللعبة إحساس اللاعب بالاتجاهات وقدرته على الإبحار بينما يسير في طريقه عبر عدة مستويات مختلفة. ويُطلب من اللاعب في بعض المستويات أن يشق طريقه عبر ممرات مائية ويطلق كرات من اللهب نحو المقر الرئيسي. وتشير بيانات التجربة إلى أن الشعور بالاتجاهات يقل باستمرار بعد المراهقة. هوغو سبييرز أضاف في هذا الشأن: مسألة الإنتقال بين المراحل المختلفة يثبت للأطباء أنهم قادرون مستقبلا على تطوير آداة تشخيصية تسمح لأحد ما بالمشاركة في الاختبار واكتشاف موهبته في تحديد الاتجاهات والحصول على نقطة خلال مشاركته في الاختبار، ومقارنة نتائجه بنتائج اثنين فاصل أربعة مليون شخص ممن قاموا بالتجربة واكتشاف أين فشلوا وهل هم فعلا في الطرف المعاكس من قمة عطائهم وآدائهم؟ وكان اللاعبون الذين تصل أعمارهم إلى تسعة عشر عاما الأكثر دقة في التصويب على المقر الرئيسي بنسبة أربعة وسبعين في المائة، وانخفضت هذه الدقة بمرور السنوات لتصل إلى ستة وأربعين في المائة لدى من هم في الخامسة والسبعين من العمر. وأظهرت الدراسة أيضا أن الرجال لديهم إحساس بالاتجاهات أفضل بقدر قليل من النساء. ويتمثل الهدف من البحث في ابتكار طريقة لاكتشاف الخرف في مراحله المبكرة وهو شيء غير متاح الآن. من النادر أن يكون الشخص غير قادر نهائيا على معرفة الاتجاهات، لكن هذا الأمر أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر. وربما يساعد وجود تاريخ سابق لتراجع قدرة الشخص على معرفة الاتجاهات الأطباء على معرفة المرضى الذين يعانون من الزهايمر. هيلاري إيفانز، الرئيسة التنفيذية لأبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة قالت: قدرة عشرات آلاف الأشخاص بالمشاركة في هذه اللعبة تعني في الواقع أننا بصدد تسريع البحث في مجال المرض، فمسألة القيام بأبحاث في المختبر قد تستغرق مئات السنين للحصول على كمية من البيانات التي نقوم بإستخدامها في هذه اللعبة. أعتقد أنّ الأمر في غاية الأهمية لأنه يتعلق بالأبحاث، لأن في نهاية المطاف البحوث هي الشيء الوحيد الذي يسمح لنا بإيجاد العلاج . خبراء كلية لندن أكدوا أنّ اللعبة لا تشخص المرض وأنّ الملاحة الفضائية ما هي إلاّ جزء بسيط من المعلومات التي يحتاجها الأطباء قبل أيّ تشخيص، ولكنهم يعتبرون أنّ نجاح لعبة ابحث عن بطل البحر معيارا عالميا للملاحة الفضائية البشرية، ومؤشر رئيسي في تطوير وتشخيص مرض الخرف أو الزهايمر. هوغو سبيرز تحدث عن الأعراض بقوله: هذه إحدى الأعراض التي استنتجناها، فالأشخاص المصابون بالزهايمر يميلون إلى القول: لقد ضعنا، لم أكن أعلم أني فقدت الشعور بالاتجاه. لذلك سيكون من المفيد جدا للأطباء إتباع طريقة للتعامل مع قدرات أيّ شخص. الدراسة أظهرت أيضا أنّ الدول الإسكندنافية كفنلندا والسويد والنرويج والدانمارك تتفوق على بقية دول العالم في مجال قدرات الملاحة الفضائية ولعبة ابحث عن بطل البحر والسبب وراء ذلك ليس واضحا حتى الآن.

مشاركة :