صدر كتاب جديد للروائي، القاص، المسرحي الأردني صبحي فحماوي، بعنوان "مـواقـف" عن دار "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان. وهو الكتاب الثاني، من ثلاثية، كتب قصص قصيرة جداً، بعنوان شامل هو؛ "ألف أقصوصة وأقصوصة". وتصدّر الكتاب إهداء: "إلى جدتي عذبة.. التي كانت تحكي لنا كل ليلة.. حكايات شهرزاد". وإذ جاء عنوان الثلاثية الشامل هو؛ "ألف أقصوصة وأقصوصة" على وزن "ألف ليلة وليلة"، فلقد ابتدأها القاص فحماوي بالأقصوصة الأولى، ما قبل الألف، وهي مقتبسة من السطور الأولى من "ألف ليلة وليلة" بصفتها "الرواية الأم"، وهي بعنوان "شهرزاد" وجاء نصها كما يلي: "ولما عرفت شهرزاد سبب قلق أبيها واضطرابه، وخوفه على نفسه من بطش الملك شهريار، قالت له: ما رأيك يا أبي أن تزوجني إياه، فإما أن أنجو، وتنجو معي بنات جنسي من طغيانه وجبروته، وإما أن أكون فداء لك."، فأكد فحماوي امتداد كتابته للحكي الصادر عن "ألف ليلة وليلة" والذي خرج من تحت عباءة الأقصوصة العربية القديمة الحديثة، وذلك لترسيخ كون هذا الجنس الأدبي، إنما هو استمرار مطور لذلك الأدب الذي توارثناه عن الأجداد. وعلى الصفحة الثانية نقرأ بضع كلمات للكُتّاب والنقاد العرب، تحت عنوان "بصمات الكتابة." تصدرها أ. د. محمد صابر عبيد... جامعة وان - تركيا، بقوله: "دام إبداعك أيها الروائي القاص المسرحي، صبحي فحماوي، المتدفق العطاء." وقال فيها د. أشرف سالم من مصر: "نقرأ في أقصوصاتك فكاهة ساخرة ومؤلمة." وقالت القاصة العربية السورية جمال طنوس: "نجم الأدب العربي؛ أقصوصاتك رائعة المغزى." وقالت "نيروز عدوي" مديرة مكتبة طرعان – الناصرة - فلسطين: " أقصوصاتك تأتي على الوجع العربي أستاذ صبحي." وكتبت القاصة العربية اليمنية" انتصار السري": "نصوصك عميقة الأبعاد... دام قلمك." وكتب أ. د. لطيف الطائي، من العراق: "سعدت بقراءة أقصوصاتك، صديقي العزيز صبحي." وكتب الأديب جابر محمد جابر، من البصرة: "الله عليك ما أجمل أقصوصاتك، أستاذنا الكبير فحماوي." وكتب الصحفي الأديب محمود أبو عيشة، من "اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري"، يقول: "أقصوصاتك مضحكة مبكية أستاذ صبحي." وكتب القاص عيسى الغانم، من عمان، يقول: شكرا لك أستاذ صبحي على ثقافتك الواسعة، والتي تُعلمنا ما لم نكن نعلم." يقع الكتاب في 166 صفحة من القطع المتوسط، وبغلاف من تصميم الفنان محمد خضير. وكتبت مقدمة المجموعة أ. د. زاهرة أبو كشك / رئيسة الآداب- جامعة الزيتونة - عمان. ونقرأ منها: "... والذي يدهشنا في هذه الأقصوصات هو المفارقة، وهو وحي آخر من أفق التجربة التي تخلق نصها، لتعطي سمة للالتزام فيه، فليس الإمتاع إلا جزءا خاصا، والثيمة التي تحملها أقصوصته، ليست مقحمة على العمل، إنما تأتي كإشعاع قصير لكن له أثره، إذ أنك تبدأ بقراءة موقف لا تتوقع النهاية التي يدفعك السارد إليها.. كأن يقول في أقصوصته - رقم 11- في المجموعة بعنوان: "حرية الرأي..." "قد أخالفك في الرأي، ولكنني على استعاد لتقديم روحي فداء أن تقول رأيك بحرية.." إلى هنا تفهم أن السارد يتحدث عن الحرية المكفولة لدرجة متناهية، رغم كل اختلاف.. ولكنك تفاجأ في الشطر الثاني من الأقصوصة قوله: "عبارة، قالها واحد كذاب، ثم قام، وقتل آسيا وإفريقيا كلها بصمت مطبق." وهنا نجد مفارقة لم نتوقعها. فرد الفعل كان مخالفاً لتوقعاتنا.. لقد كان المبتدأ مختلفاً عن الخبر. وهذا ما تتميز به أقصوصات فحماوي.. إذ أنها تعتمد بشكل واضح على المفارقة.. عكس التوقع.. وهذا ما يدهش القارىء، ويجعله يتوقف عند قراءة هذين السطرين اللذين شكلا الأقوصة.. فلا ينسى هذا الموقف. ومن أقصوصات (مواقف) نقرأ أقصوصة بعنوان: "بِمّ": "يجلس في المقهى، يقرأ الجريدة، ثم يلتفت إلى رفيقه الذي يدخن النرجيلة، فيقول له: "هل تقدر في هذه الأيام الرهيبة أن تقول (بِمّْ)؟ يخلع رفيقه خرطوم النرجيلة من فمه، ويقول له: (بِمّْ). بينما يتصاعد من فمه دخان كثيف." وأقصوصة بعنوان "تضحية": "قال لها: "أنا أعشقك جداً، رغم أنني لست غنياً مثل صديقي لؤي، وأحبك جداً، رغم أن سيارتي ليست فخمة مثل سيارة صديقي لؤي، وأريد أن أعيش معك حياة سعيدة، رغم أن شقتي الصغيرة ليست مثل قصر صديقي لؤي، وأنا أراك جميلة جداً، رغم أنني لست بجمال صديقي لؤي، وأنا مستعد أن أضحي بأي شيء تأمرينني به لقاء حبك.." فقالت له: "لو تريد أن تضحي حقيقة من أجلي، فقط، عرِّفني على صديقك لؤي." ويذكر أن لصبحي فحماوي تسع روايات منشورة عربياً في طبعة إلى ثلاث طبعات، وثماني كتب مجموعات قصصية، وسبع مسرحيات ومشاهد مسرحية. وكتب عن أعماله ستة كتب نقدية، وحصل باحثون على عدة رسائل ماجستير ودكتوراه في دراسة رواياته وقصصه.
مشاركة :