المصمم يوسف الجسمي أصبح أشهر من نار على علم بفضل تصاميمه التي تتميز بالأناقة والغموض والرقي لتبدو المرأة أكثر جاذبية في السهرات والمناسبات. العربفادي بعاج [نُشرفي2016/12/03، العدد: 10474، ص(13)] يوسف الجسمي المبدع الذي ألبس الليدي غاغا الدراعة الخليجية عمان- استطاع أن يطرق بتصاميمه الرائعة الباب العالي لمشاهير هوليوود، وقائمة طويلة من النجمات العربيات، ليكون مصمم الأزياء الخليجي الأول الذي يصل إلى العالمية. يوسف الجسمي أو “جسميكو” كما يطلقون عليه في الغرب، شاب كويتي في العشرينات من عمره فرض بسرعة قياسية تصاميمه المتميّزة على الساحة العالمية بكل ثقة، عُرف بأسلوب تصميمه الخاص لفساتين السهرة، فهو يركّز على إبراز تناسق جسد المرأة وأنوثتها إلى أبعد حد، كما أنه يتميز بابتكار القصات الجريئة واختيار الأقمشة المناسبة لكل تصميم. مع أن فترة عمله في مجال تصميم الأزياء تعتبر قصيرة، إلا أنه أصبح صاحب علامة تجارية معروفة باسم “فيونكا”، وهي ذات طابع مميز تعبر عن أفكاره الجنونية الأنيقة. وتشتهر أعمال يوسف الجسمي بالأناقة والغموض والرقي لتبدو المرأة أكثر جاذبية في السهرات والمناسبات. درس “جسميكو” في كلية التربية الأساسية في تخصص التصميم الداخلي بالكويت. ليبدأ بعدها مشواره في تصميم الأزياء. كان مثال الشاب العصامي الذي صنع نفسه بنفسه، كما تقول عنه والدته مايا، التي كانت أول من اكتشف موهبته. ففي لقاء صحافي سابق معها قالت “عندما كان يوسف في سن السابعة عشرة، اشترى ماكينات وخامات وبدأ العمل، ثم قال لي إنه يريد أن يشارك في المعارض الموجودة في الكويت، والعرض الأول الذي شارك فيه كان بعنوان ‘ضرب’، وهو كان نقطة البداية له”. تقول والدة الجسمي “أشجع ابني على العمل في المجال الذي يحبه، لأن الإنسان يبرع في المجال الذي يستهويه، يوسف أنهى دراسته الجامعية، ولكنه يهوى تصميم الأزياء، وقد برع فيه من دون دراسة وهو دائما يطوّر نفسه بنفسه”. الجسمي يختار الأقمشة الراقية من أشهر المحلات التجارية العالمية، على أن تكون أقمشته من الخامات الهندية والتافتا والشانتون والساتان فاي، وهو لا يحب استخدام الحرير والشيفون، لتبقى أقمشته متميزة بالأسطورية والفخامة وهذا ما يجعل أسلوبه في التصميم فريدا نجمات الخليج بعد نجاحاته المتكررة في تصاميمه على المستوى المحلي الكويتي، أصبحت نجمات الخليج العربي في مجالي الفن والإعلام يتوافدن على “جسميكو” لارتداء تصميماته المتميزة. من أشهرهن كانت الممثلة أمل العوضي والإعلامية حليمة بولند وحصة اللوغاني والمغنية هند والمطربة بلقيس. كلهن معروفات باختيارهن لأجمل الإطلالات عند حضورهن، سواء كنّ على الشاشة أو على المسارح الغنائية، وبالتأكيد كذلك على السجادة الحمراء للمهرجانات العربية. اتسعت شهرة يوسف الجسمي خارج نطاق الخليج العربي، عندما شارك في أسابيع الموضة ببيروت، المدينة التي يراها بمثابة العاصمة العربية للموضة، انبهرت بتصاميمه مغنيات لبنان الشهيرات، وعلى رأسهن الفنانة نوال الزغبي التي تسعى دوما لاختيار فساتينها من أشهر مصممي الأزياء العالميين، وميريام فارس التي تعتمد عليه كثيرا في حضورها الفني والإعلامي. كما زينت تصاميم “جسميكو” العديد من إطلالات الفنانات العربيات، مثل إطلالة كارمن سليمان وديانا كرزون وفيفيان مراد، بالإضافة إلى إطلالة النجمة نوال الكويتية بفستانها الأخضر المرصّع بالمجوهرات في حفل مهرجان هلا فبراير الأخير، كما قدم الشاب الكويتي تصاميم أكثر نعومة كالفستان الأبيض، الذي اختارته نوال، والتصميم المورّد الناعم الذي تألّقت به المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب. همزة وصل بين ثقافتين المطربة شيرين تألقت بتصاميم "جسميكو" يطبع تصاميم يوسف الجسمي الذوق الرفيع والأفكار المميزة. فكثيراً ما يدخل فيها أفكارا جديدة ومبتكرة خاصة به، إضافة إلى كونه لا ينفّذها من خلال الرّسم بل مباشرة على المكان. هناك فارق شاسع بين الثقافة الغربية والثقافة الشرقية في الموضة والأزياء، والجسمي كان من بين المصممين العرب الذين استطاعوا تحقيق معادلة همزة الوصل بين الثقافتين. فهو يوظف الثقافة الشرقية عن طريق القصات الغربية، من خلال استخدام أسلوب العباءة وتنفيذها بطريقة غربية عن طريق الخياطة والمواد المستخدمة. الجسمي يختار الأقمشة الراقية من أشهر المحلات التجارية العالمية، على أن تكون أقمشته من الخامات الهندية والتافتا والشانتون والساتان فاي، وهو لا يحب استخدام الحرير والشيفون، لتبقى أقمشته متميزة بالأسطورية والفخامة وهذا ما يجعل أسلوبه في التصميم فريداً. تتنوع تصاميمه وتختلف كل مرة. فهو لا يعتمد فقط على أزياء السهرات والمناسبات الخاصة. بل يصمم الألبسة “الكاجوال” والقمصان، إضافة إلى أزياء السهرة والإكسسوارات بمختلف أنواعها. إضافة إلى الأحذية والأحزمة، كما أنه يراعي كافة الأذواق والأحجام، فهو مثلما يصمم للمرأة الرشيقة، يهتم أيضا بالمرأة البدينة حيث يعتمد في تصاميمه على الأحزمة العريضة للمرأة النحيفة، بينما يراعي أن يصمم أحزمة رفيعة ويضعها تحت الصدر مباشرة لتناسب المرأة البدينة وتظهرها بكامل أناقتها. لوبيز وهيلتون أصبح “جسميكو” أشهر من نار على علم هذه الأيام، فكيف لا وهو أول من ألبس المغنية العالمية والمثيرة للجدل الليدي غاغا الدرّاعة الخليجية بطريقة عصرية وجديدة، وهي من الفنانات اللواتي بادرن بالاتصال بالمصمم الكويتي بعد مشاهدة أعماله عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، طالبة منه العديد من التصاميم، وهذا ما حصل بالفعل، حيث قدم لها ثلاثة فساتين أشهرها كان زياّ أطلت به في البرنامج التلفزيوني الشهير “جيمي فالون”. المغنية الأميركية ذات الأصول اللاتينية جي لو أيضا طلبت من يوسف الجسمي تصميم مجموعة قطع اختارت واحدة من بينها، لترتديها في إحدى حفلاتها الجماهيرية في أحد مسارح مدينة نيويورك، علق الجسمي على ذلك قائلا “البذخ في الشكل الذي يتناسب مع أجواء المسرح، هو أكثر ما لفت جي لو في تصاميمي”. لم يكتم الجسمي اسم النجمة التي يتمنى أن يصمم لها، إنها نجمة البوب العالمية مادونا، حيث يرى فيها المثال الأعلى في الغناء، والاسم الذي يتسابق للوصول إليه أغلب المصممين العالميين، كما يأمل أيضا أن تلبس المغنية الأميركية السمراء بيونسيه من تصاميمه. الليدي غاغا من الفنانات اللواتي بادرن بالاتصال بالمصمم الكويتي لفتت فساتين الجسمي أنظار العديد من النجمات العالميات، فارتدت نجمة البرامج الواقعية باريس هيلتون من تصاميمه، وأيضا المغنية ماريا كاري، بالإضافة إلى بريتني سبيرز، والممثلة المخضرمة شارون ستون و جينيفر لوبيز، وتايلور سويفت وعارضة الأزياء الإيرانية الشهيرة ماهلاغا جابري، من دون أن ننسى كلوي كارداشيان والأخوات جينر، اللاتي اخترن تصاميم “جسميكو” لحفل عيد ميلاد والدتهن. الأسود يليق بالمرأة الجسمي يرفض التعامل مع غير نجمات الصف الأول، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمشاهير هوليوود، وهذا ما يفسر لنا عدم تعاونه مع نجمات التمثيل التلفزيوني، ولكن يوسف يؤكد أنه يعتبر النجومية كمعيار له بالقول “لا مشكلة عندي في التعامل مع نجمات الصف الأول في عالم التمثيل، وكما أن هناك نجمات يطلبنني بالاسم، فأنا أيضا أختار النجمات اللاتي أرغب في التعامل معهن بالاسم أيضا”. كما صرح الجسمي أن هناك قائمة من الأسماء العالمية الكبيرة على جدول أعماله خلال الفترة المقبلة، وقال “الآتي أفضل من الذي مضى وما قدّمتُه حتى الآن خطوة واحدة لا أكثر”. الأسود برأي الجسمي هو لون السحر والأناقة يمنح المرأة جاذبية لا تقاوم. كما أنه يخفي عيوب الجسم في معظم الأوقات، ولا يعرف الكثير من المصممين السرّ في هذا اللون، لكنهم لا يتخلون عنه في أزيائهم دوما، ويختار يوسف اللون الأسود بلمسات متعددة وأفكار مختلفة في تصميم فساتين السهرة، كما يستخدم الشال الطويل ليكون لمسته الرقيقة في العديد من الموديلات، إلى جانب “الجمبسوت” الذي لايزال رائجا معه حتى الآن، كيف ولا وهو يعتبر من البارعين في تصميم هذا الرداء العصري، الذي يجمع بين الفستان والبنطلون. نجمة البرامج الواقعية باريس هيلتون ارتدت من تصاميم الجسمي الشيفون، الحرير، الجبير، التل، الكريب أقمشة ناعمة يحرص “جسميكو” على تطويعها لتعبّر عن أفكاره بوضوح مع بعض التطريزات البراقة في أغلب عروضه، وخصوصا تلك العروض الناجحة في مدينة دبي بأسبوعها السنوي المخصص للأزياء “فاشون فورورد”، مع أن مشاركته الأولى لم تحصد التهليل ولم تثر الإعجاب، فقد جاءت متواضعة بعض الشيء مقارنة بغيره من المصممين المحليين والعالميين، الذين يقدّرون صناعة الموضة بجدية في مدينة دبي التي لا تقبل أنصاف الحلول. ولكن في الموسم الثاني تدارك الجسمي الأمر وأطلق مجموعة مميزة لتصاميم “الهوت كوتور” صاغها بحرفية عالية، وكان محورها اللون الأسود بإيحاءات مستوحاة من حقبة عشرينات القرن الماضي وثلاثيناته، وضعته على المسار الصحيح بنجاح ساحق، رغم تشكيك الكثير من النقاد والخبراء في قدرته على حمل مثل هذا العبء الذي لا يقدر عليه سوى المخضرمين. “جسميكو” انتصر على المنصّة، ولكنه خسر اهتمام الصحافيين والنقاد الذين انتظروا وصوله أكثر من 40 دقيقة رافضاً بعدها إجراء حوارات أو مداخلته المطلوبة بعد العرض، وهو تقليد متبع في مهرجان “فاشون فورورد” منذ موسمه الأول، واكتفى بالتقاط صور السلفي مع العارضات والمعجبين والحضور. من الجميل أن يكون مثالك الأعلى في عملك وموهبتك، من يشبه بيئتك وظروف حياتك، ويشبه أيضا ثقافتك، وهذا ينطبق على الجسمي الذي يرى في المصممين العالميين إيلي صعب وزهير مراد مثالاً أعلى يحتذى به بالنسبة إليه، لكنه أضاف “لا أنظر إلى هذين الاسمين كمنافسين. فأنا لا أنافس إلا نفسي”. :: اقرأ أيضاً الجنرال جيمس ماتيس وجه السياسة الأميركية الجديد كيو حقيبة تسافر بحضارتنا إلى الغد لتحط في مطارات المجهول
مشاركة :