نستطيع أن «نصفف الكلام»... ونرسم الآمال على رمال الشاطئ... ونلون الكذب بشعارات لا يمكن أن تكشفها تكنولوجيا الكشف عن الكذب المتطورة.هذه قدرات الإنسان التي فاقت التوقعات سياسيا واجتماعيا وعلمياً، لكن في المقابل نتذكر قول المولى عز شأنه «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا». والحديث الشريف الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام «آية المنافق ثلاث٬ إذا حدث كذب٬ وإذا وعد أخلف٬ وإذا اؤتمن خان».فبالله عليك... أستحلفك بالله: لو راجعت أداء النواب في مجلس أمة 2013 و2016... ماذا تستنتج؟مع كل حملة انتخابية تحتشد الجماهير الغفيرة في المقار الانتخابية لبعض النواب وتشعر حينها بأن الفتح قريب وإن كل قضايا الأمة ستجد الحل لا محالة.خذ عندك مجلس 2016: ماذا تستطيع القول لو طلب منك تقييم عادل للأداء؟ملفات الجناسي٬ الصحة٬ التعليم بشقيه٬ ارتفاع سعر البنزين والكهرباء٬ هيئة الإعاقة٬ البدون٬ الإيداعات المليونية٬ الرياضة... هذه الملفات تصدرت البرامج الانتخابية: فماذا أنجز منها؟استشهدت في مقال سابق بإشارة للنائب عمر الطبطبائي وكيف أنه مستاء ويشعر بخيبة أمل حيث كل نائبين لهما أجندة خاصة على حد قوله... فإذا الأولويات لم يتفق عليها والملفات ما زالت مفتوحة: فماذا عسانا أن نقول؟فعندما تكتشف أن صوت المعارضة المتنكرة تحول إلى موالاة/حكومي الأداء فهذا بحد ذاته بحاجة إلى مراجعة!أعلم إنني سأواجه بهجوم لكن تبقى الأدلة والمؤشرات ثابتة عبرتقييم الأداء وليس بواسطة أحاديث ليل يمحوها النهار.واعلم انه لك الحق أن تتفق معي ولك مطلق الحرية في الاعتراض والبينة على من ادعى.كمواطن محايد أبحث عن من يبرهن بنود برنامجه الانتخابي في مكتسبات تعود لأصحابها وغير هذا المنتج فهو غير مطابق للمواصفات الأخلاقية التي على أساسها رشحنا وأوصلنا نواب مجلس 2016.لذلك٬ فالنواب بين المعارضة والموالاة يشرحه العنوان «معارضة متنكرة»، وهو سمة المرحلة الحالية التي تحتاج من الجميع عدم خلط الأوراق لأن المشاهدات واضحة لكل من له عقل يستطيع من خلاله فهم المعادلة على أرض الواقع.إذاً٬ إن قلنا إن مجلس 2016 قريب من مجلس 2013 جدلا: فما هو الحل في نظركم؟وإن كان البعض قد أبلى بلاء حسناً نرى أن الظروف والمعطيات قد تكون عائقا في إيصال صوته المنادي بالإصلاح المنشود!وعليه٬ فإن الإصلاح الذي تدعيه الحكومة يجب أن يكون على أرض الواقع ملموساً والإصلاح الذي تنادي به المعارضة المتنكرة يحتاج إلى أن تبرهن بالأدلة بعد أشهر من عمر المجلس الذي لم نلتمس منه سوى التأجيل تلو التأجيل و«كأنك يا بو زيد ما غزيت»!ختام القول:٬ عطونا الحل أو أعلنوها صراحة إنكم حكوميون/موالون، وسنبحث عندئذ عن البدائل إن كان هناك بدائل... الله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :