لماذا رسب التجمع السلفي؟! - مقالات

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دار حوار شفاف بيني وبين أحد قيادات التجمع الإسلامي السلفي حول ما جرى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة فسألته: يقولون إن التجمع الذي مُني بهزيمة ساحقة في الانتخابات كانت بسبب تمزقه وتشتت أصواته! نعترف بأن هنالك أخطاء كثيرة قد حدثت وتسببت في تلك النتيجة ونحن بصدد دراسة تلك الأخطاء لأجل تصحيح المسار وتدارك ما فات بإذن الله. وما هي تلك الاخطاء؟ اندفع الكثير من السلفيين الى ترشيح أنفسهم دون الرجوع إلى قيادة التجمع ودون التنسيق مع المرشحين الآخرين، وهو ما شتت أصوات القاعدة الانتخابية ووزعها على عدة مرشحين! لقد كان ذلك الفعل مقبولاً في السابق عندما كان نظام الأصوات الأربعة، ولكن في ظل نظام الصوت الواحد فقد كان ذلك التشتيت كفيلاً بإسقاط أفضل المرشحين حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقوا هزيمة نكراء عندما اختلفوا في غزوة أحد واندفعوا نحو جمع الغنائم لذلك نبههم القرآن الكريم بقوله «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». ولكن البعض يعزو تلك النتائج إلى تصدر كبار السن دفة التجمع ومنعهم الشباب من الترشح وأخذ دورهم! هذا الكلام عار عن الصحة، فالتجمع السلفي لا تتجاوز أعمار أكبر قياداته الستينات ويتولى أعداد كبيرة من الشباب إدارة شؤونه في جميع المناطق، ولا تنسى بأن هذا العمل تطوعي 100 في المئة ولا يأخذ العاملون عليه فلساً واحداً بل هو على حساب مشاغلهم الحياتية وحاجات أهاليهم! ولقد سلك التجمع منذ زمن طويل نظام توزيع الجهود والمسؤوليات على شباب التجمع في الدوائر الانتخابية المختلفة حتى في ما يتعلق باختيار مرشحيهم من كل دائرة انتخابية! ولا ننسى بأن كثيراً من التجمعات المنافسة في الكويت لديها قيادات جاوزت الثمانينات من العمر ولم نسمع عن دعوات للتخلص منها! ولكن يقال بأن التجمع يزج بقيادات قد أثبتت فشلها ولفظها الناس فلماذا الإصرار على إعادة ترشيحها وعدم الدفع بمرشحين جدد؟! نعترف بأن الوقت قد دهمنا ولم نتمكن من تجهيز قيادات جديدة بالرغم من تحركنا لإنجاز هذه المهمة قبل أكثر من عامين، ولكن الحديث عن أن القيادات التي خاضت الانتخابات كانت فاشلة وغير مرغوب بها شعبياً هو كلام فارغ، ولو أردت لعددت لك إنجازاتها على مستوى التشريع النيابي والقوانين! ولكن لا تنسى بأن حرباً شعواء قد تم شنها عليهم من خصومهم، ومحاولات لتشويه صورتهم في حملة منظمة، ويكفي أن تعرف بأن إحدى الجهات المحايدة قد نشرت تقريراً عن (13) ألف تغريدة ثم نشرها خلال فترة الانتخابات ضد أحد مرشحي التجمع ومحاولات لطمس جميع إنجازاته وتصويره بأنه عدو للطبقة الكادحة وللشعب الكويتي! إن سقوط هؤلاء المرشحين هو وسام على صدورهم وعلى صدر التجمع! -ولكن هل يبرر ذلك تلك الهزيمة؟! -لا تنسَ بأن أحد مرشحي التجمع الثلاثة قد حصل على المركز الحادي عشر في دائرته وحصل الآخر على المركز الثالث عشر، وذلك في ظل الانقسام الكبير في الدوائر وكثرة المرشحين والغضب الذي أصاب الناخبين من مجلس 2013 ورغبتهم في تغيير جميع نوابه، وقد شاهدنا ذلك بوضوح في رسوب عدد كبير من النواب السابقين ودخول فئة الشباب! يقولون بأن السبب هو وقوف التجمع وراء الحكومة وطاعتها في كل ما أمرت به ونسيان مطالب الشعب! هذا الكلام غير صحيح، فالتجمع انما وقف وراء مبادئه الثابتة التي اعلنها في جميع مؤلفاته ومواقفه وبياناته، وقد فقد التجمع بعض اهم قياداته بسبب عدم انسجامهم مع تلك المبادئ وانسحابهم من التجمع! نحن لا نفهم العمل السياسي الا امتدادا لمبادئ ديننا الحنيف. لقد كنا نشعر بأن بلدنا كان يوشك على الانجراف وراء الشعارات الزائفة التي افرزها ما يسمى بالربيع العربي، وكان واجبنا التصدي لذلك الاندفاع المحموم ونصح الجميع حتى لو اتهمنا البعض بأننا حكوميون او مهادنون! إذاً هل هنالك أمل في تجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ التجمع؟! الأمل بالله كبير وهذه ليست نهاية الأمر بإذن الله، فتجمعنا قد حقق النجاحات المتتالية خلال 35 عاماً (منذ انتخابات 1981) ولله الحمد، وكان لنا ممثلون في المجلس والحكومة وصل عددهم 6 نواب في بعض المجالس ولن يؤثر في مسيرته تلك الانتكاسة، وسيعود من جديد بإذن الله، بل إن كثيراً من القوانين والقوانين الإسلامية قد تمت على أيدي نوابه سابقاً، والشعب الكويتي لا ينسى من حقق طموحاته وساهم في نهضته التشريعية وكان مثالاً للنزاهة والاستقامة. رجل يبحث له عن دور! أول انشقاق حدث في التجمع الإسلامي السلفي كان في التسعينات بسبب الأخ جاسم العون الذي تولى الحقيبة الوزارية آنذاك، واشتكى كثير من الشباب السلفي في دائرته (كيفان) من بعض تصرفاته التي لا تتوافق مع مبادئ التجمع الإسلامية! وللإسف فإن العون الذي وصل على ظهور السلفيين مرات عدة إلى المجلس ثم إلى الحكومة (مع قلة مؤهلاته) والذي أفل نجمه اليوم، لا يترك فرصة إلا ويطعن بإخوانه في التجمع في كل مناسبة، وآخرها اتهامهم بأنهم ديناصورات ويجب إبعادهم! لاشك أن هذه اللغة «البذيئة» في وصف إخوانه في التجمع لا تدل على إخلاص في النصح ولكنها لغة التشفي والانتقام، وربما الطمع في إيجاد دور جديد له!

مشاركة :