حكاية قبل النوم تعزز قيم النشء ومبادئهم

  • 12/9/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القصص الواقعية تزرع داخل الأطفال سلوكيات معينة نظرا لأنها لا تعتمد فقط على الإثارة بل تتضمن مجموعة من المقومات والضوابط الهادفة. العرب [نُشرفي2016/12/09، العدد: 10480، ص(21)] القصص صاحبة الأحداث المثيرة تنمي لدى الطفل قدراته العقلية القاهرة - تعتبر الحكايات التي يرويها الآباء والأمهات لأبنائهم قبل الذهاب للنوم من أكثر المؤثرات في قيمهم ومبادئهم وأخلاقياتهم، خاصة وأنهم يستقبلونها في سن صغيرة ويأخذون منها غالبية معلوماتهم وثقافتهم. فحكاية قبل النوم تعزز المبادئ والقيم لدى النشء، وذلك مع توافر مجموعة من المقومات والضوابط بها، أبرزها أن تكون هادفة ذات أحداث واقعية لا يتخللها شيء من الخيال، بالرغم من حب الأطفال للقصص الخيالية، ولكنها تبدو غير مفيدة للطفل. على خلاف ذلك، تزرع القصص الواقعية داخل الأطفال سلوكيات معينة، نظرا لأنها لا تعتمد فقط على الإثارة، بل تدفعهم أيضا إلى تبني ما تضمنته من قيم وأخلاقيات، كما يجب أن تكون قصيرة حتى لا يصاب الطفل بالملل، ويستطيع أن يستخلص منها دروسا مستفادة، وكذلك تسهم القصص في تنمية ذكاء الطفل وقدراته العقلية، وحبه للقراءة والفكر والمعرفة. ويقول الدكتور حسن شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس “بالرغم من الفوائد المتعددة لقصة ما قبل النوم، إلا أن الوالدين بدآ اعتمادهما على التكنولوجيا الحديثة بشكل شبه كامل على أساس أنها تقوم بنفس الدور الذي تلعبه قصص الأطفال في زرع القيم والمبادئ، ولكن في الحقيقة تسير القصص بالطفل في الاتجاه الإيجابي، حيث تعزز لديه قدراته المختلفة". كما تنمي القصص صاحبة الأحداث المثيرة لدى الطفل قدراته العقلية، حيث أن رواية الأم لحكاية ما قبل النوم لطفلها تبعا لأحداثها المتوالية، وليس اعتمادا على فهمها هي، تساعد الطفل على تنظيم الأفكار والدروس التي قام باستخلاصها من القصة، ومن ثم يستطيع تذكرها وفقا لمجرياتها داخل الحكاية، مما يكون مؤشرا على تنمية المهارات العقلية لديه، بالإضافة إلى أنها تمده بأدوات التطور في حياته مستقبلا. ويشير شحاتة إلى إسهام حكاية ما قبل النوم في تعليم الطفل صفة الشجاعة، ولكن هذا يتطلب سرد نوعية معينة من القصص عليه، مثل قصص السلف الصالح أو غزوات الرسول الكريم، لما بها من عظات كثيرة يستطيع الطفل من خلالها انتهاج الشجاعة، إلى جانب إبراز الأم لصفة الشجاعة، وتوضيح دورها في التأثير على حياة الآخرين، كما يجب التركيز على كونها أساس مستقبل سليم مبهر. وفي المقابل، يجب البعد عن نوعية القصص التي تؤصل للصفات المضادة مثل الخوف، وهذا تعززه القصص الخيالية التي تعتمد على الخرافات القديمة، كما أنها تضعه في حالة من القلق والتوتر خاصة خلال أوقات النوم. أما الدكتور حاتم زاهر، استشاري طب نفس الأطفال، فيوضح أن حكاية ما قبل النوم وحدها ليست كافية لإيصال معلومة معينة إلى الطفل أو زرع صفة إيجابية في شخصيته، بل إن طريقة إلقاء الأم أو الأب للقصة من الأشياء التي يجب عليهما الانتباه لها ولتأثيرها على طفلهما، حيث أن إلقاء الأم لمجريات وأحداث القصة بصوت هادئ رقيق يتيح للطفل فرصة فهم الأحداث ويسرع من استخلاص دروسها المستفادة، وينمي لديه قدرة الفهم والاستيعاب، بعكس ما إذا كانت تلقى عليه بصوت يملأه الغضب أو القلق والخوف، الأمر الذي يترتب عليه شعور الطفل بالتوتر، مما يفقده قدرته على التركيز واستيعاب الأحداث، ومن ثم ينشأ طفلا مشتتا. :: اقرأ أيضاً ازدياد أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة مقابل انخفاض حقوقهم الأطفال المعنفون يلجؤون إلى ضرب أطفالهم مستقبلا أحدث صيحات الجوارب هذا الشتاء

مشاركة :