مصر تعوض غياب السياح الروس بالصينيين بقلم: أحمد جمال

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مصر تعوض غياب السياح الروس بالصينيين تحولت بوصلة السياحة المصرية نحو الصين، بعد أن طال أمد عودة السياحة الروسية مرة أخرى، منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء في نهاية أكتوبر العام الماضي، والتي لم تتبدد تداعياتها الاقتصادية في مصر حتى الآن. العربأحمد جمال [نُشرفي2016/12/11، العدد: 10482، ص(17)] الصينيون ينعشون السياحة المصرية لجأت مصر إلى الصين باعتبارها المصدر الأول للسياحة على مستوى العالم، ونجحت خلال العام الحالي في مضاعفة أعداد السائحين الصينيين ليصلوا إلى 400 ألف سائح مع نهاية العام الجاري. وبحسب اتحاد وكالات السفر والسياحة التابع لوزارة السياحة الصينية، فإن هذا البلد لديه نحو 118 مليون سائح يسافرون سنويا إلى مختلف أرجاء العالم، وتحتل الصين المركز الرابع من ضمن الدول العشر الأوائل المصدرة للسياحة إلى مصر، ومع نهاية العام الجاري يرتفع عدد السياح الصينيين إلى مصر من 135 ألف سائح في عام 2015، إلى ما يقرب من 400 ألف سائح. وكانت مصر قد حصلت على جائزة المركز الثاني لمسابقة “شينا ترافيل أوردس” لأهم الوجهات السياحية المستقبلية بالنسبة إلى سوق السياحة الصينية، كما تم تصنيفها كأحد أهم 10 وجهات سياحية للصينيين خلال عام 2015، في استطلاع الرأي الذي أجرته مجلة “ترافيل بلاس ليشيرز”، إحدى كبريات المجلات الصينية المتخصصة في مجال السياحة. ويتوقع أن تتخطى السياحة الصينية داخل مصر حاجز المليون سائح خلال الثلاث سنوات المقبلة، على أن يرتبط بذلك اهتمام مصري متزايد بخصائص السائح الصيني، والذي يتطلب إنشاء معاهد دراسات تهتم بالثقافة الصينية. وقالت وزارة السياحة المصرية إنها تجهّز حاليا للاحتفال برأس السنة الصينية، والذي يتزامن مع نهاية شهر يناير أي موسم الشتاء في مصر، مشيرة إلى أنها تركز على الترويج للمقاصد السياحية بالأقصر (جنوبا) والقاهرة (العاصمة)، لاهتمام السائح الصيني بالسياحة الثقافية، وشغفه للتعرف على الحضارة المصرية القديمة، وهو ما يعطي المقصد المصري فرصة لتنشيط المنتج الثقافي الذي عانى لفترة كبيرة من تراجع حركة السياحة الوافد إليه. وتتضمن البرامج السياحية التي سيتم إطلاقها للسائحين الصينيين خلال تلك الفترة رحلات نيلية من أسوان إلى الأقصر، ثم برا إلى الغردقة ثم جوا إلى القاهرة والعودة منها إلى الصين، وهو ما يفتح آفاقا جديدة لمنتج السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية في آن واحد. الاهتمام المصري بالسائح الصيني لا يأتي من فراغ، إذ أنه يعد الأكثر إنفاقا في المقصد السياحي، كما أنه الأطول إقامة، بالإضافة إلى أن وجود السائحين الصينيين يبث برسالة طمأنة إلى جميع سائحي العالم بأن مصر مقصد سياحي آمن. وزارة السياحة المصرية تجهز حاليا للاحتفال برأس السنة الصينية ترويجا للمقاصد السياحية بالأقصر والقاهرة، وذلك لاهتمام السائح الصيني بالسياحة الثقافية، وشغفه للتعرف على الحضارة المصرية القديمة وتعتمد الشريحة الأكبر من السائحين الصينيين على رجال الأعمال ومديري الشركات وغيرهم من الأثرياء المعروفين بإنفاقهم الجيد في رحلاتهم السياحية، والذين يمثلون صفوة الطبقة الوسطى الواسعة، وتبلغ أعدادها حوالي 400 مليون نسمة تقريبا. وقال عادل المصري، مدير العلاقات الدولية بهيئة تنشيط السياحة، لـ”العرب”، إن “الاهتمام بالسياحة الصينية يأتي ضمن الخطة الترويجية التي تهدف إليها الهيئة، والتي بدأت العام الماضي وتستهدف 27 دولة بينها الصين”. وأضاف المصري “لدينا الآن 3 رحلات أسبوعية لمصر للطيران من بكين إلى القاهرة، و5 من جوانجو إلى القاهرة، ونطمح في زيادة رحلة أخرى على كل خط منهما، كما نأمل في تفعيل الموافقة التي حصلت عليها مصر للطيران من السلطات الصينية بتسيير 3 رحلات أسبوعيا إلى مدينة شنغهاي”. ومع مطلع شهر ديسمبر الجاري استضافت هيئة تنشيط السياحة وفدا صينيا ضم 24 فردا من كبرى شركات السياحة الصينية، بهدف التعرف على الحالة الأمنية، في كل من الأقصر وأسوان والغردقة والقاهرة. ويحتفل البلدان العام الحالي باعتباره “عام الثقافة المصرية-الصينية”، وشهد الرئيسان الصيني شي جين بينج والمصري عبدالفتاح السيسي الاحتفال بإطلاق العام خلال زيارة شي لمصر في يناير الماضي، وهو ما انعكس على إطلاق وزارة السياحة المصرية للعديد من المعارض السياحية، وكذلك إطلاق حملات دعائية مشتركة لجذب المزيد من السائحين الصينيين. ورفعت بكين والقاهرة في ديسمبر 2014 مستوى العلاقة بينهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ومنذ ذلك التاريخ تطورت العلاقات الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية بين البلدين بشكل ملموس. وكان البنك المركزي المصري، أعلن مؤخرا عن إبرام اتفاقية ثنائية لمبادلة العملات مع البنك المركزي الصيني، ومن المتوقع استخدام هذه الاتفاقية في تسهيل التبادل التجاري بين البلدين، وهو ما يسهل من عملية حركة السياحة بين البلدين. وبحسب بعض الخبراء فإن السياحة الصينية تعدّ المجال الأكثر قدرة على تصحيح الخلل القائم في الميزان التجاري بين مصر والصين. ويعد الوجود القوي للاستثمارات الصينية في مصر عاملا مهما في جذب المزيد من الوفود السياحية. تسعى مصر للاستفادة من التجربة الصينية في مجال السياحة والتي يعمل بها داخل الصين أكثر من 27 مليون عامل ما يعادل 10.2 بالمئة من عدد السكان، والذي ساعدها في تطوير أكثر من 2000 قرية، ومن المقرر أن يصل العدد بحلول 2020 إلى 6000 قرية مما يخفف العبء على الحكومة، كما يوجد الكثير من أنواع السياحة في الصين، وهي السياحة الدينية والعلاجية، والتنزه، وأشياء أخرى. وقال ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر (جنوب)، لـ”العرب”، إن “العام الحالي شهد طفرة حقيقية في وجود السياحة، لأن العديد من الشركات والمقاصد السياحية اعتمدت هذا العام على الترويج داخل السوق الصينية”. فتح أي أسواق جديدة للسياحة يساهم في تحريك الركود الحالي بها، لكن ذلك مرتبط باستمرار توافد تلك الأسواق وأضاف عجمي أن “السياحة الصينية تعدّ سياحة ثقافية بالأساس، لكنها فتحت مجالا جديدا لها في المدن الساحلية وتحديدا على شاطئ البحر الأحمر وهو ما وضح تأثيره في مدينة الغردقة العام الحالي”، موضحا أنها في الوقت نفسه لن تعوض غياب السياحة الروسية والتي تعد سياحة شاطئية بالأساس. وتعاني مصر من انخفاض أعداد السياحة الوافدة إليها، وبحسب إحصائيات حكومية مصرية، فإن عدد السياح القادمين إلى البلاد انخفض في مايو الماضي بنسبة 51.7 بالمئة، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، بسبب الحظر الجوي الذي وضعته روسيا وبريطانيا وبعض الدول الأخرى على مصر بعد حادث الطائرة الروسية في العام الماضي. وفي عام 2010 بلغ عدد السياح لمصر 14.7 مليون سائح، فيما بلغ عدد السياح عام 2015 نحو 9.3 مليون سائح. وأكد أحمد عطية، وكيل وزارة السياحة المصرية سابقا، لـ”العرب”، أن فتح أي أسواق جديدة للسياحة يساهم في تحريك الركود الحالي بها، لكن ذلك مرتبط باستمرار توافد تلك الأسواق، بحيث تشكل نسب متقاربة سنويا دون أن تتأثر بعوامل بعد المسافات والتي تصل إلى 9 ساعات من خلال رحلات الطيران المباشرة، وعدم التأثر بالظروف الأمنية المضطربة بالمنطقة العربية. وأضاف عطية أن النجاح في خلق سياحية صينية داخل مصر يتطلب إعادة ترتيب البيت السياحي المصري من الداخل، على أن تكون هناك اهتمامات متنامية بحركة الطيران وتـأمينها وإعادة تأهيل المناطق السياحية التي عانت الركود خلال الأعوام الماضية، بالإضافة إلى تدريب أيدي عاملة جديدة لتكون بديلة لتلك التي تركت المجال السياحي المصري خلال العام الأخير تحديدا. وشدد عدد من المهتمين بشأن السياحة المصرية على ضرورة زيادة حجم الميزانية المخصصة للترويج في بلاد آسيا بشكل عام والصين بشكل خاص، بالإضافة إلى أهمية زيادة حصة مصر للطيران من ذلك السوق من خلال تسير رحلات مباشرة من المدن الصينية الكبرى التي توجه الحركة إلى مصر. كاتب من مصر :: اقرأ أيضاً فارشته حسيني أفضل ممثلة في مهرجان مراكش حرب النجوم يدخل مرحلة أكثر واقعية مع العرض الجديد باريس تحتفي بلغة الضاد في يومها العالمي بالفن والموسيقى

مشاركة :