أنت.. من أنت

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحظى البعض منا بذاكرة مائية لا لون يميزها ولا طعم يحدد مذاقها ولذا تجد صاحب تلك الذاكرة يعيش على هامش المسرح متقوقعا بين أنقاض الماضي لا يذكر ولا يتذكر شيئا سوى حطام حياته .. يذكر كل ما لا ينبغي أن يذكره مسقطاً النتائج السلبية على كل أحواله أما البعض الآخر يحظى ويستمتع بذاكرة صخرية منقوش عليها كل أحداث الماضي وكل تفاصيل من سعدوا بمرورهم من نافذة حياته ، يلتقي بمن يريد أن يلتقي تسبقه كلماته ووصفه لكل ما يُذِّكر به الطرف الآخر من مواقف طريفة وأحداث ذات دلالات سعيدة ولأن السعادة مرتبطة بالأفكار والمشاعر الداخلية والتي يسيطر على توجيهها ما يتخيله فتجده سعيداً يتمرغ على شاطئ الأحلام مرتدياً شال الحب المرتبط بتلك الذكريات المخملية رافعا شعار عش يومك كأنك تعيش أبداً وعش لآخرتك كأنك تموت غداً رامياً وراء ظهره هموم يومه متفائلاً بغدٍ مشرق تسعفه ذاكرته ذات النقوش الصخرية بأن هذا الوقت سيمضي فلذا تجده سعيدا وسعادته نتيجة محصلة لا يستطيع أن يستوعبها ذلك الذي يمتلك تلك الذاكرة المائية. يقول ما إن تلتقي بأحد أولئك المتشائمين إلا وتجد أفكارك قد طُليت بذلك اللون الرمادي لترى كل ما حولك رمادياً سواء كان ماضٍ أو حاضر أو حتى مستقبل ولذا ما إن تجد أحد هؤلاء إلا وستردد على الدنيا السلام لتنجذب إليك كل الهموم لتجد تلك السحب السوداء العقيمة قد غطت الفضاء من حولك حتى الاختناق .. ليتساءل كيف لي أن أتخلص من كل هذه الطاقة السلبية أليس هناك فضاء أرحب من هذا الفضاء .. نعم إنها أزرار تتحكم بها من خلال ذَلِك الزر التفاؤلي والذي ما إن تفكر به إلا وتجد الفضاء الرحب يتلقف كل ما تتمنى وتريد ليتحقق في نهاية المطاف كل ما تريد وفق ماتريد إنها أزرار نورانية مُستمدة من أقوال خير البرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه" والله من وراء القصد د.فهد الوردان Wardan1457@hotmail.com @fahad1457

مشاركة :