نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة قد يقوض جهود السلام

  • 12/18/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تثير رغبة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، مخاوف من انتهاء جهود واشنطن لتحقيق السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين. وأعلن ترمب الخميس أن المحامي اليهودي الأميركي ديفيد فريدمان، (صديقه ومستشاره منذ فترة طويلة) والمؤيد للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، سيكون السفير الجديد للولايات المتحدة لدى إسرائيل في حال أكد مجلس الشيوخ الأميركي هذا الاختيار. والتوتر على أشده بين الحليفين، والعلاقات بين الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت سيئة. إلا أن هذا لم يمنع إسرائيل من الحصول قبل بضعة أسابيع على 38 مليار دولار على عشر سنوات من المساعدات العسكرية وتسلم أولى طائراتها المقاتلة من طراز أف-35. لكن رغم ذلك، فإن الأجواء لا تزال ملبدة. فوزير الخارجية جون كيري الذي بذل أقصى جهوده العامين 2013-2014 في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يغادر منصبه في 20 يناير وسط شعور بالمرارة. واتهم اليمين الإسرائيلي بتخريب حل الدولتين عبر تفضيله استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. على وجه التحديد، يبدو أن السفير الأميركي المعين يرغب في التخلي عن السياسة التقليدية لواشنطن بشأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية ووضع القدس. وتعهد فريدمان في بيان فور تعيينه «العمل من دون كلل من أجل تعزيز الأواصر الثابتة التي توحد بلدينا ودفع عملية السلام في المنطقة»، مؤكداً أنه «يتطلع إلى ذلك انطلاقا من السفارة الأميركية في العاصمة الأبدية لإسرائيل، القدس». وكان هذا وعدا خلال حملة المرشح الجمهوري، الذي كان أعلن أنه سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في حال فوزه، وأنه سيعترف بحكم الأمر الواقع بمدينة القدس عاصمة للدولة اليهودية. لكن متحدثا باسم الرئيس المقبل قال الجمعة إنه «من السابق لأوانه قليلا» الحديث عن جدول زمني لنقل السفارة، لكنه أكد أن ترمب «لا يزال متمسكا بذلك». ومن شأن هذه الخطوة أن تحدث زلزالا دبلوماسيا لأن الغالبية العظمى من البلدان -بما فيها الولايات المتحدة- لديها سفارات في تل أبيب. والأسوأ من ذلك، سيشكل مثل هذا الإجراء «تدميرا لعملية السلام»، كما حذر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الجمعة. ونددت مجموعة «جاي ستريت» المصنفة ضمن اليسار والتي تصف نفسها بأنها «تؤيد إسرائيل والسلام»، باختيار فريدمان، معتبرة أنه «غير مسؤول، وقد يشوه سمعة ومصداقية أميركا في المنطقة والعالم». وواشنطن تاريخيا هي الوسيط الوحيد في الشرق الأوسط. وحذرت هذه المجموعة أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيؤكدون تعيين فريدمان في منصبه من أنه «صديق أميركي لحركة الاستيطان» في الأراضي الفلسطينية. لكن جوناثان شانزر من مركز أبحاث «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» المحافظ، قال إنه لن يكون هناك تحول بنسبة 180 درجة لدبلوماسية ترمب تجاه إسرائيل والفلسطينيين. وتوقع ببساطة «تليين سياسة إدارة أوباما بشأن المستوطنات أثناء عهد ترمب». أما بالنسبة لنقل السفارة إلى القدس، فأوضح الخبير لفرانس برس أن ذلك «سيثير جدلا لكن ليس صدمة نووية»، ناصحا ديفيد فريدمان بالاكتفاء بصمت بالإقامة في القنصلية الأميركية في القدس الغربية.;

مشاركة :