قبل أيام كتب الشيخ عادل الكلباني تغريدة تتضمن حديثاً نبوياً شريفاً يتحدث عن فضل التوبة فرد عليه شيخ آخر هذه أحاديث الرجاء فأين أحاديث الوعيد ما دفع بالشيخ الكلباني بالرد: أنا علي أحاديث الرجاء وأنت عليك أحاديث الوعيد وبهذا نتعاون على البر والتقوى. حوار الشيخين يجسد المثل القائل كل شيخ وله طريقته فشيخ يطمعك في الجنة، وشيخ يروعك من النار ومثل بعض شيوخ الدين صار الأطباء في هذه الأيام شيوخاً، طبيب شيخ يسهل لك العلاج، وشيخ طبيب يرعبك من المرض، حتى صار المريض يهرب من الطبيب مثل هروبه من المرض، رغم أن العكس صحيح فلمحاربة المرض لابد من الاستعانة بصديق طبيب، لكن بعض الأطباء وللأسف يعادون مرضاهم فيهرب مرضاهم إلى العلاج في الخارج الذي يوفرالدواء نفسه، ولكن بطبيب مختلف ليس ثمة دليل على أن الخدمات الطبية ستتحسن بتحسن شكل معاملة الأطباء لمرضاهم سوى انشغال الشعب بشكل وزير الصحة الجديد بين من شبهه بعزت العلايلي ومن شبهه بأنور وجدي، والاثنان يطالبانه بإنجازات فريد شوقي. لا يمكن لأي إنسان مهما كان خارقاً أن يغير ما لا يتغير لا يمكن لعباقرة الأطباء تحقيق الشفاء لمريض لا يراجعهم، أو لا يلتزم بتعليماتهم، وهذا صحيح لكن المشكلة التي يظن كثيرون أنها تافهة هي اُسلوب هذا الطبيب الذي تسبق كفاءته فمن خلاله يستطيع أن يقنعك أن الدواء المر عسل. ومشكلة بعض الأطباء لدينا مع الأسف استعداء المرضى والتعامل معهم بأسلوب «جالك الموت يا تارك الدوا»، حتى وصل بعضهم إلى منافسة عشماوي في الشدة والعبوس ابتسم يا أخي ابتسامتك في وجه مريضك صدقة. الابتسامة إذاً أول مفاتيح الثقة يليها التواضع فبعض الأطباء يوصلون رسالة للمرضى أنهم مرضوا لجهلهم والواقع أن مرضهم سيزيد بسبب أسلوبه معهم. إن نعد أخطاء الأطباء لن نحصيها، والمرضى كذلك ولكن الفيصل بين الخطأ والصواب العقاب فمن أمن العقوبة أساء الأدب. نسمع عن الكثير من التجاوزات ولم نسمع ولو لمرة عن الإجراء المتخذ حيالها بل لا توجد آلية يمكن للمريض اتباعها في حال تعرضه لخطأ طبي، فالخطأ وارد في أحسن المستشفيات ولكن المعيار في الخطأ تصويبه. وقبل تصويبه تبسيطه والتعامل مع المريض كشريك في الإنجاز وهو القضاء على المرض لا كندٍ له إن لم تكن معي فأنت ضدي وتستحق المرض. وزارة الصحة تحتاج الكثير لدرجة تحير الوزير من أين يبدأ فليبدأ في أطبائه فهم في حاجة إلى دورات علاقات عامة لتحسين نفسياتهم لكسب ثقة المريض لا التكشير في وجهه وتوبيخه على مرضه، وكأنه المتسبب له، وليكن ولكن ليس من مهام الطبيب أن يجعل المريض ينسى المرض ويفكر في الطبيب الذي لا يغير تغييره علمياً في العلاج شيئاً إلا في نفسية التعامل وهي أولى خطوات الشفاء. وعوداً على بدء في ما حدث بين الشيخين فأحاديث الرجاء صحيحة مثل أحاديث الوعيد والخلاف الشرعي هو مناسبة استخدامها في الحدث المناسب، وهذا ما قد يختلف عليه الشيوخ لكن الأطباء لا يجب أن يختلفوا على مصلحة المريض التي تتحقق مصلحتهم من خلاله وحتى يتفقوا ليس أمام المتضرر سوى اللجوء للدعاء بالإكثار من أطباء الرجاء واختفاء أطباء الوعيد. باختصار: اللهم كلبن أطباءنا. reemalmee@
مشاركة :