التجارب السينمائية الليبية الجديدة تشكو غياب الوجوه النسائية بقلم: خلود الفلاح

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

التجارب السينمائية الليبية الجديدة تشكو غياب الوجوه النسائية تحفل الذاكرة السينمائية الليبية بعدد قليل من الأفلام منها الضوء الأخضر، تاقرفت، الشظية، معزوفة المطر، إلى من يهمه الأمر، أحلام صغيرة، الأجنحة، عندما يقسو القدر، خارطة غريق، العشوائي ولهفة، وفي هذا الاستطلاع تحاول العرب إلقاء نظرة على جهود وطموح صناع أفلام ليبيين يسعون إلى تقديم تجارب سينمائية جديدة من وجهة نظر شبابية. العربخلود الفلاح [نُشرفي2016/12/02، العدد: 10473، ص(16)] لهفة من الأفلام القليلة التي تحضر فيها المرأة قامت مجموعة من الشباب في مدينة بنغازي الليبية مؤخرا بتأسيس مبادرة “بنغازي للصور”، هدفها بناء قاعدة سينمائية تكون انطلاقة لعصر جديد للشاشة الليبية، في ظل ما يعانيه القطاع من تهميش. وفي هذا الخصوص يقول المخرج إبراهيم مرعي سعد “نقص دور السينما في مدينة بنغازي يشكل صعوبة أمام أفلامنا، لذلك يتم التحايل على ذلك بالعرض داخل قاعات غير مجهزة بالمعدات التي يتطلبها العرض السينمائي، وهذا بدوره ينقص من جودة العمل بصريا وتفقد المؤثرات الصوتية تأثيرها على حواس الجمهور”. ويتابع “كل الصعوبات السابقة لن تكون حائلا دون استمرارنا في صناعة الأفلام، فأنا مثلا ترعرعت في المدينة ولم أشاهد عرضا لفيلم ليبي واحد في السينما، صناعة الأفلام تجربة وليدة في ليبيا، ونحن، كصناع أفلام، تقع على عاتقنا مسؤولية الاستمرار في عملنا من أجل صناعة سينما ليبية تكون مرآة للهوية وعادات بلادنا وتقاليدها ومعبرة عن طموحاتنا”. مراد قرقوم: صناعة السينما في ليبيا، تجربة وليدة لا تخلو من عراقيل رغم الطموحات بدوره يقول المخرج مراد قرقوم “فكرة إنتاج وصناعة فيلم ليبي سواء كان وثائقيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا بصفة عامة، هي تجربة لا تزال وليدة وتواجهها العديد من العراقيل، كما أن لها آمالا وطموحات كبيرة معلقة على عاتقها”. وتكمن الصعوبات التي يواجهها صناع الأفلام الشباب، بحسب قرقوم، في كيفية التواصل مع إدارة الإنتاج التي تلعب جزءا مهما في إنتاج عمل احترافي راق وهادف. ويوضح “في ليبيا حلقة الإنتاج الإعلامي غير موجودة أساسا، نتيجة لعدة اعتبارات سياسية وثقافية عايشها الليبيون، أولها العقلية الأمنية في ظل غياب إدارة خدمية والفساد والفوضى، وآخرها إهمال دور المسارح المدرسية والمناشط الثقافية في قدرتها على الرقي بذائقة المجتمع”. من ناحيته يرى السيناريست هاني العبيدي أن المشكلة الأكبر التي تواجهه في عمله، تكمن في عدم توفر أماكن مجهزة للعرض من الأساس، ويضيف “وهي مشكلة كبيرة ولكن حبنا للعمل السينمائي يجعلنا نتخطى هذه المشكلة ونعمل دائما على توفير بدائل لها، أطمح إلى أن أكون في المستوى المطلوب الذي يؤهلني لتمثيل بلادي في أكبر المحافل السينمائية والمساهمة في إصلاح المجتمع، حينها فقط سأشعر بأن لسيناريوهاتي معنى”. والسيناريست هاني العبيدي كتب إلى الآن ثلاثة أعمال حبيسة الورق باستثناء عمل واحد هو “سيت كوم” عرض في رمضان 2014، حيث يقول عنه “للأسف لم ينجح النجاح الذي توقعته، بل إنه لم يصل حتى إلى المستوى المطلوب، بسبب الإمكانيات المحدودة من جهة وانشغالات بعض الممثلين المحترفين من جهة أخرى، مما اضطرني إلى العمل مع بعض الممثلين الذين أفسدوا العمل وجعلوه مادة ركيكة جدا، ولكني مستمر ولن أتوقف”. وعن مشاريعه الجديدة، يقول “أحضر منذ مدة بمعية المخرج إبراهيم مرعي سعد لفيلم ‘الغيبوبة’، الذي سيرى النور قريبا، وهو فيلم سيحدث قفزة نوعية في السينما الليبية، بل أراه سيكون مؤهلا لأن يكون عملا سينمائيا بكل معنى الكلمة”. ورغم تفاؤله لا ينكر العبيدي الصعوبات الكثيرة التي تعيق تطور القطاع، موضحا “أهمها الإمكانيات المحدودة من ناحية الإنتاج والتي تحاصرني جدا أثناء الكتابة، وأيضا قلة الممثلين، خاصة الممثلات النساء”. هاني العبيدي: المشكلة التي تواجهني، تكمن في عدم توفر أماكن مجهزة للعرض ويرى نورالدين عمران عضو هيئة التدريس بقسم المسرح والسينما بجامعة بنغازي أن محاولات الشباب الليبي المتنوعة في إنتاج أفلام قصيرة بتقنيات وأجهزة مختلفة، هي محاولات جادة لتلمس حرفة صناعة الأفلام وهي بالضرورة ستنتج صناع أفلام في المستقبل، كما أنها تمثل روافد مهمة للفن بشكل عام. ويوضح بقوله “الكثير من المخرجين الكبار باتوا ينصحون الشباب باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتاحة للجميع، والتي تمكنهم من تصوير فيلم قصير في كل أسبوع، ثم إدخاله مرحلة المونتاج ومن ثم عرضه على الأصدقاء للتعرف على مواطن القوة والضعف فيه، مما يتيح لهم إعادة المحاولة مرارا حتى يتمكنوا من تقديم تجربة ناضجة تقود صاحبها إلى عالم الاحتراف”. هذه محاولات تندرج ضمن ما يعرف بالتجارب السينمائية الجديدة التي أنتجت مخرجين كبارا أمثال المخرج الأميركي الشهير كونتين ترننتينو، حيث يحاول صناع الأفلام المستقلون في هوليوود إنتاج أعمالهم على نفقتهم الخاصة أو بمساعدة بعض الجهات والأشخاص، بعيدا عن تمويلات شركات الإنتاج المعروفة وما تفرضه من إملاءات، وهو ما يوفر الحرية والحرفية لصناعها بالتراكم الكيفي والنوعي، الأمر الذي جعل محاورينا يبدون تفاؤلا كبيرا بمستقبل السينما الليبية رغم الإكراهات. :: اقرأ أيضاً رواية عراقية عن مدينة خيالية في عالم تتصارع فيه الحكايات الملتقى الدولي للشعر في القاهرة يستبعد الشعراء الجدد رحلات جزائري تكشف أسرارا عن ترييف المدينة نجيب محفوظ مجددا متهما ومطلوبا

مشاركة :