كسارات الأسمنت تهدد أهالي مكة بـ“الاختناقات” وأمراض الرئة

  • 3/27/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل عمل ونشاط «كسارات الأسمنت» التي تعمل لصالح المشروعات الإنشائية في مكة المكرمة تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة العامة، والبيئة بسبب الغبار الناتج عنها. ورغم أن المجلس البلدي شكل لجنة للتواصل مع واحدة من كبرى الشركات التي تنفذ المشروعات في مكة وطالبها بحلول عملية لمشكلة وجود الكسارات بالقرب من المواقع السكنية إلاّ أن الوضع لم يتغير منذ عدة سنوات. وحذر مختصون من خطورة انتشار الغبار والغازات الناتجة من الآليات داخل المناطق السكنية مؤكدين أن الغبار سبب رئيس لإصابة الكثير بأمراض الرئة والغازات قد تؤدى للاختناقات والوفاة. وطالب عدد من المواطنين الجهات ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من أضرار الكسارات المنتشرة في المناطق السكنية بمكة المكرمة مؤكدين أن المشروعات التنموية أمر مطلوب، وهي في مصلحة المواطنين لكن المقاولين يستغلون غياب الرقابة الميدانية من الجهات المسؤولة ويختارون مواقع سكنية لوضع الكسارات بطريقة غير نظامية. وقال المواطن محمد بن رافع من سكان مخطط أم الكتاد أن هذا المخطط منذ أكثرمن عشر سنوات يعانى من وجود عدد من الكسارات وأصبحنا لا نستطيع ترك نوافذ البيت مفتوحة إلى جانب الأضرار الكبيرة الناتجة من هذه الكسارات وهناك أهالي اشتكوا من إصابة أطفالهم بالاختناقات المستمرة. وأضاف: سبق أن تقدمت بأكثرمن شكوى عن طريق هاتف الأمانة وحولت الشكوى لبلدية الشوقية، وتم الاتصال بي لمعرفة الوضع وشرحت لهم حيثيات الموضوع والمعاناة الكبيرة التي يعيشها الأهالي، وكانت إجابتهم لا نستطيع عمل شيء ولا حتى إزالة المخلفات، وطلبوا مني تسجيل أرقام لوحات السيارات التي ترمي المخلفات واضطررت لعمل دوام للمتابعة بالورديات أنا وأبنائي رغبة في الوصول للحل، وسجلت رقم عدد من السيارات وسلمتها لبلدية الشوقية لكن لا يزال الوضع أسوأ مما كان ونناشد المسؤولين في الأمانة وهيئة تطوير مكة المكرمة بالتدخل لوضع حل لمعاناة الأهالي من الكسارات الأسمنتية التي ليس منها مستفيد سوى الشركات المستثمرة في هذا المجال. وطالب المواطنان عبدالرحمن بن صادق وعبدالرحمن شفيع بوضع نظام صارم يحدد مواقع وجود الكسارات وكل من يخالفه يترتب عليه عقوبة قوية. وقالوا إن وجود الكسارات في المناطق السكنية يخلف أضرارًا كبيرة على السكان وهو أحد أهم أسباب الإصابة بالأمراض الصدرية. أضرار صحية وفي هذا الإطار قال الدكتور فاضل فؤاد بسيوني المستشار البيئي الحقيقة الكسارات وبالذات في البيئة الترابية له تأثير على رئة الإنسان مباشرة، ويسبب أمراض كثيرة منها الربو، وكذلك انبعاث الغازات السامة في بعض المواقع خصوصًا داخل الأنفاق له تأثير يؤدّي للوفاة إذا كان بنسب عالية وتسبب الاختناقات خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، أو أول أكسيد الكربون، والأمر الآخر بعض الغازات تؤثرعلى الأطعمة المكشوفة، ويحدث فيها تلوثات تسبب الأمراض، كذلك المياه والأطعمة الملوثة تؤدّي إلى أمراض الدوسنتاريا وأمراض الجهازالهضمى للإنسان، وهناك أنظمة لتنظيم الكسارات لكن لا يوجد جهة تُفعل هذه الأنظمة. وعن البدائل والحلول قال إنه على الجهات الرقابية الحكومية تقوية الجهاز الرقابي، ويكون هناك مشاركة مع المتخصصين في هذا المجال من القطاع الخاص لتفعيل الأنظمة على أرض الواقع، وبعض الأنظمة الموجودة قديمة لابد من تحديثها، والتحديث يؤدّي لتطور الخدمة داخل البلد. بينما قال الدكتور سامي بن عمر الصبة رئيس لجنة الصحة العامة والبيئة وعضو المجلس البلدي بمكة المكرمة قضية الكسارات من القضايا التي نالت اهتمام المجلس البلدي وسبق مناقشتها وبحث الحلول المناسبة التي تجنب المجتمع والبيئة أي أضرار، وقامت لجنة مختصة بزيارة مجموعة بن لادن السعودية وهي الشركة التي تنفذ أكثر المشروعات في مكة المكرمة والتقينا المسؤولين والمختصين في الشركة بحضور مندوب من أمانة العاصمة المقدسة وطالبنا توضيح حول وجود الكسارات قرب المناطق السكنية، وأبلغناهم بتلقي شكاوى من المواطنين، وأكدوا خلال اللقاء أن الشكوى قديمة، ولم يقدموا مبررات مقنعة بوجود الكسارات، إلى جانب عدم توفر التصاريح لعمل هذه الكسارات. وأضاف أن مسؤولى شركة بن لادن أبلغوا المجلس البلدي أن عملهم لصالح مشروعات المسجد الحرام ويتطلب وجودهم في مواقع قريبة، وأكدنا لهم أن ذلك لا يمنع وجودهم في مواقع أكثر أمنًا وضمانًا للصحة العامة وأن لا يكون لها تأثير على الصحة العامة والبيئة وطالبناهم نبقل الكسارات في أسرع وقت، وسيقوم المجلس بمتابعة الموضوع، والتأكد من الإجراء الذي أقمت به الشركات المسؤولة عن الكسارات. وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى تضافر جهود من جميع الجهات خاصة الجهات المسؤولة عن منح تصاريح الكسارات لوضع حد لهذه الكسارات التي تؤكد التقارير أنها سبب تلوث للصحة العامة والبيئة وتكسر الشوارع وانتشار الغبار والأتربة وتسببها في الكثير من الحوادث المرورية، وهذه الأضرار مضى عليها سنوات في مكة المكرمة، وهناك تقارير بأنها سببت أمراض للكثير من الأهالي. أضرار الغبار وحذر الباحث الاجتماعي والصحي جمعة الخياط من أضرار الغبار الناتج عن المشروعات التجارية في العاصمة المقدسة. ونبّه الخياط من الكسارات الموجودة في المشروعات الحكومية في أحياء مكة، وما تشكله من ضرر بيئي وصحي نتيجة تطاير الأتربة والغبار اﻷمر الذي يساهم في زيادة عدد المصابين بمرض الربو والحساسية بين سكان العاصمة المقدسة مكة المكرمة، لافتًا إلى أن هذه الكسارات تنفث يوميًّا كميات كبيرة من الأدخنة والأتربة التي قد تصيب المواطنين والمقيمين بالأمراض التنفسية، وهذا اﻷمريشكل خطرًا بيئيًّا وصحيًّا على اﻷهالي بالعاصمة المقدسة. وقال الدكتور صلاح فؤاد استشاري الباطنية ورئيس قسم الطوارئ بمركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة إن العديد من المواطنين والمقيمين من الجنسين كبار وصغار يتعرضون إلى الملوثات الطبيعية نتيجة الغبار والأتربة الناتجة عن أعمال الكسارات، مؤكدًا أن تلك الملوثات قد تؤثر على صحة الشخص العادي فما بالك بمرضى حساسية الصدر والربو الشعبي وحساسية الجيوب الأنفية. حيث لوحظ زيادة أزمات الربو الشعبي وحساسية الصدر لهؤلاء الاشخاص مع كثرة وجودهم وسط تلك الملوثات ناصحًا ساكني المناطق التي تكثر فيها تلك الملوثات تجنب التعرض المباشر وغير المباشر للأتربة والغبار الناتجة عن أعمال الكسارات وتجنب التجول بالأماكن القريبة منها كذلك باستعمال الكمامات المخصصة لذلك عند الاضطرار للوجود في تلك الاماكن لتجنب التعرض للاصابة بالحساسية أو لنوبات الربو الحادة لا سمح الله. رأي صحة البيئة من جهته قال مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم فوتاوي إن الكسارات تسبب ضررًا كبيرًا على البيئة والصحة العامة. واشار الى أن إدارته رصدت عددًا من الملاحظات حول وجود الكسارات وسط المناطق السكنية. وقال: إن هيئة الأرصاد وحماية البيئة أبلغت أصحاب الكسارات في أطراف مكة المكرمة بضرورة نقلها من المناطق السكنية. المزيد من الصور :

مشاركة :