سقوط حلب نصر لسيناريو الأسد وروسيا وإيران في سوريا

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - قد لا يشكل سقوط حلب نهاية للحرب في سوريا، لكن يبدو ان دمشق والروس والايرانيين يستطيعون فرض السيناريو الخاص بهم على المدى القصير بمواجهة الدول التي تدعم المعارضة وادارة اميركية انتهت ولايتها. وتجتمع عشر دول تشهد عاجزة معاناة حلب منذ اسابيع بينها الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والمانيا والسعودية وقطر السبت في باريس لبحث الوضع "المأسوي" في ثاني مدن سوريا. لكن حتى الآن فشلت نداءات المجتمع الدولي لإنهاء المجزرة كما لم تؤد المفاوضات بين الروس والاميركيين للتوصل الى وقف لإطلاق النار الى نتيجة. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيترك منصبه في بضعة اسابيع اعلن مجددا عن لقاء خبراء من الولايات المتحدة وروسيا في جنيف السبت، بالموازاة مع اجتماع باريس "في محاولة لإنقاذ حلب". الا ان المدينة باتت بحكم الساقطة تقريبا، مع سيطرة قوات النظام على 85% من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المسلحين قبل 15 تشرين الثاني/نوفمبر. وتطالب موسكو تطالب بمغادرة جميع المسلحين المحاصرين مع عشرات آلاف المدنيين في آخر الجيوب تحت سيطرتهم. ويقول الخبير العسكري الروسي المستقل بافل فلنغهاور ان "فكرة العملية كلها هو القيام بشيء مشابه لما حدث في الشيشان خلال الحرب الثانية (1999-2000): سحق التمرد، واظهار انهم لا يمكنوا ان يفعلوا شيئا ضد الاسلحة الروسية. وفجأة، يمكن للمقاتلين الاستسلام او الفرار او الانتقال الى جانب الأسد". "سوريا المفيدة" ويبدو ان المجتمع الدولي بدا يتقبل سقوط حلب واستعادة النظام من "سوريا المفيدة"، اي غرب البلاد من حلب الى دمشق، فضلا عن منطقة خمص في الوسط ومنطقة اللاذقية الساحلية. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت اعلن مؤخرا ان "تقسيم سوريا يلوح في الافق" بينما يعتقد العديد من الدبلوماسيين والخبراء انه بعد حلب ستركز دمشق وموسكو على محافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها المقاتلون وخصوصا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة). وقال دبلوماسي اوروبي "هناك تقسيم فعلي من سوريا، فالروس في الغرب والتحالف الغربي ضد الجهاديين في الشرق" مشيرا الى مصلحة موسكو في ترك الغربيين يتعاملون مع "المستنقع" في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية. ومع ذلك، يكرر دبلوماسيون ومسؤولون غربيون ان دمشق وحلفاءها لم يربحوا الحرب رغم انهم باتوا في موقع قوة اكثر من اي وقت مضى منذ العام 2011، ويقولون "لا يمكن الحديث عن الانتصار مع مقتل 300 الف شخص وملايين اللاجئين". وقال كيري "حتى لو سقطت حلب، فان هذا لن يغير من التعقيدات الاساسية في هذا النزاع" في حين يرى ايرولت ان "التهديدات الارهابية ستبقى"، كما ان "الفوضى ستدوم". ورغم انهم يصرون على ضرورة التوصل الى "حل سياسي ذي مصداقية" لتحقيق السلام في سوريا، فان الدول الداعمة للمسلحين لديها تأثير محدود على فرض ذلك. وقال دبلوماسي فرنسي "نحن لا ندعي ان المعارضة المعتدلة في افضل حال". لكنه اضاف ان هذه المعارضة التي يقودها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب الذي انشق عن الرئيس بشار الاسد "هي الوحيدة التي تحمل مشروعا وتجسد انتقالا سياسيا يحظى مصداقية". لكن لا دمشق ولا موسكو تريدان الاعتراف بشرعيتها، فالمفاوضات غير المباشرة برعاية الامم المتحدة عام 2016 في جنيف فشلت مرارا. والضغوط الوحيدة المتاحة الآن امام الدول الغربية هي على الارجح ذات طبيعة مالية. فسوريا بلد دمرته حرب مستمرة منذ اكثر من خمس سنوات، ومدينتها الاقتصادية حلب باتت حقلا من الركام كما ان الاقتصاد منهار، واكثر من نصف سكانها اما لاجئ او نازح. ويضيف الدبلوماسي الفرنسي "نحن نتحدث عن اعادة الاعمار، لكن ليس ورادا تمويل سوريا يسيطر عليها الاسد. نحن لن ندفع للروس، لن ندفع ثمن السلام الزائف.. يجب علينا الا نتخيل ان كل شيء سيعود كما كان في السابق، وان الزهور سوف تنمو، وان الاتحاد الاوروبي سيدفع الاموال وسنقوم بطي صفحة النزاع السوري". لكن الخبير الروسي فلغنهاور، قال ان "الجميع يدرك من الآن وصاعدا انه حيث يوجد فلاديمير بوتين، ستكون هناك انتصارات.. وفي الشرق الاوسط، سيصطف الجميع لتكوين صداقات مع روسيا.. الكل يعرف انه كان يجب شنق الاسد منذ فترة طويلة، لكنه راهن على روسيا وانتصر".

مشاركة :