تعود جذور امتحان «غاوكاو»، الذي يحدد مستقبل الشباب، إلى العصور القديمة في الصين. فقد ابتكرت أسرة هان الحاكمة (206 قبل الميلاد إلى 220 ميلادية) اختباراً أطلقت عليه «كيجو»، لاختيار المتقدمين لشغل الوظائف الحكومية، وأصبح المعيار الوحيد للاختيار، بدءاً من القرن السابع وحتى إلغائه عام 1905. ويخضع البيروقراطيون الطامحون إلى شغل وظائف لامتحان داخل غرفة مغلقة لمدة ثلاثة أيام، والتي ينامون فيها أيضاً ويأكلون. ويعتبر «المقال المكون من ثماني وحدات» هو أهم عنصر في هذا الاختبار، وهو عبارة عن حجج تتكون من ثمانية أقسام تدور حول موضوع واحد، وتتضمن اقتباسات من كلاسيكيات، مثل كونفوشيوس ومنسيوس. ويخضع جميع المتقدمين لتفتيش دقيق، بحثاً عن أي مسودات مخبأة داخل ملابسهم لها علاقة بالاختبار. ودرج بعض المتقدمين على الكتابة في الملابس الداخلية. وكانت نسبة من ينجحون في هذا الاختبار 1٪، وتعتبر الانهيارات العصبية، التي تصيب الممتحنين أمراً روتينياً، ويتخذ الصينيون تعويذة ترتبط بالامتحانات، وترمز لشبح العالم تشونغ كوي، الذي انتحر عندما فشل في إحراز المركز الأول. ويعتقد الصينيون أنه ما من شك في سلامة هذا النظام، إلا أنهم ينتقدونه، لممارسته ضغوطاً على الأطفال. ويبدي الأثرياء عدم رضاهم عن النظام، ولهذا السبب يبعثون بأبنائهم لتلقي التعليم في الخارج. إلا أن معظم الصينيين يؤيدون هذا النظام أو على الأقل لا يرون له بديلاً.
مشاركة :