المرحلة الثانية من «معركة الرقّة» تقترب من نهايتها وسط تحذير من مجاعة

  • 12/17/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مصدر قيادي في ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، أن المرحلة الثانية من «معركة الرقة» التي انطلقت في العاشر من الشهر الجاري بهدف السيطرة على الريف الغربي لمدينة الرقة الواقعة بشمال وسط سوريا، وصولاً إلى الطبقة، شارفت على الانتهاء. ولفت المصدر لـ«الشرق الأوسط» في تصريح له إلى أن القوات المهاجمة، ومعظمها من الأكراد، تتقدم حاليا من طرف سد تشرين باتجاه سد ومدينة الطبقة بعد تحرير عشرات القرى من تنظيم داعش الإرهابي المتطرف. الغطاء الجوي الذي تؤمنه طائرات التحالف الدولي، وبشكل خاص الطائرات الأميركية، لمقاتلي «سوريا الديمقراطية» يساهم بتحقيق تقدم سريع على الأرض. وتفيد آخر المعلومات الواردة من شمال سوريا عن وصول «دعم أميركي يومي لهؤلاء المقاتلين إن كان بالسلاح أو حتى بالجنود والمستشارين». وأبلغت مصادر كردية مطلعة «الشرق الأوسط» أن معظم الطائرات الأميركية التي تحط في المنطقة تستخدم مطار رميلان وقاعدة عين العرب (كوباني) «باعتبار أن القواعد الأخرى صغيرة ومحدودة»، وتحدثت عن تكثيف عملية التسليح والتدريب الأميركي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مع انطلاق المرحلة الثانية من حملة «غضب الفرات». أيضًا، بحسب المصادر فإن هذه الحملة تتكون من خمس مراحل أساسية، ولقد انتهت المرحلة الأولى بالسيطرة على الريف الشمالي لمدينة الرقة بعد السيطرة على بلدة تل السمن. والمرحلة الثانية تهدف للسيطرة على الريف الغربي لمحافظة الرقة وصولاً إلى مدينة الطبقة، في حين من المقرر أن تشمل المرحلتان الثالثة والرابعة الريفين الشرقي والجنوبي للمحافظة. وبانتهاء المرحلة الرابعة يكون قد اكتمل حصار الرقة وعزلها تمهيدًا للمرحلة الخامسة وهي السيطرة على المدينة التي هي اليوم معقل «داعش». من ناحية أخرى، رأت إيلينا سوبونينا، مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو، أن «اقتحام الرقة سيكون صعبا جدا. فالمدينة أعدت بشكل جيد للدفاع، وتجمع فيها عدد كبير من المتعصبين، والمستعدين لأن يصبحوا (شهداء)، وليس لديهم ما يخسرونه»، واعتبرت الخبيرة الروسية في حديث إلى صحيفة «إزفيستيا» الروسية أن هؤلاء «يذهبون إلى هناك لكي يموتوا، ولا يمكن التفاوض معهم. وهذا يعني أن في انتظارنا اقتحاما طويلا ودمويا آخر». ومن ثم، أردفت سوبونينا أن الرقة «باتت تؤوي عددا كبير من المتطرفين الذين استطاعوا الوصول إليها من العراق»، لافتة إلى أن «القيادتين الأميركية والعراقية لم تخفيا خططهما بشأن الموصل. لذا، لجأ عدد كبير من المسلحين مع عائلاتهم من هناك إلى مدينة الرقة حتى قبل أن يبدأ الهجوم على الموصل». جدير بالذكر، أن مدينة الرقة تتعرض حاليا لضربات جوية يشنها أكثر من طرف وأبرزهم موسكو والتحالف الدولي. ووفق أبو محمد، الناشط في حملة «الرقة تُذبح بصمت» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإن الغارات العشوائية التي أدّت إلى مقتل أكثر من 21 مدنيا في الأيام الماضية ينفذها الروس، بينما يعمد طيران التحالف الدولي لضرب أهداف محددة. وينبّه أبو محمد من أن محافظة الرقة «أصبحت على أبواب مرحلة المجاعة نتيجة نقص المواد الغذائية في الفترة الأخيرة، بعد قطع القوات المهاجمة لمعظم الطرق المؤدية إلى الرقة، إضافة لانخفاض منسوب الأمطار لهذا العام والأعوام السابقة، الأمر الذي حرم الرقة من سلتها الزراعية». هذا، ويعيش في الرقة نحو 400 ألف مدني، وعدد من اللاجئين العراقيين وصلوا إليها من الموصل أخيرًا، إضافة لآلاف النازحين من مدينة تدمر، ما شكل ضغطًا كبيرًا على موارد المدينة المُستنزفة أصلاً، الأمر الذي يستوجب دق ناقوس الخطر الغذائي، بحسب أبو محمد. بالمقابل، قالت نوروز، من «وحدات حماية المرأة» الكردية، إن الحديث عن مجاعة تلوح في أفق الرقة أمر مبالغ به، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المدينة لم تُحاصر بشكل كامل بعد، كما أن طريق دير الزور وطريق الطبقة حتى حمص لا يزال سالكا». ورجّحت القيادية الكردية الانفصالية بأن تكون المرحلة الخامسة من مرحلة «غضب الفرات» والتي سيكون هدفها اقتحام المدينة وتحريرها «طويلة وشرسة، لأننا نعي تماما أن مقاتلي التنظيم لن يتخلوا بسهولة عن عاصمة خلافتهم ومعقلهم الأساسي الأخير».

مشاركة :