في رثاء العم محمد صقر المعوشرجي - مقالات

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إن من الصعب جداً أن ترثي إنساناً بمكانة العم محمد صقر المعوشرجي - رحمه الله - وتوفيه حقه، فهو بمثابة الأب أو الأخ، والصديق، والقدوة، والمعلم، والمشير، للكثيرين ممن عرفوه أو عملوا معه، وما دخلت عليه يوماً إلا ووجدته «هاشّاً باشّاً»، وما خرجت من مجلسه إلا وازددت علماً، واستفدت من نُصحه وتفاءلت من دعائه، وما سألته سؤالاً إلا وجدت لديه الجواب الشافي، أو دلني أين أجد الجواب. في ديوانه الأسبوعي العامر تجتمع أطياف المجتمع الكويتي من مختلف الأجيال والثقافات، فترى الأديب والشيخ والسياسي والمؤرخ، يُثرون ضيوفه بعلمهم ويأخذون منه الخبرة والرأي، ويستمعون لتاريخ كويتهم، والبعض يستعير نادر الكتب من مكتبته التي تُعد إحدى أكبر وأقدم المكتبات الشخصية في الكويت. أبو خالد - طيب الله ثراه - من الرعيل الأول الذي ساهم في بنيان الكويت الحديثة منذ بداية النهضة في القرن الماضي عبر عمله في بلدية الكويت عدة عقود، وتدرج في مناصبها حتى وصل إلى منصب المدير العام، ثمَّ عُين نائباً لرئيس المجلس البلدي، وبعد راحة من العمل فترة، عاد ليتقلد منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة إعادة الإعمار التي شُكلت بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، ترك فيها بصمات عديدة مثل إنشاء الصناديق الوقفية المختلفة، وتنظيم العمل الخيري في الكويت، وقد كرمته الدولة - وهو أهل للتكريم - مرات عديدة، كان آخرها أثناء تكريم مديري البلدية السابقين تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه -، حيث أصر سموه على النزول من المسرح لتسليم شهادة التكريم بيده للعم بو خالد الذي أعجزه المرض عن الصعود إلى منصة التكريم. رحم الله العم محمد صقر المعوشرجي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).

مشاركة :