نحو خمسمئة شخص بينهم عدد من النساء تقدموا للترشيح لمجلس الأمة 2016، وبعد أن انسحب من السباق الانتخابي من انسحب وصل خمسون نائباً فقط إلى قاعة عبدالله السالم، والباقون رجعوا على ما كانوا عليه من قبل. وقد سبق أن شجعت كل المرشحين الجدد الذين استشاروني قبل ترشحهم على ضرورة خوض هذه التجربة؛ لما لهذه المشاركة في العرس الديموقراطي من إثراء وأي إثراء للمسيرة الديموقراطية، وأن الهدف الأسمى في البداية والنهاية خدمة الوطن، وصيانة أمنه واستقراره في ظروف قاهرة وحساسة تصل إلى درجة الغليان. الذين ترشحوا للمرة الأولى بعضهم حصلوا على أرقام جيدة؛ يمكن البناء عليها في الدورات الانتخابية المقبلة، لاسيما وقد أتيح لهؤلاء المرشحين الجدد فرص ثمينة لشرح توجهاتهم وآرائهم في الاقتصاد والإدارة والأمن ومكافحة الفساد، وكلها فرص لا تتوافر على هذا المستوى الرحب إلا أثناء فترة الانتخابات. المجلس العتيد ضم كثيراً من الوجوه الشابة والنشطة في مختلف التخصصات؛ بما يصل إلى 60 في المئة على الرغم من المعوقات الفئوية والقبلية والطائفية، وهذا من شأنه أن يخلق الأمل لدى المواطنين في أن يتبنى هذا المجلس حزمة كاملة من القرارات الاقتصادية المهمة على ضوء تقلص عوائد النفط، تأخذ بعين الاعتبار قبل تطبيقها وقف الهدر بالمصروفات الحكومية، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، بصورة جادة وناجزة، وعندها سيجد مجلس الأمة أن المواطنين الكويتيين صغارهم وكبارهم سيتلقون ويتقبلون بعين الرضا والقبول كل إجراءات التقشف، وتحمل المسؤولية التي تفرضها الحالة الاقتصادية المستجدة. دعونا نتفاءل فقد قيل في حديث شريف: «تفاءلوا بالخير تجدوه» فالحمل الثقيل لا يقوم به إلا أهله.
مشاركة :