أمينة دسمال سينمائية إماراتية تقتحم سوق الإنتاج العالمي بقلم: فادي بعاج

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دسمال ترى أن فكرة الإنتاج محليا وعربيا مازالت مرتبكة وتحتاج إلى خبرات أكثر وتحفيز لتحقيق تطور ملموس في صناعة الأفلام بالمنطقة الخليجية والعربية. العربفادي بعاج [نُشرفي2016/12/10، العدد: 10481، ص(14)] مهرجانات الفن السابع في الإمارات تحول الفرجة إلى صناعة عمان - الكثير من محبي الفن السابع، يهتمون بقراءة أسماء كلّ من المخرج والمؤلف وعدد من الممثلين عندما يعجبهم فيلم ما، ولكنهم لا يكترثون بذلك الجندي المجهول والعقل المدبر الذي لولاه لما كان الجمهور رأى الفيلم السينمائي، هو المنتج السينمائي الملاحق لكل تفاصيل العمل منذ ولادة الفكرة حتى تسليمه لشركات التوزيع، والذي كثيرا ما تكون له يد في ابتكار طريقة التسويق والانتشار الكبير للشريط. في العالم العربي يوجد عدد كبير من المنتجين السينمائيين الناجحين الذين قدموا أفلاماً عربية غاية في الأهمية. ولكن هناك ندرة في وجود منتج عربي يعمل في السينما العالمية، أمينة دسمال المنتجة السينمائية الإماراتية من بين هؤلاء النادرين العاملين في الغرب. استطاعت أن تضع اسمها في المقدمة، وتمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة بين أفلام المهرجانات وأفلام السوق التجاري. تؤمن دسمال بأن المنتج الجيد يجب أن يكون على دراية كاملة بكل فنون الصناعة وعناصرها، ولذلك قامت بدراسة الإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو، وتقول “منذ قراءة النص يمكن للمنتج الواعي أن يدرك أهميته، ويعرف مدى النجاح الذي من الممكن أن يحققه، وتحديد نوعية المخرج الذي يمكن أن ينفذه، ومن ثمَّ تخيّل التسويق الجيد له”. وليس بعيداً أن تدخل دسمال مضمار الإخراج السينمائي، لكنها ما تزال ترى أن الوقت الحالي ليس مناسبا لذلك، لأن قصصها الخاصة تحتاج إلى وقت وخبرة طويلة لتقديمها كمخرجة، كما أنها تبحث دوماً عن الأفضل لتستطيع المنافسة به. المنتجة الإماراتية تفكر في الفيلم السينمائي من زاوية إدارة العمل، بداية من عمليات الدعم، مرورا بأسلوب التسويق وصولا إلى الحصول على الإيرادات التي تغطي كلفته وتحقق أرباحا تدفع إلى مواصلة العمل الإنتاجي. أسست دسمال بالشراكة مع السينمائي المعروف روبن فوكس عام 2005 شركة “ألكوف إنترتينمنت” للإنتاج السينمائي، وأصبحت من أهم شركات الإنتاج السينمائي في أوروبا، خاصة مع إنتاج متنوع حاز معظمه على جوائز من مهرجانات سينمائية رئيسية حول العالم. تتطلع دسمال وشركتها إلى السوق العربي، ولذلك تقول في أحد لقاءاتها الصحافية إن “عرض أفلام شركة ‘ألكوف’ ضمن المهرجانات العربية، يعدّ خطوة أخرى لما تعمل عليه الشركة منذ سنوات في الإمارات و العالم العربي”. وتضيف “منذ تأسيس الشركة ونحن نعمل على تطوير مشاريع سينمائية إماراتية وعربية، لنبدأ العمل بها بمجرد استكمال الهيكل القوي للشركة وعلاقاتها حول العالم، بما سيوفر قاعدة إنتاجية وتوزيعية قوية لأيّ فيلم عربي وإماراتي ستنتجه شركة ‘ألكوف’ في المستقبل القريب”. معايير المهرجانات والجماهيرية في جعبة دسمال عدد من الأفلام الناجحة التي غطت مختلف الأنواع على الصعيد العالمي، كان أولها عام 2007 فيلم “كوشوشي” الفائز بجائزة ديسكفري في مهرجان تورونتو السينمائي، وقد فاز أيضاً بمجموع عشر جوائز تقريبا في مهرجانات عالمية، مثل الجائزة الكبرى في مهرجان فيلم تولوز، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان فيلم ميامي. كانت دسمال هي المنتجة المنفذة لذلك الفيلم الذي يصنف نوعه بأفلام المهرجانات، وكان بمثابة الخطوة الثابتة للمنتجة إلى الولوج في عالم صناعة السينما العالمية. الصور المتحركة على الشاشة تشكل لغة عالمية، كما تؤمن دسمال. وهذا ما تحاول فعله من خلال فرعي شركتها "ألكوف إنترتينمنت" في بريطانيا والإمارات. حيث قررت تقديم يد العون للمواهب الشابة في المنطقة، وطرح أفكار جديدة يمكن للعالم من خلالها التعرف إلى الشرق فيلم “المتصل” الذي أنتجته دسمال، يعد العمل السينمائي الأول لها الذي حصد النجاح الجماهيري الكبير. فهو ينتمي لنوعية الإثارة والتشويق، وتقوم ببطولته النجمة كندية الأصل راشيل لفيفر التي بدأت حياتها الفنية بفيلم بعنوان “ستار دوم” عام 2000، ثم انتقلت للعمل بعد ذلك في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. تدور أحداث فيلم “المتصل” حول سيدة مطلقة تدعى “ماري كي” تعيش بمفردها في وحدة شديدة، لكن هذه الوحدة يتم قطعها بشيء مخيف للغاية، عن طريق اتصالات هاتفية من سيدة غامضة تتصل بها بشكل مكثف، وتدّعي أنها آتية من الماضي، في البداية تظن ماري أن هذه دعابة سمجة وقاسية، لذا تبدأ في تجاهل هذه الاتصالات، لكن المرأة الغامضة لا تحب من يتجاهلها، لذا تحاول الانتقام بوحشية وأكثر الطرق غرابة. “المتصل” هو ثاني الأفلام السينمائية الروائية للمخرج ماثيو بارخيل، الذي بدأ عمله السينمائي عام 2003، وتم اختيار الفيلم لمهرجان ساندانس السينمائي، وهو واحد من أكبر مهرجانات السينما المستقلة في الولايات المتحدة الأميركية، وحاز على جائزة الجمهور في مهرجان دوفيل السينمائي، وقد تم تصويره في العديد من المواقع في بورتوريكو وفي الأنتيل شرقي جمهورية الدومنيكان. السينما بالنسبة إلى دسمال هي أهم اللغات التي تصل الغرب بالشرق. والصور المتحركة على الشاشة تشكل لغة عالمية، وهذا ما تحاول فعله من خلال فرعي شركتها “ألكوف إنترتينمنت” في بريطانيا والإمارات. حيث قررت منذ مدة تقديم يد العون للمواهب الشابة في المنطقة، وطرح أفكار جديدة يمكن للعالم من خلالها التعرف إلى الشرق، الذي مازال الكثيرون في العالم حسب رأيها لا يعرفونه حق المعرفة ويستقون المعلومات عنه من الجرائد ومواقع الإنترنت . ترى دسمال أن فكرة الإنتاج محليا وعربيا، مازالت مرتبكة وفيها لغط كثير، وتحتاج إلى تجارب وخبرات أكثر، وتحفيز لتحقيق تطور ملموس في صناعة الأفلام بالمنطقة الخليجية والعربية. تقول بجرأة عن هذا “تمويل أفلامي يعتمد على مستثمرين من الخارج وبعض الحكومات، مثل تجربتي مع الحكومة المكسيكية وبورتوريكو، وصناديق لدعم الأفلام في بريطانيا، وكانت لي تجارب سابقة في جلب تمويل للأفلام من بعض الجهات والمؤسسات في الإمارات ولكنها لم تكتمل، لأنه ليس شرطا في الدعم التصوير داخل البلد الذي يقوم بالتمويل، ومن ثم لا بد أن يكون للحكومات توجهات واستراتيجيات للوصول إلى صيغ تناسب تمويل الأفلام بها”. فيلم دسمال "المزدوج" من بطولة جيسي آيزنبرغ ومايا واسيكوسكا وإخراج المبدع ريتشارد آيودي. مقتبس عن قصة للكاتب الروسي ديستويفيسكي أنتجت دسمال أفلاما في أميركا وبريطانيا وبورتوريكو، وفازت بثماني جوائز عالمية، وتلقت 21 ترشيحاً لمهرجانات سينمائية كبرى، منها مهرجانات البندقية وتورنتو ونيويورك ولندن وغيرها، تقول عن أعمالها “أفلامي تظل مهمة لديّ، ولا أندم على تلك الأعمال، ولكنني لا أكرر التجارب السيئة منها مرتين، وأول فيلم لي لم يحقق نجاحا في الإيرادات لكني غطيت كلفته”. نجاحات أمينة دسمال في السينما الغربية تتلقى أصداءها في الوطن العربي على المستوى الشخصي، ففي عام 2009 تم اختيارها كأفضل سيدة أعمال من دولة الإمارات العربية المتحدة تحت عمر الثلاثين من قبل مجلة “أرابيان بزنس”، التي عادت واختارتها عام 2011 ضمن قائمة أقوى 100 امرأة في مؤسسات الأعمال العربية، واحتلت المركز 27، فضلا عن اختيارها كواحدة من 50 سيدة أعمال هن الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط في 2008 من قبل مجلة فوربس. فيلم “المزدوج” هو أحدث إنتاجات دسمال. وهو من بطولة جيسي آيزنبرغ ومايا واسيكوسكا، وإخراج المبدع ريتشارد آيودي. الفيلم مقتبس عن قصة قصيرة تحمل نفس الاسم للكاتب الروسي الشهير فيودور ديستيوفيسكي، وقد قام بتحويل القصة إلى نص سينمائي الكاتب آفي كورين بالاشتراك مع مخرج الفيلم آيودي. يقدم الفيلم شخصية سايمون الذي يتعرض للتجاهل ممن حوله ويثير جنونه ظهور زميل عمل يشبهه تماما، لكنه يحمل صفات نفسية معاكسة ومليئة بالطموح والثقة بالنفس. شارك فيلم “المزدوج” في يناير 2014 في فعاليات مهرجان ساندانس السينمائي، وعُرض الفيلم ضمن قسم “بقعة ضوء” الذي يعتني بتكريم أفضل الأعمال السينمائية من كل أنحاء العالم. نجاح في أبوظبي لجنة تحكيم مهرجان أبوظبي السينمائي كانت قد أعلنت عن فوز الممثل جيسي آيزنبرغ بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “المزودج”، وذلك ضمن مسابقة آفاق جديدة التي ضمتها الدورة السابعة للمهرجان. وجاء كل ذلك بعد مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية ضمن مهرجان طوكيو السينمائي الدولي، والدورة الـ57 من مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد السينما البريطاني. تقول دسمال عن النجاح الكاسح الذي حققه الفيلم في كل دول العالم إن “المزدوج هو أهم الأفلام التي أنتجتها طوال مشواري الفني. عموما لا أشعر بالرضا التام عمّا قدمته، فأنا أستمر في التعلم أكثر مع كل إنتاج أقدمه من عام إلى آخر، وأنا سعيدة بما حققه الفيلم من إيرادات جيدة بعد حصوله على العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية المختلفة”. منذ بداية عمل دسمال في مجال الصناعة السينمائية اهتمت بإنتاج الأفلام ذات الطابع العالمي دبي تحتضن المخرجين مهرجان دبي السينمائي الذي تقام دورته الثالثة عشرة حاليا، تقول دسمال إنه أصبح من المهرجانات التي تكتسب خبرة وشعبية عاماً تلو الآخر في عالم السينما، ويقدم الدعم للكثير من صناع السينما، خصوصا الشباب الذين عليهم تطوير الصناعة السينمائية في المنطقة، وهي حريصة على الحضور كل عام لتكون قريبة من أفكار ومواهب الشباب العربي في كل التخصصات، لا سيما الإخراج والسيناريو والتصوير. وتصف جهد دبي في تحقيق صناعة سينمائية ناشئة بالقول إن “هناك محاولات جادة في مدينة دبي عبر مهرجانها السينمائي، لاحتواء المخرجين الشباب، سواء بدعم السيناريوهات وتمويل الأفلام، أو بتقديم الخبرة السينمائية لهم عبر الورش والدورات الفنية المتخصصة التي يقوم عليها مختصون لهم أسماؤهم المعروفة، كما أن هناك حالياً بنية تحتية إنتاجية بدأت في الظهور، وصناديق دعم سينمائية توفر التمويل لبعض الأعمال، وليست كل التجارب تستحق الإنتاج”. منذ بداية عمل دسمال في مجال الصناعة السينمائية اهتمت بإنتاج الأفلام ذات الطابع العالمي، لكنها في الفترة الأخيرة ومن خلال مكتبها في الإمارات، قررت الدخول في مشاريع عربية، وهي تبحث حالياً عن كتّاب عرب قادرين على تقديم أفكار تصلح لتسويقها في كل أنحاء العالم، وهي نقطة بالغة الأهمية بالنسبة إليها. فكونها عملت لمدة طويلة على أفلام عالمية، أصبحت تسعى دوماً إلى الأفضل والمنافسة، وهي تقول بصراحة إنها ليست على استعداد لأن تنتج فيلماً إماراتياً لا يمكن تسويقه عالمياً، وتكتفي فقط بعرضه في المهرجانات، وتضيف “لكي نتطور ونعاود التجربة لمرّات عديدة، يجب أن نقف على عناصر متكاملة لعمل جيد وكبير، وهذا ما أبحث عنه حالياً”. دسمال معجبة بعدد من المخرجين الإماراتيين منهم نائلة الخاجة وعلي مصطفى ونواف الجناحي، الذين تعتبرهم الأكثر نشاطاً وقاموا بمشاريع تستحق المشاهدة والمتابعة، وتتوقع أنه مازال هناك الكثير من المواهب التي ستكتشف في القريب العاجل، لأن الإمارات مازالت في بداية الطريق السينمائي، وظهور المواهب وتطويرها أهم سمات الفترة الراهنة. :: اقرأ أيضاً مانويل فالس القائد يجب أن يعرف كيف يقود ولهذا أنا هنا خالد علي غيفارا المصري الذي يحارب من أجل تيران وصنافير

مشاركة :