مبارك لجامعتنا الأبية التي جمعت أبناء الكويت الأوفياء الأنقياء تحت سقف واحد، تلفهم معاني الأخوة والترابط والتلاحم... مبارك لها يوبيلها الذهبي، والحمد الله والمنة له أن جعلنا من المشاركين في هذا الاحتفالية العزيزة على قلوبنا جميعاً، متمنين أن يشارك أحفادنا في احتفالية مرور قرن على تأسيس هذا الصرح الشامخ في الدولة. إن دول العالم قاطبة تنظر إلى جامعة الكويت والمنتسبين إليها من الأخيار سواء تلاميذ أو أساتذة بعين الإعجاب والاحترام والتقدير، لأن الدول لا تقوم على كومة رماد، بل يحتاج إلى سواعد أفرادها القادرة على الاستفادة من المقدرات وإثبات الذات، وهذا بالتحديد ما قام به الآباء والأجداد، وما نسعى جميعا لمواصلته، لذلك يحرص الكثير من العائلات لإلحاق أبنائها لهذا الصرح العظيم، ليكونوا مميزين بين أقرانهم، ويكتسبوا التميز منه، فهنيئاً لخريجي جامعة الكويت جميعاً، وهنيئاً لكل منتسب إليها، ولا أخفي بأنني وزملائي سعادتنا الكبيرة لوجودنا بين أبناء الكويت الحبيبة من مختلف أطيافها لنقوم بتعليمهم وتشجيعهم ليكونوا السواعد التي تحمل هموم الوطن والمواطنين في المستقبل. يكاد شكرنا يعانق عنان السماء لكل منتسبي كلية الآداب وعميدها الفذ الأساتذة الدكتورة سعاد عبد الوهاب، هذه الشخصية التي نظمت تلك الاحتفالية الخاصة في كلية الآداب والتربية والشريعة، بدأ حفلنا بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها كلمة ممثل مدير الجامعة راعي الحفل عميد كلية التربية الأستاذ الدكتور بدر العمر، الذي رحب بالحضور قائلاً:«نحتفل اليوم بهذا الصرح الذي ينهض بالواقع لنذوق حلاوة المستقبل». صدقت أيها العمر أن مذاق الحلاوة لا يأتي إلا بالنهوض والعزيمة والإصرار، فهذا الشعب عزم على النهوض وأصر على تذوق حلاوة المستقبل، فكان له ما أراد. بدأت بعد ذلك منظمة الحفل بالترحيب بالحضور الكريم ثم أردفت بالقول: «لقد تأسست هذه الجامعة في خريف عام 1966 لتؤسس لنقلة اجتماعية وعلمية وتنموية ، تخاطب المستقبل وتبشر بمنجزاته وتؤصلها بما يناسب شخصيتناً التاريخية، وتراثها الحضاري، وتطلعنا إلى حضور أقوى وأبهى في إطار التجربة العربية، والحركة العالمية. ولهذا ذكر في ديباجة تأسيسها وقبل أن تمارس عملها – أنها جامعة للبحث العلمي، ولخدمة المجتمع، وللتدريس بهذا الترتيب المقصود (بدأت بكلية واحدة - كلية العلوم والآداب والتربية - واليوم سبعة عشر كلية مستقلة) مهما تعددت الكليات، وتكاثرت الأقسام، مهما تبدلت الأجيال والقيادات... فالكويت - بحمد الله - وطن يعرف معنى الأصالة، ويدرك قيمة ما أنجزه، ويملك القدرة على نقده، وتجديده، بحيث تظل جامعتنا بنت الخمسين شابة، فتية، قادرة على مجاراة حركة الزمن، ومطالب المستقبل». وكانت لكلمة عميد كلية الشريعة الأستاذ الدكتور فهد الرشيدي واقعة جميلة تدل على وفاء سعادة العميد حين ذكر أن كليتنا قامت على يد أساتذة أجلاء ومشايخ أفاضل، وخص بقوله كل من خالد المذكور وعجيل النشمي، معرجا على بعض الأسماء التي نهضت كلية الشريعة على أيديهم أمثال: بدر متولي عبد الباسط، زكي الدين شعبان، علي عبد المنعم، ومن كلية الآداب ذكر: مصطفى النحاس، أحمد مختار، عبد الحميد طلب، مؤكدا أن الواجب يدعونا لذكر هؤلاء الأساتذة وتخليد سيرتهم العطرة التي كان لها الدور الكبير برفع اسم جامعتنا بين الجامعات المرموقة. وفي كلمة أستاذنا الجليل ووالدنا العزيز الأستاذ الدكتور سليمان الشطي الذي أطلق على نفسه محنط الجامعة كونه أول تلاميذها، إذ انه ما زال منذ خمسين عاما يتعلم ويعلم في هذا الصرح الكبير، وذكر لنا كيف كانت لهدية الجامعة (مجموعة من أمهات الكتب) الفضل بتشجيعه لإصدار أول مؤلف له حين كان طالباً، وتأسف على انفصال العلم الشرعي عن قسم اللغة العربية، مؤكدا بأن ما تعلمه على أيدي المشايخ الأفاضل هو الكنز الذي يتمتع به حتى الآن، أطال الله بعمرك يا والدنا ونفعنا بعلمك. وفي الختام تم تكريم الأساتذة: خالد المذكور، عجيل النشمي، محمد الشريف من كلية الشريعة، والأساتذة: سعد الهاشل، عبد الرحمن الأحمد، عبد العزيز الغانم من كلية التربية، ومن كلية الآداب: خالد الوسمي، سليمان الشطي، سليمان البدر. وقدمت العميدة سعاد عبد الوهاب شكرها للجنة المنظمة للاحتفالية والمدير الإداري لكلية الآداب السيد نواف العتيبي، وكل مَنْ شارك في الحفل، ونحن بدورنا نشكر عميدتنا الفذة منظمة وصاحبة هذا الحفل. أرجوحتنا الأخيرة: شكراً يا خادم الحرمين الشريفين على تشريفك لنا في بلدك الكويت، التي ميزت زيارتك لها لتضع بصمة الحب والأخوة عنوانا تناقلته صفحات التاريخ ليكون نموذجا للأجيال، مبارك لك يا سيدي صباح، ومبارك للكويت وأهلها محبة وتقدير سلمان الحزم. وشكراً جزيلاً لشعب الكويت على المشاركة الفعالة في الانتخابات التي كان لها الدور المميز بتنوع العقول والانتماءات والأفكار، ما جعلنا نبارك للكويت بهذه التشكيلة البرلمانية الموقرة. mnawr@yahoo.com
مشاركة :