في اتصال شفاهي مباشر عبّر أستاذ الإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري عن رؤية فلسفية تتناول الحالة الاتصالية العامة من خلال العجلة (عجلات العربة أو السيارة ونحوهما) بالقول: العجلة أحد أهم الأدوات التي أدت إلى تنامي وتعاظم الاتصال والتواصل.. في إشارة بليغة إلى شكل العجلة المستدير وما يتعلق به من إمكانية النقل والانتقال ـ إنساناً ومتاعاً وثقافة وتواصلاً واتصالاً وتفاعلاً ـ بيسر وسهولة وسرعة وتسارع.. مثلما نشاهد اليوم وعلى امتداد التتبع التاريخي لسيرورة وصيرورة الفعل التواصلي الإنساني عبر منتجات الانتقال/الاتصال.. العجيب أن الدلالة المعجمية لمفردة (عجلة) تعني (السرعة) وفي قاموس الإحصاء والجبر المرتبط بحقل الفيزياء الذي يعد ميدان السرعة وأبوها الشرعي والروحي بدءاً بالضوء وانتهاءاً بالموجات والاهتزازات تفيد بأنها - أي العجلة - تعني: مُعدَّل تغيير السُّرعة لجسم متحرّك.. وهي إمّا تزايديّة أو تناقصيّة.. في مفارقة مثيرة تعيد المنتهى إلى المبتدأ لتعلن أن أصل الاتصال (الزمن).. الأعجب من هذا حين نعود إلى أصل اللغة العربية لننقب عن جذور المعاني المرتبطة بالحقل الاتصالي الإلكتروني.. لنجد كلمة (آلي) التي تعد المنصة الرئيسية التي نشأ على أرضها ما يعرف بـ (بيئة الاتصال الإلكتروني/الآلي) إذ نجد في معاني تفكيكات (آلي) أن كلمة (الآل) تعني السراب.. وكلمة ( ألَّ ) أي: برق ولمع و(الألّ) هو السرعة والإسراع و(الآلة) تأتي بمعنى الأداة.. ما يجعلنا ننتهي إلى ذات المعاني المستخدمة إلكترونياً في العصر الحالي.. حيث يعبر السراب عن (الواقع وليس الواقع) أي الافتراضي.. والآلي الحاسوب ـ الحاسب الآلي ـ أياً كانت مقاييسه وحجمه وقدراته.. والذي بدونه لا يمكن أن يوجد الإلكترون الذي يحضر بخاصية السرعة المعبر عنها في معنى الجذر اللغوي بالإلتماع وبالبرق.. ومن ذلك الحين مضى الإنسان في سباق اتصالي محموم غايته الأولى (الوصول بسرعة).. ما أنتج بالتالي حياة اتصالية تسارعية في مختلف المجالات والحقول حركياً وعلمياً وطبياً واتصالياً وإعلامياً... إلخ.. تتجلى هذه المنظومة التسارعية في صورتها الكاملة الواضحة حين نستحضر منظومة الاتصال الإلكتروني التي أقلّتها سحابة الانترنت التي عمت سماوات الله وأراضيه كافة..
مشاركة :